المنبر

المواريث وظلم ذوي القربى

استمعت إلى إعادة لخطبتي الجمعة السابع من شهر رجب عام 1437هـ ألقاها إمام و خطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح بدير جزي خيراً ,فكانت خطبة جامعة مانعة عصماء تحدث فيها فضيلته عن أكل الميراث عامة و النساء والأطفال خاصة. و استشهد بقوله تعالى:( وتأكلون المال أكلاً لما و تحبون المال حباً جما) و قد أجتزأت بعضاً مما قاله فضيله مما تقشعر له الأبدان من أصحاب القلوب الوجلة و النفوس الورعة و الضمائر الحية التقية النقية, حيث استطرد فضيلته مفسر الآيه بقوله:” و التراث هو الميراث و اللم هو لم الشيء إذا جمعه
و مما قاله فضيلته: إن شر الناس من إذا طمع سرق ,و إذا شبع فسق, وإذا احتاج نهش ,و إذا استغنى فحش و من الغور في الجور أكل الميراث
و هناك من يحتال على الفرائض و المقادير و تغير الأنصباء و السهام ,و أجحف في توزيعه, و حاف في تقسيمه و قطع وارثاُ من ميراثه ,و حبس مال التركة و أخفى أصولها و أعيانها, و غيب اثباتها و اسنادها, و استأثر بالتصرف فيها. و ماطل في قسمتها و رامى استغلالها ,و ألجأ الوارث إلى التنازل في قسمه فقد تعدى حدود الله قال جل و على في سورة النساء ( تلك حدود الله فلا تقربوها) و من تركهم إلى حكم الله و فريضته يدخله جنات النعيم و من يتعد حدود الله يدخله ناراً خالداُ فيها و له عذاب أليم .
إن في العدل وصل و مودة و اجتماع ,و في الظلم اختلاف و فراق و تباغض و تشاجر و نزاع على متاع قليل .
و الخؤون الظليم يتحفز و يتوفز إلى حق المرأة و اليتيم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم و المرأة ) أخرجه ابن ماجة في صحيحه
أحرَج معناه أضيق على الناس في تضييع حقهما و أشدد في ذلك و الحق الحرج و الاثم بمن أضاع حق اليتيم و المرأة .
فيا من وجد مال التركة سهلاً مهلاً. يا من أستولى على ميراث الإناث و أغراه سكوتهن و ضعفهن و حيائهن. يامن استولى على ميراث الأيامى و اليتامى و غرًه صغرهم و عجزهم و انقطاعهم تبت يداك تبت يداك تبت يداك و خاب مسعاك و دام شقاك كيف طابت نفسك على أن تستولي على المال و البلاد و الضياع وتسند اخوتك و قرابتك إلى العجز و الفقر و الضياع..انتهى”
حدثني من أثق بصدقه عن امرأة ترملت و لها طفل ذكر و قبل أن تنتهي عدتها أتاها والد الزوج وأخرجها من بيتها وطفلها و هذا البيت عائد ملكيته إلى زوجها المتوفي ثم باعه بمئات الآلاف من الريالات واستولى على ثمنه بل و تعدى ذلك أن استولى على حقوق هذه الأرملة و طفلها التقاعدية و تركها في مهب الريح و قد همت بشكايته إلى الجهات الشرعية ولكن والدها منعها من ذلك لأنه يمت بصلة إلى والد زوجها المتوفى بقرابة من الدرجة الأولى فأسلمت أمرها إلى الله و قد قيض الله لها من ذوي القربى المطالبة بحقوقها كاملة هي و طفلها اليتيم و قد هددها والد الزوج بنزع حضانة الطفل منها إن هي اشتكت إلى الجهات ذات الاختصاص فهل هناك من ظلم أقسى من هذا الظلم وصدق الشاعر ( وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند) والله المستعان
إبراهيم مصطفى شلبي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *