تقرير-عبدالعزيز عركوك
أجرت صحيفة” البلاد” لموسمين ماضيين متتاليين حوارين صحفيين، مع رئيس نادي الوحدة هشام مرسي، شهدا العديد من التناقضات، ففي عام 2015 م كان السؤال الموجه له من قبلنا عن إمكانية تحقيق دوري جميل مع الوحدة في الموسم الحالي؟ فأجاب: إنه يتمنى، ويطمح لذلك، ولكن لنكن واقعيين.
بكل تأكيد لن يستطيع فريق الوحدة في السنة الأولى تحقيق اللقب؛ لفارق الإمكانات الفنية والمالية، بين أندية دوري عبداللطيف جميل؛ كونها بطولة تقام على مدى عام كامل، وتتطلب جهدا كبيرا، ودكة بدلاء جاهزة، وخبرة كبيرة، ولكن طموح الوحداويين في الموسم الأول بعد الصعود للممتاز، ليس البقاء، وإنما تحقيق مراكز متقدمة جدا في سلم ترتيب الدوري؛ للمشاركة في بطولات خارجية ؛ إما عربية أو خليجية،
بالإضافة للعمل على تحقيق البطولات ذات النفس القصير، مثل كأس خادم الحرمين الشريفين، التي ستقودهم لكأس السوبر- في حالة تحقيقه- بالإضافة للمنافسة على كأس ولي العهد؛ كونها تقام بنظام خروج المغلوب،
ولا تتجاوز الخمس مباريات؛ لذلك من السهل عليهم التركيز في مثل هذه البطولات، والتي تعد حقا مشروعا للجميع للمنافسة والفوز بها، ولكن في الموسم بعد القادم، والمقصود به الحالي 2016م سيكبر الطموح، وتختلف الإمكانات والخبرات، وسيكون الهدف تحقيق مركز، من الأربعة مراكز الأولى ؛ للمشاركة في دوري أبطال آسيا، ولكن ما شاهدناه كان العكس تماما .
(فريق لا روح)
من الأسباب التي أضعفت الفريق الوحداوي في الموسم الحالي، فقدان الروح قبل الحديث عن أي مشكلات أخرى، فلم نجد أحدا من اللاعبين سوى القليل، من الذين يلعبون؛ من أجل الشعار ويقاتلون لهدف البقاء في دوري جميل، بخلاف المواسم الماضية التي شاهدنا، ولمسنا الروح الحقيقية لفرسان مكة، فالجميع رأى ما فعله اللاعبون، ومقاطعتهم للتمارين احتجاجا على تأخر مستحقاتهم ورواتبهم،
وإن كان ذلك من أبسط حقوقهم، في ظل الأخطاء التي وقعت بها إدارة النادي، إلا أنه غير مبرر أن يتم مساومة النادي في أصعب الظروف، وفي وقت كانت الجماهير الوحداوية تنتظر الروح العالية المعروفة؛ لانتشال الفريق من خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، ولعل كثرة التعاقدات، خاصة للاعبين المحليين الذين يقطنون خارج مدينة مكة المكرمة،
بالإضافة لجلب اللاعبين المتهالكين ورجيع الأندية، وتفضيلهم على المواهب والكوادر الشابة، التي يتمتع ويتميز بها أبناء مكة المكرمة أكثر من غيرهم، كان من الأسباب التي تسببت في تقديم حب المال على الكيان بالنسبة للجيل الحالي، والذي أسهم بشكل كبير في تدمير الفريق.
(نتائج مخيبة)
قدم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة في الموسم الحالي 2016م نتائج مخيبة لآمال وتطلعات الجماهير الوحداوية، بعد أن عاد الفريق مرة أخرى إلى دوري الدرجة الأولى قبل نهاية الموسم بجولتين، كأول ناد يعلن هبوطه بشكل رسمي، حيث شارك الفريق في 25 مباراة في دوري جميل للمحترفين حتى هذه اللحظة،
وكانت المحصلة 5 انتصارات، وتعادلين بالإضافة إلى 18 خسارة أحرز خلالها 34 هدفا، واستقبلت شباكه 62 هدفا، وتبقى له مواجهة أخيرة أمام القادسية، وفي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، تمكن الوحدة من الفوز في أولى المواجهات أمام أحد بهدف نظيف في دور الـ32 ، ثم غادر البطولة في دور الستة عشر عقب خسارته من الهلال بثلاثية مقابل هدفين،
وفي مسابقة كأس ولي العهد استطاع الفريق التغلب على القيصومة بثلاثية مقابل هدف في دور الـ32، ثم تجاوز الخليج في دور الستة عشر بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي في الأشواط الأصلية والإضافية بهدف لكل منهما، وقبل أن يغادر البطولة في دور ربع النهائي بعد خسارته من النصر بهدف نظيف.
