جدة

المقعد .. ودوره في الخليف والقيس ( الحلقة الخامسة)

المستشار مروان عبدالفتاح عبدربه حارة اليمن

كانت جدة تستعد مثلها مثل مكة والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام لخدمة الحجيج، وكان أعضاء المقعد حريصين على التواصل والاستمرار في الجلسة والسمر خلال ايّام الحج لمن لم ينوي ان يحج.
وكانت جده فعلا ينطبق عليها لقب الخليف لخلوها من أهلها وسكانها الذين يحرصون على أداء مناسك الحج،، وكنا خلال هذه الأيام نحرص على السهر لنكون عينا ساهره على حماية بيتنا وحارتنا من اَي حرامي لديه النية ان يسرق أي بيت من بيوت الحارة.
كانت الشوارع شبه خاليه والمحلات التجارية تقفل الا من بقالة او محطة بنزين فكان دور المقعد يساهم مع العسس والعمد في حماية الحارة وَمِمَّا اذكره ان ايّام الحج تتكرر كلمة حاجين ولا داجين بين الأهالي والاصدقاء فمن لم يحج تطلق عليه كلمة داج يعني إنّو مراح يحج وكان العم احمد عبدربه رحمه الله وعائلته وزوجة جدي وهي من عائلة بطيش وهي والدة العم عصام والعم أسامة يدجوا معانا في البيت خلال ايّام اجازة الحج وكان البيت يعج بالأقارب والجيران وبذلك لا يتجرا اَي حرامي ان يقرب من بيتنا.
اما القيس فقد كان يقام كعرف سنوي في النزلة اليمانية حيث المكان الشعبي متوفر وهو أشبه بالحفلة التنكرية حيث تتزين النساء بلبس الرجال وتقام فيه الألعاب الشعبية التي يتسلى فيها النساء الداجات الى منتصف الليل ،،،،، ومما كان يقال في القيس (ياقيس ياقيس الناس حجت وانت هنا ليش) واُخرى (قيسنا ياقيس الناس حجوا وانت قاعد ليش، الليلة نفره قوم اذبح لك تيس، قوم روح لبيتك قوم اخبز لك عيش )،،، كانت هذه المواويل تقال على أنغام الدفوف مقلدين بذلك دور العمدة والعسة والنقيب.
هكذا كانت ايّام العشر يقضيها أهل جده الداجين بين زيارات العوائل وتجمعاتهم التي زادت من اواصر المحبة والمودة فيما بين أبنائهم حتى أضحت من الذكريات التي لا تنسى.
وهكذا ساهم المقعد في تقديم دور اجتماعي فقد نكهته في أيامنا هذه وااااااه من جمالك ياجدة الذكريات الجميله والى لقاء قادم مع سرد اجمل لأيام المقعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *