جدة- البلاد
من منطلقات تاريخية لدور المملكة في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والعالمية في كل ما من شأنه توفير الأمن والسلام. كانت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لاتفاقية المصالحة بين دولتي أثيوبيا واريتيريا تأكيداً على أنه رمز للسلام.
كما أن تواجد الأمين العام للأمم المتحدة في هذه القمة التي ترعاها المملكة اعترافًا أمميًا بدور المملكة الريادي في إرساء السلام. ومن ثم فإن رعاية خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله للمصالحة الأثيوبية الإريترية تجسد النهج السعودي في نشر السلام والتقريب بين الأشقاء والدعوة إلى التسامح والائتلاف.
وتعبر الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة لتحقيق المصالحة الأثيوبية الإريترية عن استشعار المملكة أهمية هذه الخطوة التاريخية. وذلك لأهمية القرن الافريقي ولا شك أن مكانة المملكة السياسية يجعلها البلد الذي اختاره زعيما الدولتين المتصالحتين لتوقيع اتفاقية السلام النهائية. وهو ما يجسد في الوقت ذاته أمن الدول المطلة على البحر الأحمر. على أن تعزز الرعاية السعودية التاريخية للمصالحة الإثيوبية الأريتيرية من أهمية وقوة الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في المنطقة وما تضطلع به من مهام وتحظى به من ريادة.
وكل ذلك يفرض واقعاً دولياً على أن قيادة المملكة لجهود تحقيق السلام والمصالحة بين الفرقاء يجعلها “بيت الوفاق” عربياً وإسلامياً ودولياً.
فقد دأبت المملكة منذ عهد بعيد على قيادة مبادرات المصالحة ومساعي تحقيق السلام إقليمياً ودولياً، سواء ما بين الدول أو بين الانشقاقات داخل الدولة الواحدة. ويمكن هنا التذكير بالدور السعودي عندما دعمت المملكة جهود تحقيق المصالحة وتثبيت الهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان باعتبارها تحقق السلام والاستقرار للشعب الأفغاني.
كما رعت المملكة المصالحة الأفغانية واستضافت المؤتمر الدولي لعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان في مكة المكرمة.
وفي فترة تاريخية مصيرية استضافت المملكة جهود المصالحة التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية بين الفصائل اللبنانية وأسفرت عن “اتفاق الطائف” الذي حقق السلام والاستقرار للشعب اللبناني. وعلى صعيد الشعب الفلسطيني قادت المملكة جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس لتوحيد شعب فلسطين من خلال “اتفاق مكة المكرمة”.
وفي وقت هام من التحديات استضافت المملكة القمة الإسلامية الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، بحضور زعماء الدول الإسلامية والرئيس الأمريكي “دونالد ترمب”.
واليوم تظهر جهود المملكة جلية في تحقيق المصالحة بين اليمنيين من خلال المبادرة الخليجية التي انقلبت عليها ميليشيا الحوثي.
وعلى الصعيد العراقي عملت المملكة على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق ونزع سلاح الميليشيات وإحياء دور مؤسسات الدولة وعدم المساس بالتوازن الاجتماعي.
هكذا تبدو الصورة أكثر وضوحاً في استعراض سريع للدور السعودي على الساحة العربية والدولية. وهو منهج عمل على تكريسه وتطوير مساراته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.