أرشيف صحيفة البلاد

الملابس المستعملة .. أسعار زهيدة ومخاطر كارثية

جدة- حماد العبدلي

لا تزال ظاهرة بيع الملابس المستعملة تنشط بمحافظة جدة في بعض الاسواق الشعبية وسوق الكيلو السابع الذي تمت ازالة نصفه وبقيت محلات المستعملة وسط استغراب المتسوقين من اسباب بقائها وسط بيئة اصبحت مأوى للقوارض بعد الهدم.

(البلاد) في جولتها رصدت مجموعة كبيرة من الوافدين وخاصة (البنغاليين) يعرضون الملابس المستعملة للبيع داخل سوق شعبي بحي الجامعة بجدة، الذي يكتظ بالمتسوقين نهاية الاسبوع ويفترش الافارقة يومي الخميس والجمعة الارض ويبيعون الملابس القديمة بمختلف التشكيلات والالوان وبأسعار زهيدة ، في الوقت الذي يشتري هؤلاء الوافدون تلك الملابس من اشخاص يقومون بتجميعها من محيط حاويات النفايات ومن سكان الاحياء بواسطة أعداد من الافريقيات اللائي تقمن بطرق ابواب المنازل والشقق السكنية يطلبن من ساكنيها الملابس المستعملة، وذلك عبر جولات صباحية واحياناً مسائية.

حول ذلك يقول زين العجلاني ( 35 عاماً) : محلات بيع الملابس المستعملة مكاني المفضل لشراء كل ما احتاجه, فعلى سبيل المثال لو أردت أن اشتري بنطالاً من الجينز من محلات بيع الملابس الجديدة ، فلن يقل سعره عن 90 ريالا وفي المستعملة 20 ريالا ، وهو ونفس الخامة ولا يقل جودة عن البنطال الجديد. لذلك اشتري معظم حاجاتي من سوق الملابس المستعملةوأنها “ذات جودة عالية وتبقى صامدة عدة سنوات عكس الملابس الجديدة غالية الثمن التي تظهر بمنظر جيد في البداية لكنها تفقد شكلها بعد أول غسلة .

يقول احد الباعة يدعى محمد انور بائع ملابس مستعملة انني أحقق من بيع الملابس مكاسب معقولة، لأنني اشتريها بمبالغ رمزية من الافريقيات اللائي يتجولن داخل الأحياء ويحصلن عليها مجاناً ولا تزيد السعر عن 4 ريالات للقطعة الواحدة، لاننا نقوم بتنظيمها وعرضها بسعر اعلى، موضحاً ان ربحه اليومي في الفترة الصباحية لا يقل عن 50 ريالاً.

فيما يقول صاحب محل بيع الملابس المستعملة ان معظم زبائننا من المعتمرين والزوار الاجانب الذين يقبلون علينا بعد الانتهاء من مناسكهم يشترونها بالسعرالذي نحدده لهم كما لا يستطيع احد التمييز بينها وبين الجديدة لأننا نقوم بتنظيفها بطريقة خاصة ومن ثم نعدها للبيع.

فيما يقول المواطن عبدالله عسيري هذه الظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا لأن الناس قد تعودوا على اقتناء الملابس الجديدة لهم ولأطفالهم، وهو يتساءل كيف يقبل الشخص ان يستخدم ملابس اشخاص آخرين وربما يكون صاحب الملابس شخصاً متوفي أو مريضاً وقد تحمل الملابس المستخدمة امراضاً معدية لا تستطيع اعلى درجات حرارة الغسيل القضاء عليها، كما ان آثار الاستعمال تكون واضحة.

ويرى عسيري ان من يقوم ببيع الملابس المستعملة للبسطاء او الزوار او الوافدين لا يساعدهم ، بل يتسبب في اصابتهم بعدوى أمراض قد تودي بحياتهم، وهو يناشد المسئولين القضاء على هذه الظاهرة.

*تسبب الأمراض
ويقول د. حسين مصطفى استشاري جلدية لاشك ان الملابس المستعملة ذات تأثير بالغ على الجلد كالحساسية والحكة وظهور بقع حمراء على الظهر والفخذين وكل المناطق الحساسة في جسم الانسان، لذا أحذر من يشتري الملابس المستعملة خاصة الداخلية منها، بصرف النظر عن رخص سعرها حيث يمكن أن تتسرب في طياتها الطفيليات أو الفيروسات او البكتيريا، كما ان نقلها للأمراض وارد، وعليه أنصح بعدم شراء وارتداء الملابس المستعملة من قبل الآخرين.

وأوضح أن من أبرزها حساسية الجلد وانتقال بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في المنسوجات والملابس القطنية، ولا يمكن القضاء عليها حتى مع استعمال الطرق التقليدية في الغسيل باستخدام المنظفات الكيميائية والمياه الساخنة. وهي قابلة لنقل الامراض خاصة وقد سبق استخدامها من أشخاص مرضى قد يكون سبباً في نقل أمراض جلدية منها أمراض الجرب وبعض الفطريات، والأمراض المعدية.