مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
إن حب الوطن قبل أن يكون نافلة حضارية، وغريزة اجتماعية تحفظ بقاء الشعوب، وتضمن أمنها وتصون سلامها، فهو أيضًا بخلاف هذا وذاك سُنة نبوية؛ فقد كان النبي الأكرم متعلقًا بوطنه مكة، وبكى لفراقها، وإن تيّسر اختزال جميع معاني الوطنية في جملة من كلمتين فهي ولا شك “اليوم الوطني”، هذا اليوم الذي يعد بمثابة عيد ميلاد الوطن، والذي يستدعي للذاكرة سيرة ومسيرة قائد فذ بخل الزمان بأن يجود بمثله، فهو ملك تمثل سيرته أنبل معاني الفداء والبطولة، تجشم صعابًا وخاض ملاحم، ورأب شمل جزيرة العرب، ووحد شتيت القبائل، وحفظ دماء المسلمين، وعصم كرامتهم تحت راية الإسلام، فشاد مُلكًا وخلّف مجدًا، ورسّخ قدم هذه المملكة، وأودع أمانته لأبنائه الذين صاروا على الدرب فكانوا خير خلف لأنبل سلف. حتى صار الاحتفال باليوم الوطني والاحتفاء بذكراه،
صنوان لا يفترقان، ومظهران لمعنى واحد. ملحمة وطنية:
وقد أكد عدد من المسؤولين والمواطنين بمكة المكرمة أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة مناسبة عزيزة على قلوب كل مواطن سعودي؛ حيث نحتفل فيه جميعًا بيوم وحدتنا وما تحقق بفضل الله وكرمه لبلادنا الغالية من تطور ونهضة ورخاء وقفزات حضارية متسارعة منذ أن وحد صفوفها جلاله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – ثم سار على نهجة من بعده أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله – عليهم رحمة الله جميعًا – حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – والذي وصلت فيه بلادنا إلى مستويات عالية من التقدم والإزدهار.
كما أشار هؤلاء المسؤولون إلى ما تمثله مناسبة اليوم الوطني للمملكة من استذكار لتلك الملحمة الوطنية في تأسيس هذه الدولة الكبرى المترامية الأطراف، منوهين إلى الدور البطولي الذي قاده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه – وأبناؤه ورجاله المخلصون في تأسيس هذا الكيان العظيم في أكبر مشروع وحدة وطنية في التاريخ الحديث، وذلك على نهج قويم ودستور سليم عماده كتاب الله وسنة رسوله.
كما لفت هؤلاء المسؤولون إلى النموذج الذي يجسده مثل هذا اليوم، من قيم البطولة والجهاد التي تحفل بها سيرة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود؛ فقد خاض هذا البطل المغوار – غفر الله له – في لجج الحروب والمعارك، بمشاركة مجاهدين مخلصين من أبناء هذا الوطن؛ في سبيل ترسيخ هذا الكيان وتوحيده تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
حكم رشيد:
كما أكد هؤلاء المسؤولون على السياسة الحكيمة، والمنهج القويم، والأهداف السامية الذي تترسمها وتتبعها المملكة العربية السعودية، وفق ما يمليه عليها واجبها ودورها التاريخي والحضاري في المنطقة، بوصفها أرض الإسلام ومهبط الوحي، ومحج المسلمين، وأشادوا بحكمة الشعب السعودي الذي يدين بالولاء لقيادته والإخلاص لبلاده. فهنيئًا لنا بقيادتنا وهنيئًا للوطن بهذا الشعب الوفي المخلص. وأشاد هؤلاء المسؤولون بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عهد العزم والحزم، هذا العهد الذي شهد منذ بدايته إنطلاقة غير مسبوقة على جميع المستويات،
والتي شملت العديد من الإصلاحات الاستراتيجية سواء الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، ومنها رؤية المملكة 2030 والتي أكدت من ضمن محاورها محاربة الفساد بكل مستوياته سواء كان ماليًا أم إداريًا وأيًا كان مصدره. ناهيك عن إعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات الحكومية وتطبيق برامج للإصلاح الإداري بشكل حازم. وإنشاء مجلس الإقتصاد والتنمية وغيره من البرامج التي تهدف إلى السير قدمًا نحو الإصلاح الإداري.
