الحج رحلة روحية تستغرق ما بين أسبوعين إلى شهرين في جو شديد الحرارة وفي ظروف معيشية غير مستقرة بالنسبة للسكن، حيث يكثر تجمع الحجاج في أماكن محدودة قليلة الإمكانات بالنسبة للحياة أو الأكل الذي تعود عليه الشخص في حياته العادية.
من المعروف أن أغلب الحجاج يكون سنهم فوق الأربعين فيلزم أن يُجرى لهم رسم قلب قبل السفر للاطمئنان عليهم مع الكشف الطبي الشامل، أما بالنسبة للأدوية التي يأخذها معه فالواقع أن العلاج متوفر بالمملكة العربية السعودية والخدمات الصحية التي توفرها البعثات الطبية المصرية والإسلامية كافية.
ولكن يُستحسن أن يأخذ مريض السكري معه زجاجة أنسولين، ويمكن استخدام الأنسولين العادي بصفة مؤقتة؛ لئلا تتعارض مواعيد الحقن، ويمكنك أن تنظم الجرعات ومواعيد الأكل تبعًا لظروفك، أو تأخذ علبة من الأقراص التي ينظم بها السكر تكفيك حتى تصل إلى هناك ثم يمكن أن تشتري من أي صيدلية أو تلجأ لأقرب مستشفى.
ولا مانع أن يأخذ الحاج معه كمية كافية من الأنسولين والحقن وأدوات تحليل البول تكفيه طول رحلة الحج، مع مراعاة أخذ كمية احتياطية تحسبًا لضياع الأولى، بشرط أن يأخذ معه حاوية يضع الأنسولين بداخلها؛ لأن الحرارة المفرطة تتلفه. واحمل معك تموينًا من الكربوهيدرات، مثل مكعبات السكر، وخذ معك أدوية الإسهال، ودوران البحر، أو دوار الجو (درامامين) أقراص.
وكن أكثر دقة عن المعتاد في إجراء تحليل البول، وافحص النتائج بدقة مرتين قبل الوجبات وقبل النوم.
اتبع هذه الإرشادات في أي سفن وفي رحلة الحج لتعود إلى بيتك سعيدًا بعد رحلة ممتعة إلى بيت الله الحرام.
مريض السكري وضربة الشمس
إذا تعرض مريض السكري -لا قدر الله- لضربة شمس، فإن الكارت المكتوب عليه تشخيصه هام جدًا؛ لأن سكر الدم يرتفع جدًّا حتى في الأصحاء عند إصابتهم بضربة الشمس، أما مرضى السكري فيلزم أن يعالجوا بجانب المحاليل والثلج بحقن الأنسولين؛ لهذا ننصح مريض السكري أن يبتعد عن الأماكن المكشوفة حتى في الظل؛ لأن درجة الحرارة بمكة وجبل عرفات ومنى عالية حتى في الظل، وأن يكثر من شرب الماء، وهو متوفر والحمد الله في طرقات مكة.
مريض السكري والسفر
ننصح مريض السكري غير المستقرة حالته بعدم السفر حتى تتحسن حالته، أما مريض السكري صغير السن الذي يعالج بالأنسولين والمعرَّض لنوبات هبوط سكر الدم أو ارتفاعه الشديد أو إصابته الحديثة بالغيبوبة، فيجب ألا يسافر حتى تستقر حالته، وبالنسبة للحالات الطارئة مثل التسمم الغذائي، فإن المريض بالسكري حساس جدًّا، ويلزم أن يذهب فورًا لأقرب مستشفى لأخذ المحاليل اللازمة والمضادات الحيوية ومضادات التسمم.
مريض السكري والصوم
من المعلوم أن مدة الإقامة في الحج محدودة، ولا ننصح مريض السكري بأن يصوم أثناء هذه الفترة، أما إذا اضطر فعليه أن يلجأ للإفطار والصوم بعد عودته لبلده. وبالنسبة للأطفال ففيهم من يكون السكر شديدًا ويعالجون بالأنسولين، ولا يُنصح بسفرهم للحج كذلك الحال بالنسبة للحامل؛ حيث إن مرض السكري يجعل الحامل عرضة لكثير من المضاعفات، مثل تسمم الحمل أو الولادة المبكرة أو صعوبة التنفس، وكل ذلك يصعب التحكم فيه أثناء الحج. أما بالنسبة للمسنين فالغالب أن يكون مرض السكري فيهم هينا ويعالج بالأقراص، ويمكنهم من أداء هذا الركن الهام من أركان الإسلام، وفاء لما فرضه الله تعالى، ودعوة خالصة ومقبولة لطول عمرك يا مريض السكري. مع ملاحظة ألا يذهب أي حاج إلا بعد أن يأخذ كل الأمصال الواقية، حيث إن الحجاج أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض.
النظام الغذائي بالنسبة لمريض الداء السكري أثناء الحج
مريض السكري في الحج يجب عليه اتباع نظام غذائي يهدف أساسًا إلى تقليل سكر الدم، وإراحة البنكرياس، وتخفيض الوزن، وعليه أن يعلم أن السكارين غير ضار بالصحة على خلاف ما أُشيع، ويفضل أن يستخدم زيت الذرة في الطعام، نصائح مهمة وواجبة التنفيذ كالآتي:
1. أنقص وزنك إلى الوزن المثالي.
2. مارس الرياضة البدنية والمجهود العضلي المناسب.
3. تجنب الممنوعات ولا تزد عما هو مكتوب لك من الغذاء.
4. لا تنقطع عن العلاج أو توقفه أو تنقص منه لأي سبب كان، وحافِظْ على مواعيده.
5. إذا شعرت بدوار أو كثرة عرق أو أُصبت بأي مرض آخر فأعرض نفسك على الطبيب المتخصص في الحال.