كان الموسم الماضي 2015- 2016م هو الأول للرئيس هشام مرسي في رئاسة نادي الوحدة، بعد انتخابه لمدة 4 سنوات، كما صادف ذلك صعود الفريق الأول لكرة القدم من دوري ركاء بالدرجة الأولى، إلى دوري عبداللطيف جميل، وقد حصل الفريق على المركز التاسع في سلم ترتيب الدوري، بعد أن لعب 26 مباراة، استطاع خلالها الفوز في 8 مواجهات،
وخسر في 11 مباراة، فيما تعادل في 7 لقاءات، وأحرز الفريق 30 هدفا، واستقبلت شباكه 37 هدفا، وجمع 31 نقطة، أما في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، فقد تمكن الوحدة من الفوز في دور الـ32 على أحد بهدفين لواحد، ثم خرج الفريق أمام الاتحاد في دور الستة عشر عقب الخسارة بهدفين دون رد على ملعب الجوهرة، وفي مسابقة كأس ولي العهد استطاع الوحدة تجاوز الحزم في دور الـ32 برباعية مقابل هدفين، ثم خرج من المسابقة في دور الستة عشر بعد خسارته من الخليج بأربعة أهداف مقابل اثنين.
(17 نقطة)
تعاقد رئيس النادي هشام مرسي في الموسم المنصرم 2015-2016م مع المدرب الجزائري مضوي خير الدين، والذي حضر في منتصف الموسم، واستطاع إحداث تغيير في الفريق من خلال المستويات التي قدمها لاعبو الوحدة، بالإضافة للنتائج؛ حيث أشرف المدرب الجزائري على 20 مباراة في دوري جميل، تمكن من الفوز في 7 مواجهات، وخسر 8 مباريات وتعادل في 5 مواجهات،
وقد قررت الإدارة في الموسم الحال2016-2017 المحافظة على الاستقرار الفني، واستمراره مع الفريق، ولكن جاءت النتائج عكسية بعد أن أشرف المدرب الجزائري على الفريق في 12 مباراة في الدور الأول لدوري جميل للمحترفين، حقق خلالها فقط 10 نقاط فقط، عقب فوزه على التعاون والاتفاق والباطن، وتعادله مع الشباب، ثم قررت إدارة النادي تغييره والتعاقد مع المدرب المصري عادل عبدالرحمن، والذي أشرف على الفريق في مباريات الدور الثاني من مسابقة دوري جميل، ولم يتمكن من تحقيق سوى 7 نقاط، عقب فوزه على الرائد والاتفاق، وتعادله مع الباطن.
(مصر والنمسا)
بعد نهاية الدور الأول من الدوري من الموسم الحالي بتحقيق 10 نقاط من أصل 39 نقطة، حاولت إدارة نادي الوحدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال التعاقد مع محترفين أجانب، وهم ثنائي نادي الإسماعيلي المحترف الغاني طارق جبرين والمصري المدافع شريف حازم، وكذلك أحمد مجدي لاعب وسط نادي الإنتاج الحربي، كما تم التعاقد مع المدرب المصري عادل عبدالرحمن، بالإضافة لإقامة معسكر خارجي، أقيم بالقاهرة، في فترة التوقف الشتوية ، تخللها إقامة لقاءات ودية أمام إنبي المصري والمقاولون العرب.
وكان الفريق قد أقام معسكرا خارجيا في الصيف، وقبل بداية الموسم في النمسا، وذلك استعدادا للمنافسة على استحقاقات الموسم الرياضي، وقد تخلل المعسكر إقامة 4 مباريات ودية كانت أمام أندية سراييفو البوسني، وأورنبورق الروسي، وباليرمو الإيطالي، وإن كي السولوفيني.
(تعاقدات الموسم الحالي )
بعد أن قامت إدارة الوحدة بتغيير الثلاثي الأجنبي في الفترة الشتوية، بالتعاقد مع الغاني طارق جبرين، والمصريين شريف حازم، وأحمد مجدي أصبحت عدد الصفقات المبرمة في الموسم الحالي حوالي 16 صفقة، بعد أن شهدت الفترة الصيفية الماضية، وقبل انطلاق الدوري الحالي تعاقدات مع 13 صفقة محلية وأجنبية؛ لتدعيم صفوف الفريق، وهم لاعب نادي الرياض بدر الشهراني لمدة أربع سنوات، وحارس مرمى فريق الطائي عماد الدوسري لمدة ثلاث سنوات، ومهاجم فريق الحزم فريد الحربي، والظهير الأيمن لفريق نجران ربيع الموسى،
ومن نادي الهلال الثلاثي حارس الفريق عبدالله السديري، والمدافعان عبدالله الشامخ ويحيى المسلم، ومن التعاون المدافع كامل المر، ومن نادي الاتحاد المهاجم مختار فلاتة، ومن الأهلي كامل الموسى بالإضافة إلى اللاعب معتز الموسى لاعب الأهلي ونجران سابقا، وكذلك التعاقد مع الثنائي الأجنبي اللاعب أود داغولو من جمهورية افريقيا الوسطى، لاعب وفاق سطيف سابقا، واللاعب البرازيلي فيليب باريتو، كما قامت بالتجديد مع المهاجم الأرجواني اديلفو ليما، والمدافع السوري جهاد الباعور، وأيضا اللاعب يحيى الكعبي لمدة عام، وسلطان الدوسري لثلاثة مواسم.