الرياض – واس
تتوالى ردود الفعل الغاضبة استنكارا وتنديدا بالتدخل الكندي السلبي المخالف للمواثيق الدولية ، كما يتواصل التأييد التام للاجراءات الحازمة التي اتخذتها المملكة بحق كندا وممارسة حقها السيادي في ماتراه مناسبا ردا على التجاوزات الكندية.
فقد أكد معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، أن كل من يريد المساس بأمن هذه الدولة المباركة ويسعى لزعزعة وحدتها وتفريق كلمتها يجب كف شره ومحاسبته ، مؤكدا المملكة العربية السعودية تنتهج في نظام قضائها الاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما يكفل العدل والإنصاف في أبهى صورِه. وتتوافر في المملكة كافة الضمانات اللازمة والإجراءات النظامية لحقوق المتهمين وفق الشرع والنظام والمزايدة على ذلك محض كذب وافتراء وتدليس غير مقبول.
ونوَّه بحزم قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- في ردع كل من يحاول المساس بسيادة المملكة، والتدخل في شؤونها الداخلية أو فرض إملاءات عليها من أي دولة كانت.
كما أكد معالي مدير جامعة نجران الأستاذ الدكتور فلاح بن فرج السبيعي أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-، تسير على نهج صريح ومبدأ راسخ في تطبيق الأنظمة والقوانين الدولية، ولن تسمح لأي أحد التدخل في شؤونها الداخلية وإثارة البلبلة بإدعاءات زائفة لا تمت للواقع بأي صلة،
مبيناً أن ما تتخذه المملكة من قرارات يأتي وفق سلطة تشريعية تحفظ حقوق جميع المواطنين بلا تفرقة ولا تمييز .
وبيّن معاليه أن قرار المملكة باستبعاد السفير الكندي من المملكة وإعطائه مهلة 24 ساعة للمغادرة قرار يؤكد حرص المملكة على ردع أي شخص كان أو دولة عن التدخل في شؤونها وهو ما يخالف الأعراف الدولية وجميع المواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول، مشيراً إلى أن المملكة وعبر التاريخ حريصة على تطبيق المواثيق والتشريعات الدولية.
ولفت الدكتور السبيعي إلى أن بيان وزارة الخارجية أوضح بالتفصيل كذب الادعاءات الكندية مع إثبات موقف المملكة الصريح في رفضها لأيّ تدخلات خارجية.
من جانبه أكد معالي مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل بن محمد البشري أن الشعب السعودي الأصيل يقف مع قيادته صفاً واحداً في كل ما تتخذه من إجراءات وقرارات سيادية تمنع أياً من كان من التدخل في شؤون المملكة وتحفظ لها مكانتها وسيادتها التي اعتادت عليها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، واستمر على ذلك أبناؤه ملوك البلاد رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – .
واضاف ” إننا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – نعيش تحولات وتحديات كبيرة، أثبت -أيده الله – بحكمته وحنكته أن المملكة ماضية بحزم وعزم في مسيرتها الواثقة ووحدتها الراسخة، مستمدة قوتها من الله تعالى وتحكيم شرعه القويم في جميع سياساتها الداخلية والخارجية، ومن ذلك جانب القضاء المستقل الذي يتعامل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ويطبقها في جميع القضايا والأحكام ..”.
وأكد الدكتور البشري أن ماصدر عن المملكة من قرارات بشأن التدخل الكندي بشؤون المملكة الداخلية، يعد حقاً مشروعاً لها ، وقد اعتادت على ممارسة حقها بكل قوة ضد كل من يحاول المساس بسيادتها ومكانتها كدولة مؤثرة على المستوى العالمي في كل المجالات، مشدداً على وقوف الشعب السعودي مع القيادة الرشيدة مؤيداً ونصيراً لها، لتكمل مسيرتها بحفظ الله ورعايته، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – , داعياً الله جل جلاله أن يحفظ بلادنا وقيادتها ووحدتها الوطنية الراسخة، متجاوزة كل التحديات إن شاء الله.
احترام السيادة
في السياق نفسه أكد سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى مملكة البحرين الدكتور عبدالمحسن فهد المارك, أن اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961م تعد العمود الفقري للعلاقات الدبلوماسية, وقد حُددت المادة (41) من الاتفاقية أن على الدبلوماسيين عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة, وأن هذه الاتفاقية ملزمة وواجبة التطبيق والاحترام لكل الدول التي وقعت عليها وتقيم علاقات دبلوماسية وتُرسل أو تستقبل بعثات دبلوماسية.
وأوضح الدكتور المارك, أن المملكة العربية السعودية حرصت منذ أن بدأت باستقبال وإرسال البعثات الدبلوماسية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة, كما وجهت تعليمات وزارة الخارجية السعودية الدبلوماسيين السعوديين بالخارج بأهمية الالتزام واحترام القوانين وتعليمات وأعراف وعادات الدول المضيفة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأفاد أن الدبلوماسية السعودية أُقيمت على قواعد واضحة وثابتة مبنية على الشريعة الإسلامية والشيم العربية التي تعتمد على احترام الجوار, والوفاء بالعهود, والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات والمعاهد الثنائية والدولية, وعدم التدخل في سياسة غيرها, وهذا ما أكسب الدور السعودي في المجتمع الدولي وفي المنظمات الدولية, السمعة الطيبة والمكانة البارزة بين الدول, حيث أصبحت المملكة ولله الحمد دولة لها ثقلها الدولي والمميز في صدق نواياها, لافتاً الانتباه إلى أن ما يميز المملكة هو نوعية السفراء الأجانب والعرب المعتمدين لدى المملكة في العاصمة الرياض.
