دولية

المياه تغلي تحت عمائم الملالي .. وعرب الأحواز يواصلون التظاهر

طهران ــ وكالات

تظاهر أهالي مدينة الأحواز أمس “السبت” لليوم الرابع على التوالي، ورددوا شعار ضد سياسة القمع الهمجي والطائفي والعنصري لحكومة الملالي،

وشهدت مختلف المناطق في الأحواز بما في ذلك عبادان وماهشهر وحميديه وشيبان وكوت عبد الله، ليل الجمعة، تظاهرات ضد حكومة طهران.

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة الواقعة جنوب غربي إيران.

وعلى مدار الأيام الماضية، استخدمت قوات الأمن الإيرانية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق التظاهرات، واعتقلت العشرات من المتظاهرين، الذين يطالبون بالحقوق القومية لعرب الأحواز، ووقف حملات القمع الأمني والتعذيب.

ويطالب المتظاهرون بحقهم في تعليم أطفالهم اللغة العربية، والعمل في المؤسسات البترولية الضخمة في مدنهم، وحقوق أخرى كثيرة. وهذه التظاهرات ليست الأولى، لكنها تشكل نقلة نوعية في حجم وأسلوب الاحتجاجات.

وتتصاعد هذه الأيام بقوة حركة الشارع ويستغل المتظاهرون الليل لتكثيف نشاطاتهم في محاولة لإخفاء وجوه المشاركين لتحاشي المزيد من الاعتقالات.

فيما تعاني أغلب المناطق في إيران من شح في المياه الزراعية ، مما أدى إلى احتجاجات بين المزارعين على عدم وصول المياه إلى أراضيهم، نتيجة “سوء الإدارة” وليس الجفاف كما تدعي السلطات، الأمر الذي ينذر بانتفاضة تهدد النظام.

واندلعت احتجاجات في إيران منذ بداية العام؛ بسبب الماء الذي يسبب قلقا سياسيا على نحو متزايد، فقد كانت هذه الاحتجاجات صغيرة ومتفرقة نسبيا ومقتصرة على بلدات محيطة بمدينة أصفهان وسط إيران وإقليم خوزستان في الغرب.

لكنها سلطت الضوء على قضية لعبت دورا في اضطرابات سابقة قمعتها السلطات، بينما أقرت بالحاجة للتغيير. وما يزيد من خطورة هذه الأزمة أنها تتزامن مع احتجاجات مستمرة ضد قمع وفساد النظام.

وخرج مزارعون للمشاركة في احتجاج في بلدة ورزنه قرب أصفهان في أوائل مارس، ردد خلاله عشرات المزارعين هتافا تهكميا يقول “الموت للمزارعين يعيش الطغاة”، بحسب ما أظهرته مقاطع مصورة على الإنترنت.

وازدادت حدة الاحتجاجات بعد ذلك بأسبوع. وأظهر مقطع مصور آخر عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية في مواجهة المزارعين في نفس البلدة.

وتصاعد دخان حول المتظاهرين، وقال الشخص الذي صور المقطع إن الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع. وتحدث شخص آخر عن وقوع اشتباكات.

ويتهم المزارعون سياسيين محليين بالسماح بتحويل الماء بعيدا عن أراضيهم مقابل رشى.

ويقول محللون: إن السبب وراء الاحتجاجات واسعة النطاق التي خرجت في ديسمبر ويناير، كان الغضب من ارتفاع الأسعار والفساد، بينما في المناطق الريفية كانت صعوبة الوصول للماء سببا رئيسا آخر للاحتجاج.

وبحسب نائب بالبرلمان، قتل ما لا يقل عن 25 شخصا واعتقل ما يصل إلى 3700 شخص في أكبر تحد حتى الآن لحكومة الرئيس حسن روحاني الذي فاز بفترة رئاسية جديدة العام الماضي، ومن ورائه رأس النظام المرشد علي خامنئي.

ويشهد نحو 97 في المئة من إيران جفافا بدرجة ما بحسب مؤسسة الأرصاد الجوية في إيران. وتقول جماعات حقوقية: إن الجفاف دفع الكثيرين لترك منازلهم.

وقال هادي غائمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران الذي مقره في نيويورك: “تعاني البلدات والقرى حول إصفهان بشدة من الجفاف، وبسبب تحويلات الماء التي أفرغوها وانتقل الناس الذين كانوا يعيشون هناك”.

وأضاف : “لا يلقي أحد بالا إليهم. وقال لي أشخاص مقربون من روحاني :إن الحكومة لا تعلم أصلا بوجود وضع كهذا وتوجد شكاوى كثيرة جدا”.

وذكر تقرير للأمم المتحدة العام الماضي أن هناك “نقصا حادا في الماء ولم يعد العيش على الزراعة كافيا. لذا، ومع قلة الخيارات،غادر كثيرون واختاروا مستقبلا ضبابيا يعيشون فيه مهاجرين يبحثون عن عمل”.

ووفقا لنشطاء، تحولت احتجاجات خرجت في أوائل يناير في بلدة قهدريجان‎، على بعد عشرة كيلومترات تقريبا إلى الغرب من أصفهان، سريعا إلى العنف عندما فتحت قوات الأمن النار على الحشود وقتلت خمسة منهم على الأقل.
وقال مركز حقوق الإنسان في إيران: إن أحد القتلى مزارع. وقال سكان إن حقوق الماء كانت الشكوى الرئيسية في الاحتجاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *