جدة ــ وكالات
استهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود زيارة تاريخية لموسكو اليوم الخميس , هذا ووجدت الزيارة اهتماما منقطع النظير من وسائل الإعلام الروسية,إذ سيكون لها بحسب الإعلام الروسي إسهام في دفع العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية.
وأشارت إلى أن الزيارة ستسمح لخادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي بمناقشة عدد كبير من الملفات السياسية الملحة في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وخصوصا ما يتعلق بسوريا والعراق واليمن، بهدف تنسيق المواقف فيها، بالإضافة إلى قضايا اقتصادية مهمة سيبحثها الملك سلمان مع رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف.
وبعنوان عريض: “الملك سلمان إلى موسكو، شددت جريدة “بوليتيجيسكي فزغلاد” على أن الزيارة يجب أن تعمق الاتحاد الجيوسياسي بين السعودية وروسيا، مشيرة إلى أن السعوديين أكدوا في وقت سابق عن اتفاقيات بقيمة 10 مليارات دولار من الاستثمارات في الاقتصاد الروسي من خلال صندوق السيادة السعودي وصندوق الاستثمار الروسي.
ونقلت صحيفة “بوليتيكا سيفودنيا” الإلكترونية عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط تيمور دفيدار قوله عن العلاقات المستقبلية بين الرياض وموسكو، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتظار هذه الزيارة لأنها إشارة وعلامة جيدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتسهم في تطوير الاتصالات الثنائية.
في حين اعتبر رئيس مركز الدراسات التطبيقية للأمن القومي ألكسندر زيلين، ضرورة أن يدور الحديث عن أسعار الطاقة باعتباره أمرا مهما بالنسبة لروسيا، وأنه من الصعب التنبؤ بنتائج المباحثات .
أما وكالة “إيتار تاس” فقد أشارت إلى أن الملك سلمان سيلتقي أيضا، خلال زيارته، رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف، وسيتركز حديثهما على مناقشة المشاريع الاستثمارية المشتركة.
ونقلت عن بيان المكتب الصحفي للمسؤول الروسي قوله إن اللقاء سيناقش أيضا المسائل الفاعلة التي تهم التعاون الثنائي في المجال التجاري والطاقة والكهرباء والصناعة والزراعة، والنظر في تنفيذ مشاريع مشتركة لبناء بنى تحتية عملاقة.
من جانبها، قالت مجلة “إكسبورت أون لاين” نقلا عن المتحدثة الرسمية لمؤسسة الصناعات العسكرية الروسي ماريا فوراييفنا قولها لوكالة “نوفوستي” إن موسكو مستمرة في مشاوراتها مع القيادة السعودية في مجال التعاون العسكري والتقني.
وكانت الشركة الروسية “روس تيخ” قد أعلنت على لسان رئيسها سيرجي جيموندوف أن لدى الجانب السعودي الرغبة في الحصول على قطع المدفعية الخفيفة وطائرات مروحية، ودبابات من نوع ت 90 إم إس، المخصصة للتصدير لبلدان الشرق الأوسط.
استثمارات :
ومن المنتظر ان يجتمع خادم الحرمين الشريفين مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، خلال زيارته المقررة ، بحسب المكتب الصحفي للحكومة الروسية.
ونقل موقع “تاس” الروسي عن المكتب الصحفي قوله إن المناقشات بين الملك سلمان و ميدفيديف ستتضمن مناقشة المشروعات الاستثمارية بين البلدين في مجالات الطاقة والزراعة و الصناعة والاقتصاد، بالإضافة إلى مناقشة آليات تنفيذ مشروعات البنية التحتية بين البلدين.
وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمتريف للموقع، إنه سيتم الإعلان عن صفقات ومشروعات جديدة خلال الزيارة، بحيث ستصل إجمالي الاستثمارات التي سيعلن عنها عقب زيارة الملك سلمان بمليار دولار.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الملك سلمان بن عبد العزيز روسيا، و كان قد سبق هذه الزيارة اتفاقية بين البلدين في سبتمبر الماضي لاستقرار سوق النفط في العالم، وفي 30 نوفمبر الماضي تم توقيع اتفاقية بشأن تخفيض إنتاج النفط بين الدول المنتجة للنفط. وكانت قد ارتفعت التجارة بين البلدين في منتصف عام 2017 بنسبة 30% بالمقارنة بحجم التجارة بين البلدين في الفترة نفسها من العام الماضي، والتي بلغت 430 مليون دولار.