وبين المارك, أن الواجبات الرئيسة للبعثة الدبلوماسية لدى الدولة المضيفة وفقاً للمادة الثالثة من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية هي توطيد أواصر العلاقات الودية وتدعيم العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المعتمدة لديها والدولة المعتمدة.
وأكد أن بيان وزارة الخارجية السعودية تجاه ما صدر عن الخارجية الكندية وسفارتها بالمملكة يتماشى تماماً مع القوانين الدبلوماسية والأعراف الدولية, كما أكدت الوزارة أن الموقف الكندي يعد تدخلاً صريحاً, وسافراً في الشؤون الداخلية للمملكة, ومخالفاً للأعراف الدولية, وتجاوزاً على السلطة القضائية في المملكة, وإخلالاً بمبدأ السيادة.
وأفاد سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى مملكة البحرين, أن الموقف الدبلوماسي السعودي الحازم ليس جديداً ويعد رسالة تجدد وتؤكد فيها المملكة حزمها وحرصها على سيادتها واهتمامها بعدم قبول التدخل في شؤونها الداخلية لأي دولة كانت انطلاقاً من مبدئها وقيمها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, سائلاً الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين, وأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على الوطن والمواطنين.
قوة واقتدار
كما أكد الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة الدكتور عبد الله بصفر أن المملكة العربية السعودية تصدت بكل قوة واقتدار للمحاولة الكندية للتدخل في شؤونها ، وشرعت على الفور في إتخاذ إجراءات صارمة .
وقال في تصريحِ له “إن تدخل حكومة كندا في أنظمة المملكة الشرعية تدخل مشبوه ومرفوض.
وأشاد بالوقفة الصلبة والتضامن المتواصل من دول عدة تؤكد تضامنها مع المملكة إزاء التدخل السافر للسلطات الكندية في شؤوننا الداخلية وتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية عبر ترويجها الأكاذيب مما يعد مساساً بسيادة المملكة وأنظمتها وسلطتها القضائية .
وقال :”ولهذا يجب أن تعلم كندا وغيرها من الدول ، أن حكومة المملكة منذ تأسيسها إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله – لا ترضى بالمساس أو التجاوز على السلطة القضائية في المملكة وعلى أنظمتها وإجراءاتها المتبعة ، والمعتمدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بما يكفل العدل والإنصاف في أبهى صورة ، فضلاً عن توافر كل الضمانات اللازمة والإجراءات النظامية لحقوق المتهمين ، وفق الشرع والنظام” .
وأكد الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة أن المملكة كانت وما زالت تتخذ كل الإجراءات لضمان السلم الاجتماعي ومواجهة الجريمة وتحقيق العدالة وأن يتم ذلك في احترام تام لحقوق الإنسان وكرامته ، ونصّت على ذلك أنظمتها وستظل تحافظ على سيادتها والدفاع عن أرضها وقيمها ، لا سيما أنها تحظى عبر تاريخها الطويل من الثقة والمصداقية على حكمتها ووعيها وحرصها القوي على تلك القيم والمبادئ .
تأييد عربي
على الصعيد العربي أعلنت جامعة الدول العربية أنها تراقب باهتمام كبير التطورات الحالية للخلاف الدبلوماسي القائم بين المملكة العربية السعودية وكندا، وهو الخلاف الذي يأتي كانعكاس لوجود نهج غير إيجابي يشهد توسع بعض الدول في توجيه الانتقادات والإملاءات لدول أخرى فيما يخص أوضاعها أو شئونها الداخلية.
وأكدت الأمانة العامة للجامعة في هذا الصدد مساندتها لموقف المملكة العربية السعودية في رفض التدخل في شئونها الداخلية، وهو ما يأتي تأسيساً على الموقف الراسخ للأمانة العامة في رفض التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للدول الأعضاء في الجامعة العربية في إطار إعمال واحترام مبدأ عدم التدخل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والمستقر في ساحة العلاقات الدولية، بما في ذلك ما يتعلق بعدم التدخل أو توجيه إملاءات بشأن الإجراءات القانونية والقضائية التي تتخذها الدول في إقليمها اتساقا مع قوانينها الوطنية.
كما أكدت الجامعة علي موقفها الثابت من احترام عمل المجتمع المدني العربي ومنظماته وممثليه، وكذا اعتزازها بالجهد الذي يسهم به في دعم تنمية المجتمعات العربية في مختلف المجالات، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة اتساق نشاطاته مع القوانين الوطنية المنظمة لعمله.
كما أكدت جمهورية مصر العربية تضامنها مع المملكة العربية السعودية في موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية أو محاولة المساس بسيادتها.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد في بيان صحفي موقف بلاده الثابت والداعم لاستقرار وسيادة الدول العربية, مشددًا على ضرورة الامتثال للأعراف والمواثيق الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول واحترام سيادتها.