جدة- البلاد
استضافت ديوانية محمد عبدالعزيز السالم المهندس فؤاد بن جويد الشريبي نائب الرئيس التنفيذي لإنتاج الكهرباء بالشركة السعودية للكهرباء حتي عام 2016م وحالياً رئيس مكتب نيدز للخدمات الهندسية والتنمية في محاضرة بعنوان الكهرباء في المملكة العربية السعودية و الحديث عن الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية والرياح) ومستقبلها وما تحمله رؤية المملكة 2030 من تطورات في هذا القطاع الحيوي الهام للحياة وللاقتصاد.
وأدار الحوار الإعلامي والكاتب المعروف د.عبدالعزيز قاسم ومن ثم قال المتحدث:”
بسم لله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى أنعم على الإنسان بمصادر عديدة للطاقة منها التقليدية مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي واليورانيوم ومنها المتجددة مثل مياه الشلالات والسدود والشمس والرياح وحرارة باطن الأرض والمد والجزر في البحار والمحيطات. وقد استطاع الإنسان وبتوفيق الله تعالى أن يسخر هذه المصادر لإنتاج الطاقة الكهربائية.
ولأهمية الكهرباء في حياتنا المعاصرة ولتحقيق التنمية الإجتماعية والاقتصادية فقد اهتمت حكومتنا الرشيدة، حفظها الله، بدعم قطاع الكهرباء في المملكة العربية السعودية بشكل كبير جدا وتطور وﻟﻠﻪ الحمد واصبحت الكهرباء في المملكة تضاهي ما هو موجود في الدول المتقدمة من حيث توفرها وموثوقيتها وتغطيتها لجميع مدن وقرى المملكة والتي تصل إلى ( 13,000 ) مدينة وقرية .
انتاج الكهرباء في المملكة العربية السعودية باستخدام الوقود السائل بجميع أنواعه الديزل والخام
والثقيل، وباستخدام الغاز الطبيعي الذي ينتج منه ما يقارب 45 % من الطاقة الكهربائية المرسلة عبر شبكات الشركة السعودية للكهرباء.
وبلغت قدرات توليد الكهرباء حتى نهاية العام الماضي 2016 م 74,000 ميجاوات تقريبا، حيث بلغ الحمل الكهربائي الأقصى لعام 2016 م 60,000 ميجاوات أي أنه كان هناك فائض احتياطي في قدرات الإنتاج بنسبة تفوق 20 % عن الحمل الأقصى المتحقق لعام 2016 م.
وقد بلغت الطاقة المنتجة من محطات توليد الكهرباء لعام 2016م ما يقارب 330 ألف جيجاوات ساعة، 60% منها انتجتها محطات الشركة السعودية للكهرباء والباقي 40% تم انتاجه من المحطات الأخرى التي يملك ويدير القطاع الخاص معظمها وتملك وتدير أرامكو والتحلية الجزء الباقي منها.
وهذا الكم الكبير من الطاقة الكهربائية المنتجة للاستهلاك المحلي خلال عام واحد يؤكد أن علينا اتخاذ كل ما يلزم لتحسين كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية، في جميع المباني والمصانع والمنازل والأسواق والشوارع، للحد من التكاليف التي يتكبدها اقتصادنا الوطني.
ولا يخفى على احد ان انتاج الطاقة الكهربائية يكلف مبالغ طائلة معظمها تتحملها الدولة ،يحفظها الله، في دعمها لقيمة الوقود المستخدم في الإنتاج.
وكما يعلم الجميع فان المركز السعودي لكفاءة الطاقة (SEEC) والذي يرأسه صاحب السمو الملكي وزير الدولة لشؤون الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، وفقه الله ورعاه، يقوم بدور كبير للوصول إلى افضل كفاءة في استخدام الطاقة من قبل الجميع وذلك للقضاء على الهدر في استخدام ما انعمالله به علينا، وللحفاظ على مواردنا الوطنية الهامة لتكفينا وأجيالنا القادمة بإذن لله تعالى.
وهناك مشاريع عديدة لمحطات انتاج الكهرباء تحت التنفيذ في مختلف مناطق المملكة تصل قدرتها الى اكثر من (17000 ميجاوات) بعضها تنفذها الشركة السعودية للكهرباء وبعضها ينفذها القطاع الخاص وجهات حكومية أخرى ستصل قدرات انتاج الكهرباء الى ما يقارب 91,000 ميجاوات عام 2021 م بإذن لله تعالى.
محطات توليد الكهرباء التي تملكها وتديرها الشركة السعودية للكهرباء والتي ستكون قدرتها مع نهاية هذا العام 60,000 ميجاوات تقريبا ستطرح للخصخصة حيث تقرر تقسيمها إلى 4 شركات غير جغرافية وسيكون 70 % منها ملك للقطاع الخاص و 30 % ملك لصندوق الاستثمارات العامة. وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرات الرؤية الوطنية 2030 ، وهي من القرارات المتميزة التي ستؤدي الى تحسين الأداء ورفع كفاءة عمل هذه المحطات بما يحقق الأفضل للاقتصاد الوطني وللمواطن بإذن لله. وطبعا مشاريع انتاج الكهرباء المستقبلية ستنفذ عن طريق القطاع الخاص بإذن لله تعالى.
كذلك الطاقة المتجددة لها نصيب كبير في الرؤية الوطنية 2030 حيث تقرر إنشاء محطات طاقة متجددة من الشمس والرياح بقدرة 9500 ميجاوات، بإشراف مكتب مختص بوزارة الطاقة
والصناعة الثروة المعدنية. وسيكتمل تنفيذ هذه المحطات حسب الخطة خلال العام 2023 م بإذن الله. رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تحمل الكثير من الخير والطموحات البناءة لإستدامة النمو والرخاء في بلادنا العزيزة”.