دولية

المملكة تعبر عن قلقها إزاء الأحداث .. الغوطة الشرقية مأساة مستمرة .. وتنديد دولي بإبادة المدنيين

الغوطة ــ وكالات

تحولت منطقة الغوطة الشرقية التي كانت متنفسا لأهالي سوريا لما تحويه من حدائق وغابات خلابة، إلى كومة من الخراب والدمار بعد قصف عنيف شنه النظام السوري أسقط مئات القتلى والمصابين.

وتشهد الغوطة أسوأ فاجعة إنسائية، عاشتها منذ 7 سنوات من اندلاع الحرب السورية، بعد حصار محكم فرضه النظام السوري والموالون له لتضييق الخناق على مسلحي المعارضة مع ضربات عنيفة تشنها طائرات النظام.

وفى تطور الاحداث المتسارع على الارض قتل 13 مدنيا، امس الخميس، في تجدد القصف الصاروخي الذي يشنه النظام السوري على المنطقة ويأتي هذا القصف بعد يوم سقط فيه 50 قتيلا مدنيا بينهم 8 أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى العثور على 8 مدنيين بينهم 4 أطفال جميعهم من عائلة واحدة تحت الأنقاض في بلدة حزة في الغوطة الشرقية. وبلغت حصيلة القتلى منذ الأحد أكثر من 320 مدنيا بينهم 76 طفلا وفق المرصد.

فيما عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن قلق المملكة العربية السعودية العميق من استمرار تصاعد هجمات النظام السوري على الغوطة الشرقية، وأثر ذلك على المدنيين هناك.

وشدد المصدر على ضرورة وقف النظام السوري للعنف وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، والأخذ بشكل جاد بمسار الحل السياسي للأزمة، وفق المبادئ المتفق عليها والمتمثلة في إعلان “جنيف 1” وقرار مجلس الأمن الدولي “2254”.

من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، لكنه أوضح أن الأمر ليس سهلا.

وقال دي ميستورا للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف “آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية”.

وبسؤاله عما سيحدث ما لم يتم التوصل لاتفاق، أجاب “حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق
النار ووصول (المساعدات) الإنسانية”.

يذكر أن السفيرة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، كانت شددت على إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات فورية على أمل إنقاذ حياة المدنيين الذين يتعرضون لهجوم وحشي من قبل نظام الأسد، على حد قولها.

وطلبت هيلي من مجلس الأمن الدولي التحرك بشكل فوري لاتخاذ قرار يقضي بوقف إطلاق النار، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم ذلك القرار، داعية كل أعضاء المجلس لدعم القرار أيضاً.كما اعتبرت المندوبة الأميركية أن الغوطة لم تعد تتحمل ما تتعرض له.

في المقابل، حملت موسكو المعارضة السورية مسؤولية تدهور الوضع في الغوطة. وأعلن الجيش الروسي، أن المحادثات لحل الأزمة في الغوطة الشرقية السورية سلمياً انهارت وأن عناصر المعارضة هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح.

وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، الذي يديره الجيش الروسي، في بيان إن عناصر المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة منطقة الصراع. ويصوت مجلس الأمن، على مشروع قانون يطالب بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في سوريا لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

وقالت البعثة السويدية، في وقت سابق، إن ستوكهولم والكويت، اللتين أعدتا مشروع القانون، طالبتا بأن يتم التصويت “بأسرع ما يمكن”. ويدعو مشروع القانون إلى وقف لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة على إقراره على أن يتم تسليم المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين بعدها بـ48 ساعة.
كذلك يطالب النص برفع الحصار عن الغوطة الشرقية واليرموك والفوعا وكفريا ويأمر جميع الأطراف بـ”التوقف عن حرمان المدنيين من السكان والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.

من جهته، دعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، والرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية حيث يشن النظام السوري حملة ضربات عنيفة.

وقال غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي : “أوجّه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها”.

كما أشار غوتيريس إلى أن “400 ألف شخص في الغوطة يعيشون جحيماً على الأرض”، مطالباً بوقف فوري للنار في الغوطة وفتح ممرات إنسانية. وتابع: “علينا تجنب نشوب النزاعات بدلاً من معالجتها بعد وقوعها”. وكانت روسيا قد دعت، إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن لبحث الموقف في الغوطة الشرقية.

وقال السفير الروسي بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، في كلمة بالمجلس المؤلف من 15 عضواً، إن “هذا ضروري نظراً للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *