جدة ـ البلاد
يتوقع مجتمع الأعمال السعودي الفرنسي أن تعزز زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى فرنسا، التي بدأت الأحد، التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
وأعرب رئيس مجلس الغرف السعودية أحمد بن سليمان الراجحي، عن تفاؤل قطاع الأعمال السعودي والأوساط الاقتصادية بزيارة ولي العهد إلى فرنسا، متوقعاً أن تنعكس بشكل إيجابي على تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. وتوقع أن تؤدي الزيارة إلى زيادة حجم التجارة والاستثمار بين السعودية وفرنسا، إضافة إلى إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية لقطاعي الأعمال السعودي والفرنسي من خلال الاتفاقيات الاقتصادية التي يتوقع أن يتم توقيعها خلال الزيارة.
وقالت الرئاسة الفرنسية: “نأمل في حصول تعاون جديد، يتمحور بشكل أقل على عقود آنية وبشكل أكبر على استثمارات للمستقبل، ولا سيما في المجال الرقمي والطاقة المتجددة، مع قيام رؤية مشتركة”.
ويتوقع مراقبون، أن تثمر الزيارة عن اتفاقيات جديدة في مجالات الطيران والتكنولوجيا والطاقة، خاصة بعد الزيارة الناجحة لولي العهد إلى فرنسا في يونيو عام 2015، والتي انتهت بتوقيع 10 اتفاقيات بقيمة 12 مليار دولار، أهمها عقد بيع مروحيات إيرباص، ودراسة جدوى حول بناء مفاعلين نوويين في المملكة.
واكد الراجحي أن الاهتمام الذي توليه القيادة الفرنسية، ممثلة في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لزيارة ولي العهد يعكس الدور الرائد الذي باتت تؤديه المملكة على الصعيد العالمي وثقلها الاقتصادي؛ كونها من بين دول مجموعة العشرين، فضلاً عن توجهاتها التنموية الحديثة، وفقاً لرؤية 2030، التي تفتح آفاقاً واسعة للشركاء التجاريين الدوليين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأفاد أن مجلس الغرف السعودية يضم وفداً من (70) شخصية من أصحاب الأعمال لمختلف القطاعات الاقتصادية، حيث يعقد الوفد العديد من اللقاءات والفعاليات الاقتصادية التي تهدف لتعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين قطاع الأعمال في المملكة ونظيره قطاع الأعمال الفرنسي، لتجسيد مدى التناغم والتكامل في الأدوار بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه، أوضح نائب رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور سامي بن عبدالله العبيدي أن زيارة ولي العهد إلى فرنسا ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، وتعزيز شراكات المملكة التجارية مع مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تستند إلى قاعدة متينة من الأطر المؤسسية المتمثلة في اتفاقيات التعاون الاقتصادي، واللجنة السعودية الفرنسية المشتركة، إضافة إلى مجلس الأعمال السعودي الفرنسي المشترك الذي يضطلع بجهود واضحة في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وقال العبيدي في تصريح مماثل: “إن المملكة وفرنسا تتميزان بقدرات اقتصادية فريدة يمكن تطويعها لصالح بناء شراكات وتحالفات مستقبلية قوية في العديد من المجالات، لافتاً الانتباه إلى الفرص الاستثمارية الكبيرة التي توفرها رؤية المملكة المستقبلية وإمكانية استفادة الشركات الفرنسية منها للدخول في السوق السعودي، خاصة في قطاعي التعليم والتدريب؛ كونهما من القطاعات التي تتميز فيها فرنسا بينما تعول المملكة عليهما كثيراً في تطوير العديد من القطاعات الإنتاجية، وزيادة الاعتماد على الكوادر الوطنية في مختلف المجالات.
وفي ذات السياق، رأى نائب رئيس مجلس الغرف السعودية منير بن محمد ناصر بن سعد، أن زيارة ولي العهد إلى فرنسا تأتي استمراراً لجهود القيادة الرشيدة في توطيد علاقات المملكة الاقتصادية مع الشركاء الاقتصاديين الفاعلين حول العالم، وامتداداً لنجاحات جولة سموه الحالية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة، مشيراً إلى أن فرنسا يمكن أن تسهم بخبراتها المتميزة في تحقيق رؤية المملكة 2030 ، وأن تكون ضمن قائمة الشركاء الاقتصاديين الدوليين الموثوقين الذين يسهمون في منظومة الفرص والتوجهات التي تستهدفها الرؤية.
وأعرب عن أمله بأن تعزز زيارة ولي العهد لفرنسا مسار التعاون الاقتصادي بين البلدين وتزيد من حجم التبادل التجاري البالغ 31 مليار ريال، وتدعم الاقتصاد الوطني خاصة وأنها تأتي منسجمة مع رؤية 2030 وتطلعاتها لزيادة حجم ومساهمة الاستثمارات الأجنبية في المملكة، معرباً عن اهتمام قطاع الأعمال السعودي بالنتائج المتوقعة من الزيارة على صعيد تعزيز العلاقات التجارية وتسريع وتيرة التدفقات الاستثمارية وتذليل أي صعوبات قد تواجه المستثمرين في البلدين، فضلاً عن إتاحة الفرص المجزية للقطاع الخاص من خلال ما سينتج عنها من توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات.