أرشيف صحيفة البلاد

المعارضة الإيرانية: سقوط الملالي بات قريبا.. وأزمة نقد تلوح في أفق طهران

طهران ــ وكالات

أوقف البنك المركزي الإيراني ضخ عملات أجنبية جديدة بالصرافات، في ظل تفاقم أزمة سوق النقد وانهيار العملة المحلية أمام االدولار، الذي اقترب سعر صرفه من حاجز الـ 6000 تومان.
وأحجم تجار العملات عن التعامل بالأسعار الجديدة، التي أعلنتها السلطات الرسمية بتحديد سعر العملة الخضراء مؤخرا.

وأعلن مدير العلاقات العامة بالبنك المركزي الإيراني ، محمد علي كريمي – بحسب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيراني- أنه لم يعد هناك مزيد من عمليات ضخ العملات الأجنبية إلى الصرافات، لافتا إلى حظر بيع العملات مباشرة من خلال تلك الصرافات طبقا لأسعارها خارج الإطار الرسمي.

وأوضح أن هذا الإجراء يأتي طبقا للتعليمات الحالية والقرارات الجديدة، حيث يقضي بعدم التعامل في البيع أو الشراء بسعر آخر سوى 4200 تومان، مشيرا إلى أن سماسرة العملات بإمكانهم بيع أرصدتهم من العملة الخضراء إلى البنوك بالقيمة ذاتها، في الوقت الذي كان من المعتاد أن يضخ البنك المركزي بشكل يومي أو على مدار عدة أيام خلال الأسابيع الماضية، العملات الأجنبية إلى سوق المال عبر صرافات معتمدة لديه.

وفي السياق ذاته، أشار موقع راديو فردا المعارض إلى أن تجار الصرافة كان بإمكانهم الحصول دوريا على نحو 50 إلى 100 ألف دولار، لبيعها في السوق بفروق طفيفة تقدر بنحو 10 إلى 15 تومان، قبل أن يقرروا الإحجام عن بيع وشراء العملات الأجنبية، أو حتى معاودة الضخ .
إلى ذلك، عقد معارضون إيرانيون بارزون مؤتمرا على مدار يومين بالعاصمة البريطانية لندن، لبحث سبل تنسيق أطياف المعارضة للتصدي لانتهاكات نظام الملالي القمعية بالداخل، في ظل التحولات المتلاحقة على صعيد منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد الضربات الغربية المشتركة ضد مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري.

ويرى منظمو المؤتمر، الذي انطلق برعاية الاتحاد لأجل الديموقراطية، بحسب النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية، أن تشكيل قوى المعارضة اتحادًا؛ لأجل المطالبة بالديموقراطية في إيران، خاصة في ظل حالة التذمر والغضب الشعبي بعد الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت داخل البلاد مطلع يناير الماضي، إضافة إلى تزايد الضغوط الدولية على أنشطة طهران التخريبية، أتاحت فرصة سانحة لإسقاط نظام ولاية الفقيه والتمهيد لمرحلة الحكم الديموقراطي، وكذلك تمكين الشعب من الحصول على إرادته الحرة، لتقرير مصيره.

وشاركت شخصيات ثقافية وسياسية بارزة من مختلف التوجهات السياسية على الساحة الإيرانية، من بينهم رضا بهلوي نجل شاه إيران الأسبق في رسالة مسجلة، في نقاش مفتوح بالمؤتمر استعرضوا من خلاله الوضع السياسي المتغير في إيران، عبر طرح وجهات النظر في هذا الصدد، حيث بثت كلمة مسجلة من داخل إيران، أدلى بها كل من حشمت الله طبرزدى الناشط السياسي الإيراني، وهاشم خواستار الناشط الحقوقي الداعم للمعلمين الإيرانيين، الذين يعانون أوضاعا معيشية متردية إلى جانب التضييق الأمني.

وناقش الحضور، بحسب موقع إيران انترناشيونال، سبل استغلال تكرار احتجاجات الداخل الإيراني مثل تلك التي اندلعت مؤخرا في أكثر من 100 مدينة إيرانية، بهدف إحداث اختراق سياسي لإسقاط النظام بالكامل، وكيفية التعامل مع المعطيات الجديدة.
ولفت الموقع إلى أن جانبا من المؤتمر تطرق إلى ملف السياسة الخارجية والإقليمية، التي ينتهجها نظام الملالي، وقضية التغيير السياسي في إيران من وجهة نظر عالمية، مشيرا إلى أن البعض يرى ضرورة عقد مثل هذه الفاعليات والمؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين تكتلات المعارضة الإيرانية في مواجهة النظام الإيراني.

وقال بهنام صارمي، أحد المشاركين بالمؤتمر: إن أولى المزايا الهامة لمخرجاته، هى تبديد الأكاذيب عن وجود ازدواجية بين مطالب المواطنين الإيرانيين في الداخل والخارج، لافتا أن النشطاء الإيرانيين في الخارج لديهم التصور ذاته عن الحالة الإيرانية، بالنسبة لنظرائهم في داخل البلاد، على حد قوله.
وأكد صارمي، في مقابلة مع إيران انترناشيونال المعارض، أن مطالب الإيرانيين تتمثل في إحداث تغييرات عميقة وجوهرية داخل البلاد، منوها إلى أن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد مؤخرا، سلطت الضوء على إمكانية التقاء الفرقاء في صفوف المعارضة تحت سقف واحد، للتشاور بشأن مستقبل البلاد، والبحث عن حلول بديلة.

وسبق أن وجهت عدة شخصيات إيرانية معارضة، رسائل سياسية إلى الشعب الإيراني في وجه نظام الملالي مؤخرا، تزامنا مع احتفالات الإيرانيين بعيد النوروز، معربين عن أملهم في تخلص الشعب الإيراني من سيطرة النظام القمعي.
وأعرب عباس أمير انتظام، أحد أشهر المعارضين للنظام الإيراني والمقلب بـ”أقدم سجين سياسي” في البلاد، عن تهانيه للشعب الإيراني بالنيروز، مؤكدا وجود أحزان داخله؛ بسبب أوضاع بلاده المأساوية تحت حكم الملالي، وتفشي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية مثل الجوعى والمشردين، إلى جانب هروب العقول النابغة إلى خارج البلاد.

ودعا السياسي البارز الذي اعتقل في العام 1981 بدعوى التجسس لحساب الولايات المتحدة، ومكث عدة سنوات في السجن قبل أن إطلاق سراحه، الشعب الإيراني لعدم اليأس، متطلعا إلى رؤية اليوم الذي يحيا فيه الإيرانيون أحرارا على أرضهم.