ذكرى مجيدة:
وفي هذا السياق قال معالي المهندس محمد بن عبدالله القويحص، أمين العاصمة المقدسة، إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عزيزة على النفس، نستلهم منها الكثير من العبر والدروس، من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله، الذي استطاع بإيمانه الراسخ بالله – عز وجل – وحكمته ونفاذ بصيرته أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته، التي مازلنا نقتبس من نورها ونعيش في ظلالها ونستشرف بها ملامح مستقبل مشرق نتطلع إليه.
وأضاف القويحص قائلًا: “لقد سار على نهج الملك المؤسس أبناؤه البررة من الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله يرحمهم الله حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله”. واستأنف بقوله: “لقد وصلت المملكة في عهدهما المبارك إلى أعلى المستويات من التطور والتقدم في مختلف المجالات” مدللًا على ذلك بما شهدته المملكة مؤخرًا من قفزات نحو الإصلاح الإداري من خلال رؤية 2030، والتي أكدت أنه لا تهاون أو تسامح مطلقًا مع الفساد بكل مستوياته ماليًا أم إداريًا، وأيًا كان مصدره، إضافة إلى إعادة هيكلة بعض الوزارات، والمؤسسات والهيئات وإنشاء مجلس للشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي العهد، إلى غير ذلك من برامج الإصلاحات الإدارية المتنوعة والتي تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن.
كما تطرق معالي المهندس القويحص إلى ما يشهده الحرمان الشريفان المكي والنبوي من توسعات وتطورات هائلة في التوسعة والتيسير على ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتوفير مزيدًا من الراحة لهم؛ ليؤدوا مناسكهم في كل يسر وسهولة. وشدد أمين العاصمة المقدسة على المشروات التطويرية المختلفة التي شهدتها كل من مكة المكرمة ومناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة، والتي تعددت ما بين جسور وأنفاق وتوسعة ساحات، ومشروع قطار المشاعر المقدسة، الذي سهل كثيرًا في تنقلات ضيوف الرحمن أثناء آداء مناسكهم، كما يعد قطار الحرمين من الانجازات الهائلة التي سهلت على الحجاج والمعتمرين والزوار تنقلاتهم بين المدينتين المقدستين بكل سهولة ويسر.
وثمّن معالي المهندس القويحص الدعم الكبير الذي تحظى به أمانة العاصمة المقدسة من القيادة الرشيدة حفظها الله لأداء مهامها ومسؤولياتها على أتم وجه، وذلك بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة المكرمة، وسمو نائبه الأمير عبدالله بن بندر، وهو ما يتيح للأمانة مواصلة أعمالها البلدية المختلفة بكل دأب وتفان.
تهنئة القيادة:
وفي سياق متصل، قال معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: “إنني أرفع أسمى آيات التهائي والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، داعيًا الله لهما بموفور الصحة والعافية وأن يجزيهما خير الجزاء على ما يقدمانه للحرمين الشريفين من دعم كبير واهتمام لا محدود”.
وعبر الدكتور السديس، عما تثيره ذكرى اليوم الوطني للمملكة في النفوس من عرفان تجاه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – ومسيرته العظيمة في توحيد هذه الدولة، وإنشاء هذا الكيان الكبير. وأضاف السديس: “يجب أن نتذكر في هذه المناسبة كل من تابعوا مسيرة الملك المؤسس من أبنائه البررة ورجال الوطن الأوفياء وما بذلوه من جهود لتطوير هذا الوطن حتى وصل لما وصل إليه اليوم من تطور هائل في مختلف المجالات محلياً ودولياً”.
وأشار السديس إلى المشاريع التي شهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، من توسعات هائلة، علاوة على صحن المطاف، ومشروع المسعى كذلك، مما سهل كثيرًا على الحجاج والمعتمرين آداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وقد كانت هذه المشروعات العملاقة محل فخر وثناء واعتزاز ضيوف الرحمن؛ حيث لم يشهد تاريخ الحرمين الشريفين توسعات مثل هذه التوسعات التي يشهدها اليوم وفي هذا العصر الزاهر. واختتم السديس حديثه بالإشارة إلى ما حظي به عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين منذ بدايته من إصلاحات إدارية شاملة في مختلف المجالات فالجميع أصبح ينظر بكل تقدير وامتنان لما تحقق خلال هذا العهد الميمون، من إنجازات حضارية، ومشروعات تنموية هائلة، وإصلاحات اقتصادية، أسهمت في تعزيز الدور الريادي للمملكة على المستوى الإقليمي والعالمي.
