عبد الحميد سعيد الدرهلي
الحديث عن اليوم الوطني حديث عن الوطن السعودي بكل تفاصيله وناسه، حديث عذب ممتع يتنسم مبادئ الحرية والحياة، حيدث عن الإنجاز والنضال والكفاح، عن الرجال العز الميامين الذين لبوا نداء الوطن وقدموا أرواحهم في سبيله كي يصل إلى الازدهار والحياة الفضلى. وحين نحتفي باليوم الوطني علينا أن نعرف كيف ندافع عنه في السراء والضراء، فلا نقبل الأصوات النشاز، ولا نلتفت إلى كلام الرعاع، لأن البناء يحتاج إلى صبر وأفق أرحب .
فهل ندرك قيمة هذه الذكرى والمناسبه الوطنية الخالدة ؟
وهل ننتبه لكل مايدور حولنا من تحديات كي نفوت الفرصة على المزاودين وأصحاب الشعارات، وتوحيد الوطن لا يختزل في هذه الكلمات لأنه نضال وعمل ومسيرة متواصلة عبر الأجيال، إنه منظومة القيم التي تنطلق من ذلك التاريخ لنفعِّل في الواقع إنجازاتها وإضافاتها، وهو الوطنية التي تتصل بالهوية التي تحتاج إلى شد النواجذ وتؤكد مفهوم الانتماء والوفاء للوطن، والوقار له ليس كلمات نكتبها ونطالعها، أو حروفاً نسطرها، إنه إنسان نتنفسه ونعشقه ونتضوع عطره وندرك قيمته ، إنه سلوكنا في كل المحافل والأرجاء، إنه الحرية والعدل والكرامة والصدق والصراحة والموضوعية والثوابت الحقة التي تُعلي البنيان وتهدم كل المصالح الذاتية والأنانية، إنه العطاء: أن نعطي ولانفكر كيف نأخذ، أن نقدم ونتخلص من الأنانية.
وما احوجنا إلى تكاتف الجهود في كل الصعد وخصوصاً في هذا الزمن الصعب، لأن الوطن ليس فرداً أو بقرة حلوباً، أو إقليماً أو شركة أو مصنعاً أو شهادة أومحطة تُدر ربحاً، إنه نحن كلنا الذين يتسامون فوق مصالحهم، ويعرفون أن الكرامة تُصان ولا تُباع او تُشترى.عيد الوطن دلالات موصولة بالحرية والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني القائمة على الدستور والمؤسسة والقوانين والأنظمة والواجبات والحقوق، وهذا يعني أن نستمر في البناء والعطاء، أن نفرح لوطننا: كبير فيه استقرارنا وحياتنا ونجاحنا وصبرنا وحبنا، أن نكبر مع وطننا ونكبره وندافع عنه ونبذل الغالي والنفيس لأجله، أن نقدمه للعالم نموذجاً راقياً في مؤسساته وإنسانه وأجهزته وصوره وحضوره ، وديمقراطيته ، وجهده الداخلي والخارجي، أن نقول لمؤسساته الأمنية والعسكرية لكم منا كل حب واحترام وتقدير على سهركم ودروكم في حماية الوطن والدفاع عن منجزاته ، وأن نقول لكل الأوفياء والشرفاء : بلدكم لا يبخل على أحد من أهله وأمته ، وقد دفع من صموده الكثير وفتح الآفاق مع شعبه وأبنائه كي يقول للآخرين : هذه هي \"المملكة العربية السعودية\". وهاهم أهلها وناسها، صادقون في أقوالهم، صابرون وصامدون وقادرون على مواجهة التحديات، ثابتون على مبادئهم لا يتغيرون مهما كانت المحن والتحديات، سعوديون ومسلمون وعرب حتى أعماقهم، هاهم الرجال الذين ضحوا وقدموا وبنوا وأصبحت ذكرياتهم عابقة في قلوبنا وعيوننا. وبعد علينا أن نكون دوماً أوفياء لوطننا غيورين على مكاسبه لأن مسيرة المملكة العربية السعودية الخيِّرة كانت مليئة بالتحديات والأخطار، غير أنها كبيرة وعظيمة بما حققته من إنجازات ومكتسبات على طريق التقدم والبناء والازدهار والرفعة حيث شملت كل ميادين الحياة ، وكانت هذه السنوات انضباطاً وانتماءً وروحاً معنوية تبعث العزم والأمل والعزة والشجاعة والوفاء والولاء والإخلاص لبناء الوطن القوي الشامخ بالأمن والأمان والاستقرار الملتزم برسالة الأمة ومبادئها الثابتة، وتبقى ضمانة الاستقرار ودوامه هذه الأجيال الصاعدة، وهؤلاء الشباب بما يملكون من وعي وإبداع وابتكار، وضمان هذا الاسقرار يحتاج إلى التفافنا حول صانع التغيير وحامل راية التقدم والرقي، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أيده الله في عيد الوطن أزجى جلالة الملك لشعبه وأمته العربية رسالة اعتزاز وطني والتزام قومي ، تجسد الثقة بالوطن ومؤسساته وأبنائه ، وتؤكد التزامنا القومي الثابت، رسالة تليق بالقيادة وبالوطن في يوم عيده.في عيد الفرح السعودي باليوم الوطني
تخفق الرايات بالعزيمة ، وتخفق القلوب بالولاء، وتهزج الساحات فرحاً، وتتماوج أصداء الولاء في أقصى أطراف الصحراء كل عام وأنت ياوطننا الغالي بخير!! والحمد لله رب العالمين .
فاكس: 6658393