منذ انطلاق منافسات المونديال ، يقدم المنتخب الإنجليزي الشاب مستويات متميزة للغاية؛ حتى لو كان بعد انتصار استثنائي بنتيجة 6-1 فإن مجرد التفكير في إمكانية أن تحرز إنجلترا لقب كأس العالم الشهر المقبل يحتاج لقدر كبير من الثقة، ناهيك عن الاستعداد الكامل لمواجهة منافسين أقوياء يتمتعون بروح قتالية عالية.وقد ظلت المنتخبات الإنجليزية المتعاقبة والمدعومة بكوكبة من كبار لاعبي كرة القدم في العالم تخوض كأس العالم وبطولات أوروبا بطموحات كبيرة دون تحقيق إنجازات تذكر.
وأصبح الحديث عن إمكانية أن تحقق إنجلترا لقب كأس العالم ضربًا من الجنون؛ لكن هذا الشعور ظلت تغذيه الروح الوطنية المتحمسة.
وبصرف النظر عما ستؤول إليه الأحداث من الآن وحتى موعد المباراة النهائية للبطولة في يوليو المقبل على استاد لوجنيكي، فإن منتخب إنجلترا بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت بدأ فصلًا جديدًا، وأعاد الأمل في تحقيق مثل هذا الإنجاز مجددًا.
ويغيب عن الملاعب في روسيا العناصر الإنجليزية المشاغبة والمسيئة التي تخنق الروح الحقيقية لمشجعي كرة القدم؛ لتختفي معها مشاعر الشك أو المبالغة في تقدير الذات رغم الجدل الدائر الذي يبدو كزوبعة في فنجان بشأن قائمة فريق تم إعدادها على عجل.
ويخوض منتخب إنجلترا البطولة وكأنه أحد المنتخبات الكبيرة التي تبدو عروضها كفريق أكبر وأعظم من مجموع طاقات لاعبيها فرادى.
وفي مواجهة منتخب بنما، كانت إنجلترا هي التي تتحلى بالصبر والهدوء أمام المرمى وتجلت روح الفريق خلال المباراة التي كان يعمل فيها الفرد؛ من أجل المجموع والمجموع من أجل الفرد وهو ما أجهض محاولات بنما القليلة. وبعد وقت قصير أحكمت إنجلترا قبضتها على المباراة التي جرت في نيجني نوفغورود.
ومع دفاعات محكمة، رغم وجود بعض الثغرات التي يمكن أن تستفيد منها الفرق الأقوى، وخط وسط نشط نجحت إنجلترا في استعادة حاستها التهديفية وسيكون أكثر ما سيسعد ساوثغيت أن الأهداف جاءت من مصادر متعددة. لكن تشكيلة إنجلترا لعبت بالطريقة التي يؤدي بها اللاعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز في بعض الأحيان ويتخلون عنها في أحيان أخرى. وأدى الفريق متحليًا بالحماسة، وضغط بقوة وعمل بلا كلل. وقاد الحارس جوردان بيكفورد لاعبي خط دفاعه بقوة.
وبالطبع لن يغيب عن ذهن المدرب ساوثغيت أن المباراة كانت في مواجهة بنما التي تحتل المركز الـ55 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وهذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها إنجلترا في إحراز أكثر من ثلاثة أهداف في مباراة بكأس العالم منذ الفوز 4-2 على ألمانيا الغربية في نهائي نسخة 1966.
وربما يكون إحراز اللقب هذا العام دليلًا على إمكانية ذهاب هذا الفريق لأبعد مدى، لكن إنجلترا أظهرت أن هذا الجيل الشاب ومدربه ينتظرهم المزيد من أيام التألق فيما هو قادم.