الأرشيف دوحة السودان

الوفاء لأهل العطاء

عبد المنعم ابراهيم

في حضرة العظماء تسيطر عليك الهيبة , وأمام إبداع الموهوبين تغمرك الدهشة والانبهار , فيعجز لسانك عن التعبير , ويعصيك يراعك حياءً من الكتابة .. ولأن الوفاء لأهل العطاء , فنحن اليوم في ذكرى أحدهم , بل أهمهم في عصرنا الحديث , فالرجل صاحب عطاء وأي عطاء هو .. خدم اللغة العربية لغة القرآن الكريم .. وكذلك تفسيره بأسلوبه السلس المفهوم لكل مستمعيه بكل طبقاتهم .. ذلكم هو البروفيسور عبد الله الطيب الأديب والمفسر للقرآن الكريم والمؤرخ والشاعر المطبوع , الرجل العلامة والعالم الموسوعي . لقد حباه الله عقلاً راجحاً وبصيرة نافذة وذاكرة متقدة .كان للرجل حضوره الطاغي الواضح وسحره المتميز,وهو ما جعل السودانيين يجمعون على حبه والاعتزاز به واعتباره شخصية قومية..حيث كانت الأصالة والبلاغة سمتين مميزتين لمنهجه وللغته التي كان يفهمها ويتفاعل معها جميع شرائح المجتمع السوداني.
نحن بدورنا اليوم نقدم له في هذه الصفحة تقريراً موجزاً عن مراحل حياته العلمية والعملية, وفاءً وعرفاناً له مسلطين الضوء على مسيرة حياته وبعض إنجازاته عسى أن نكون أوفينا للرجل النزر اليسير من حقه علينا.
كان البروف عبد الله الطيب شديد الإعجاب بالشعر العربي القديم وصنفوه أدبياً أنه من أنصار المدرسة القديمة .. ولأنه كان شاعرا وأديبا وباحثا لغويا ومؤرخا أدبيا وناقدا من الطراز الأول , فقد كان يرى أفضلية الأدب العربي على الأوروبي الذي هو ملم به وضليع فيه .. وللرجل آراؤه وحججه العلمية في هذا الخصوص.
إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة البروفيسور عبدالله الطيب.
للتواصل ولمن أراد المشاركة معنا في الصفحة نرجو مراسلتنا على الإيميل :
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *