أرشيف صحيفة البلاد

النار تتوهج تحت رماد غضب الشعب الايراني

طهران ــ وكالات

كشف موقع “سحام نيوز” المقرب من الإصلاحيين الإيرانيين، عن نص تقرير سري رفعته وزارة الداخلية الإيرانية بالتنسيق مع وزارة الاستخبارات، إلى الرئيس حسن روحاني يوثق طبيعة الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في العديد من مناطق البلاد منذ الـ28 من ديسمبر الماضي، ضد النظام واستمرت بشكل متقطع حتى تاريخ اللحظة.

وقال الموقع إنه حصل على معلومات موثقة وهامة من مصادر خاصة داخل الحكومة الإيرانية تؤكد أن الاحتجاجات كانت واسعة وكبيرة .

وقالت المصادر الأمنية للموقع، إن التقرير السري الذي قدم للرئيس حسن روحاني كشف عن أن 30% من الشعارات التي رفعت في المظاهرات كانت اقتصادية، و70% منها كانت شعارات سياسية ، مضيفة أن التقرير بين أن المدن التي شهدت الاحتجاجات تندرج ضمن المدن البيضاء التي لا توجد فيها مشاكل أمنية.

وبحسب التقرير الذي نشر الموقع الإصلاحي نسخة منه، فإن 70 % من الشعب الإيراني تعاطف مع المظاهرات والشعارات التي رفعت خلالها رغم عدم مشاركته فيها وفي شأن آخر، تطرق التقرير السري إلى أن المدن التي شهدت سلسلة من الاحتجاجات بلغت ما يقارب 238 موقعاً توزعت على 80 مدينة إيرانية ، منوهاً إلى أن “أهم المناطق التي شهدت هذه الاحتجاجات هي العاصمة طهران ومحافظة خوزستان جنوب البلاد، وأصفهان وسط البلاد . وتابع، أن “المظاهرات اندلعت في 31 موقعاً بالعاصمة طهران، فيما بلغ عدد المواقع التي شهدت تظاهرات في خوزستان 28 موقعاً، وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظة أصفهان”.

وفند التقرير الرواية التي أوردها القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد محمد علي جعفري الشهر الماضي، بأن عدد المتظاهرين بلغ نحو 1500 شخص، وهذا الوضع لا يتطلب من الحرس الثوري التدخل لفض هذه الاحتجاجات.

مشيراً إلى أن عدد المعتقلين من المتظاهرين بلغ 3744 معتقلاً و80% من المعتقلين عاطلين عن العمل و12% من طلاب الجامعات، و5% من المعتقلين العسكريين . وأشار إلى أن 76% من المعتقلين أعمارهم تحت سن الثلاثين، و3% بعمر الخمسين، وإن 24 منهم من أصحاب الشهادات العليا، و 75% يحملون شهادة البكلورياس وما تحتها، و1% بلا تعليم .

وختمت المصادر الإيرانية بالتأكيد أن “التقرير الذي قدمته وزارة الداخلية للرئيس حسن روحاني أمس، متطابق بشكل كبير مع تقرير سبقه قدمه وزير الاستخبارات محمود علوي إلى البرلمان الإيراني”.

بدوره قال المفكر والأكاديمي الإيراني رامين جاهانبجلو: إن النظام الإيراني قد يكون نجح في قمع الاحتجاجات التي انفجرت الشهر الماضي في الشوارع، لكنه لم يعد قادرا على إخماد نيرانها تحت الرماد.

وأضاف جاهانبجلو، في مقال على موقع “ذا واير” الإخباري الأمريكي، أن المظاهرات لم تحتج فقط على الوضع الاقتصادي، لكنها امتدت لتصرخ ضد نظام الملالي في طهران في أكثر من 80 مدينة وبلدة، وأسفرت عن مقتل 22 شخصا واعتقال أكثر من 1000 آخرين.

وأشار المفكر إلى أن المعارضة المحلية أصبحت ملمحا منتظما وواسعا في إيران منذ التسعينيات، لكن إعلام الغرب لم يولها قليلا من الاهتمام، إلا أن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية استمرت في إيران رغم تعامل السلطات الإيرانية معها بقسوة، وظلت الأسباب وراء هذه الاحتجاجات واحدة: اجتماعية وسياسية وسوء الإدارة البيئية وتفشي التفاوت بين الطبقات الاجتماعية.

وفى السياق أفاد تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بأن حزب الله اللبناني يتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنوياً من إيران، وذلك لتمويل الأنشطة الإرهابية، وذلك بحسب تغريدة لتيلور ستابلتون، المتخصص في العلاقات الخارجية والشرق الأوسط.

وذكر التقرير أن إيران كانت تمد حزب الله بنحو 100 مليون دولار سنوياً، ارتفعت خلال 10 سنوات إلى 200 مليون دولار سنوياً.

وبحسب ما ذكر موقع العربية، لقد تم رفع قيمة التمويلات الإيرانية إلى 350 مليون دولار سنوياً، نظراً لارتفاع أسعار البترول في الفترة ما بين عامي 2006 و2009.

ومع دخول عام 2009، خفضت طهران قيمة تمويلها لحزب الله بحوالي 40%، وذلك نظراً لتدني الأسعار العالمية للبترول، وكذلك بسبب العقوبات الدولية التي فُرضت عليها بسبب برنامجها النووي.

وبحسب التقرير الذي صدر في سبتمبر 2017 عن ‘مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات’، وهي هيئة غير حزبية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، فقد زادت إيران من قيمة تمويل حزب الله، وذلك لتعزيز مشاركتها في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد.

إلا أن إيران قامت بتخفيض التمويل مرة أخرى في الفترة ما بين 2014 و2016، نظراً للضغوط الاقتصادية التي نتجت عن تشديد العقوبات الدولية.

وخلص التقرير إلى أن طهران قامت برفع تمويلها السنوي لحزب الله اللبناني إلى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار في الفترة ما بين 2016 و2017.