افاق جديدة :
وفى السياق قال مجلس الأعمال السعودي الروسي، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين وتؤسس لعلاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية مقبلة، تشكل اللبنة الأولى لمرحلة جديدة.
وأشار إلى أن أكثر من 100 شركة روسية، تستعد للقاء رجال الأعمال السعوديين، بالتزامن مع زيارة العاهل السعودي لموسكو، بمشاركة 100 من رجال الأعمال السعوديين.
وقال عبدالعزيز الكريديس نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي – الروسي، ان زيارة خادم الحرمين الشريفين المرتقبة لموسكو ستشكل مرحلة جديدة من تاريخ العلاقات بين البلدين”.
وأضاف الكريديس، أن الزيارة تشهد توقيع 16 اتفاقية ومذكرتي تفاهم و4 رخص استثمارية، تؤسس لشراكة سعودية – روسية، ودخول مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية، إضافة إلى عقد اجتماع لمجلس الأعمال المشترك.
كما سيقام على هامش الزيارة منتدى الاستثمار السعودي – الروسي، بتنظيم من هيئة الاستثمار في السعودية ونظيرتها في روسيا، يتحدث فيه ماجد القصبي، وزير التجارة السعودي، وألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، والمهندس إبراهيم العمر، محافظ هيئة الاستثمار، وكيريل ديمترييف، رئيس صندوق الاستثمارات الروسية، والمهندس أحمد الراجحي، رئيس مجلس الغرف السعودية.
ويتخلل المنتدى حلقات نقاش بعنوان “الاستثمارات الثنائية” يشارك فيها كل من ياسر الرميان، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، وأمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو”، والدكتور الكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة جاز بروم الروسية، والمهندس يوسف البنيان، رئيس شركة سابك. وسيناقش مجلس الأعمال السعودي – الروسي، التحديات التي يتوجب العمل على تذليلها أمام رجال الأعمال في كلا البلدين، مثل تسهيل الحركة المالية، والزيارات للأفراد والشركات، وتخفيف الأعباء في الجانب الضريبي، إلى جانب تسهيل وضمان الاستثمار في كلا البلدين.
وكشف الكريديس، عن مطالب بفتح مكاتب تمثيل اقتصادي للمملكة في موسكو، ولروسيا في الرياض ليعمل على معالجة التحديات التي يواجهها رجال الأعمال في كلا البلدين، ويسهم في تشجيع الحركة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وقال الكريديس: سيتم إعداد خطة عمل مشتركة بين الجانبين، لرفع حجم التبادل التجاري وطرح اقتراح تأسيس شركة استثمارات مشتركة بدعم من الحكومتين يكون من أهدافها، دراسة المشاريع، والمشاركة في التمويل، وتحقيق الضمانات الحكومية المطلوبة، متوقعاً أن يصل حجم التبادل التجاري في السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
يذكر، أن كيريل ديمترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أكد الاثنين الماضي، أن روسيا والسعودية ستكشفان عن اتفاق كبير في قطاع البنية التحتية مع استثمار الرياض في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو.
تمثيل :
وفي إطار زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا، جهّز مجلس الغرف السعودية وفدا يمثل قطاع الأعمال السعودي لزيارة العاصمة الروسية برئاسة رئيس المجلس، يضم 100 من أصحاب الأعمال يمثلون مختلف القطاعات التجارية؛ وذلك لبحث تعزيز التعاون التجاري والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين انطلاقا لما تطرحه رؤية المملكة 2030 من مشروعات استثمارية في مختلف المجالات.
وأوضح أحمد الراجحي، رئيس مجلس الغرف السعودية، أن برنامج الوفد السعودي يشمل المشاركة في منتدى الاستثمار السعودي الروسي، فضلاً عن المشاركة بالاجتماع المشترك لمجلس الأعمال السعودي الروسي لمناقشة مجالات التعاون الاقتصادي وسبل تطوير الشراكات، والعلاقات التجارية بين قطاعي الأعمال، إلى جانب عقد لقاءات لكبرى الشركات لاستكشاف الفرص وتذليل التحديات في كلا البلدين.