الدمام-حمودالزهراني
أقام بيت السرد أمسية قصصية نقدية للقاصة البديعة فوزية العيوني والناقد عبدالواحد اليحيائي، مساء الثلاثاء الماضي بقاعة عبدالله الشيخ للفنون في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأدارها القاص عبدالله الدحيلان، بحضور نخبة من القاصين والمثقفين في المنطقة الشرقية، وصاحبت الموسيقى الأمسية بعزف الفنان سلمان جهام.
بدأ الدحيلان بالتعريف بضيوف الأمسية، ثم بدأ الناقد والقاص عبدالواحد اليحيائي بتقديم العيوني أبدى فيه المستوى الفني والأدبي الذي من الممكن أن تقدمه القاصة حيث أعرب من خلال التقديم عن رأيه في الأمسيات عامة وما يتوجب على المبدع من تقديمه وماذا يريد المستمع من المبدع وقال: نحن هنا لنسمع نصوصاً مختلفة، نصوصاً تتميز عن غيرها ببعدها الإنساني وبانشغالها بقضايا المجتمع وهمومه، ولعل الاختلاف والتميز في الفكرة والأسلوب هو ما سيجعل لحضوركم هذا المساء جماله الخاص”.
وأوضح اليحيائي أن الأمسية القصصية قد تطلب من القاص شيئاً آخر، تطلب منه أن يكون مؤدياً أحياناً، والقاص المؤدي قصة قصيرة أخرى، في أمسية قصصية كهذه لعل القدرة على التأثير تعتمد في جزء منها على أداء القاص الحكواتي معبراً عن قصته في أفكارها وشكلها وعلاقاتها وأشخاصها.
وقرأت القاصة فوزية العيوني قصص منها ” شرشف، صاحب الرأس، اللصوص، نوستالجيا، ونصوص قصيرة جدا”، مؤكداً اليحيائي على أهمية الاطلاع والقراءة في أعمال القاصة لأنها مشغولة بالهم الإنساني والدعوة إلى التغيير باتجاه الأجمل والأكمل، هموم إنسانية ودعوة نبيلة نتأملها، ونعيش معها.
وعن نص نوستالجيا، قال اليحيائي أن الثيمة النفسية الغالبة على هذا النص من بدايته إلى نهايته هو إنه: لم يتغير شيء، لم يتغير الناس، ولا الأشياء، ولا الأفكار، ولا حتى العلاقات التي تربط ذلك كله، منذ عشرين عاماً لم يتغير شيء، لم يتغير البحر، ولا الإنسان، ولا الشارع، ولا الطاحونة خلال عشرين عاماً.
وفي نص “اللصوص” قال : هذا النص أشبه بواقعة شرح حال منه بالقصة القصيرة بين البداية والعقدة والنهاية، ولعل هنا خلاف لا بد منه، فالنقاد يحبون التصنيف والمبدعون لا يحبذونه، والقراء يحتاجونه للتفرقة بين الأنواع والصيغ النثرية المختلفة، والرسالة في نص اللصوص واضحة جداً، خاصة أنه أحد النصوص المؤرخة في مجموعة (تلويحة السراب)، 2009م، أي في الزمن القريب مما اصطلح الناس على تسميته حينها (بالصحوة) ثم اختلفوا في التسمية بعد ذلك في سجال ليس مجاله امسية قصصية.
ويرى أن النصوص القصيرة جداً، هي بالقدر نفسه نصوص متعبة جداً، متعبة في تعريفها، ومتعبة في التفرقة بينها وبين أجناس نثرية أخرى، الخاطرة، الحكمة، النكتة، الخبر، وأحياناً يشغلنا بعض القصاص بجمل مفيدة، وأحياناً غير مفيدة، ومتعبة في تحديد ماهيتها وحجمها، ومتعبة عند التفكير في غاياتها وتأويلاتها، وأخشى أن القصة القصيرة جداً أصبحت مرتعاً لأولئك الذين لا تتسع أوقاتهم لقصة بتفاصيل أكثر.