ذكرى التوحيد:
وفي سياق مضطرد، قال معالي المهندس عمر بن عبدالله القاضي، الأمين العام لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية، إن ذكرى اليوم الوطني تعد من المناسبات التاريخية المجيدة، التي يستذكر فيها جميع أبناء الوطن ملحمة توحيد المملكة، تحت قيادة جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وأبنائه الأمناء ورجاله المخلصين من أبناء هذا البلد المبارك؛ إذ تعيد هذه المناسبة ذكرى ما بذله الملك المؤسس من بطولات وتضحيات في سبيل لم شمل هذه البلاد وتوحيدها تحت راية التوحيد الخفاقة.
وأضاف أمين العاصمة المقدسة الأسبق قائلا: “إن ذكرى اليوم الوطني ذكرى مجيدة يجسدها تاريخ عظيم يدعو للفخر والاعتزاز بماضٍ عريق في تأسيس دولة ذات حضارة قامت على أسس رصينة وثوابت إسلامية راسخة لا يزعزعها ولا ينال منها مغرض حاسد حاقد”.
وقال القاضي: “إننا نستذكر في هذا اليوم العظيم ما عاناه الأجداد من فرقة وشتات وما تكبدوه من مصاعب وما عانوه من جوع وأمراض وخوف، حيث تبدد ذلك كله بحمد الله عندما استطاع الملك عبدالعزيز رحمه الله توحيد هذه البلاد ولملمة شتاتها، ورفع رايتها شامخة، وسار على نهجه أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله – رحمهم الله – حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظها الله”.
وعبر معالي الدكتور القاضي عن استبشاره بالتطورات الهائلة التي تحققها المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي. واختتم حديثه بالدعاء لله – عز وجل – بأن يحفظ لهذه البلاد قادتها الميامين، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه من أعمال جليلة لخدمة الوطن والمواطنين، وأن يمن على المملكة بالأمن والاستقرار الذي تحياه.
المواطنون يتحدثون:
كما التقت “البلاد” بعدد من المواطنين في مكة المكرمة، وهم ياسر علوي فدعق، ومعن أحمد الحربي، ومحمد فلفلان، ومدحت محمد، وحمدي حميد، ونايف السبيعي، الذين عبروا جميعًا عن سعادتهم البالغة وهم يحتفلون بالذكرى الـ”88″ لليوم الوطني المجيد، ويتذكرون ما حققه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، وأبناؤه ورجاله المخلصون، من انتصارات متوالية في سبيل بناء هذا الكيان الكبير لهذا الوطن وتوحيده.
حيث أكد هؤلاء المواطنون على أنهم يستشعرون مع هذه المناسبة بهذا الإرث العظيم للوطن الغالي، وما حققه الملك المؤسس من إنجازات هائلة في سبيل تشييده، وما تحقق أيضًا من تطورات كبيرة في عهد أنجاله من الملوك على مدار عقود التنمية، بحيث أصبح هذا الوطن واحداً من أهم القوى الإقليمية والدولية، لا سيما في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومهندس الرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني ولي عهده الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أبهر العالم بإنجازاته وطموحاته وحكمته وآرائه السديدة ونظرته الثاقبة نحو المستقبل المشرق.
وأشاد المواطنون بما توليه القيادة الحكيمة لشباب هذا الوطن الطموحين من اهتمام بالغ؛ لتوفير فرص عمل تتيح لهم حياة كريمة لهم، كما ثمّنوا ما حصلت عليه المرأة السعودية من حقوق اكتسبتها في هذا العهد المبارك، حيث أصبحت تشارك في جميع برامج التنمية الطموحة لتسير جنبًا إلى جنب الرجل في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات نحو مستقبل مشرق.