جدة ــ وكالات
تنظم المعارضة القطرية في العاصمة البريطانية، لندن، بمشاركة عدد كبير من الجاليات العربية، مظاهرات ووقفات احتجاجية، حصلوا بشأنها على تصاريح من الجهات الأمنية، لتكون أمام البرلمان، عصر الإثنين المقبل، ضد زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى البلاد.
وسيبدأ تميم برنامج زيارته إلى لندن، الإثنين، فيما جاء في طلب المنظمين للوقفة الاحتجاجية، الذي تم تقديمه إلى الأمن البريطاني، وحصلوا بموجبه على الموافقة، أن أمير قطر يدعم مالياً وسياسياً وإعلامياً تنظيم القاعدة وداعش وحزب الله والإخوان وغيرهم من التنظيمات والأفراد الإرهابيين، فضلاً عن تدخله بشكل سافر في الشؤون الداخلية للدول لنشر الفتنة والدمار.
وأوضح المنظمون في الطلب، أن بريطانيا تستقبل أمير دولة بوليسية تنتهك الحريات الأساسية لمواطنيها، وتلقي بأصحاب الآراء الحرة في المعتقلات وتعرضهم للتعذيب الوحشي ومختلف الممارسات المهينة للكرامة البشرية، ولا تحترم حقوق العمال الوافدين وإنسانيتهم، ما أدى بالفعل إلى وفاة الآلاف من العمال الأجانب.
في هذا السياق، قالت مصادر موثوقة بالمعارضة القطرية بلندن إنه من الضرورة كشف جرائم وإرهاب تنظيم الحمدين أمام الرأي العام البريطاني والأوروبي.
وقال المصدر من المعارضة القطرية، رفض ذكر اسمه حفاظاً على أمنه، إن النظام القطري يحرك عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، لاستهداف مَن ينظمون وقفات احتجاجية في لندن، لرفض وجود تميم في بريطانيا، سواء كانوا من المعارضة القطرية أو الناشطين العرب ضد إرهاب الدوحة.
وأضاف أن “النظام القطري في حالة ذعر خاصة أن الحقائق التي ظهرت مؤخراً قد كشفت عنه ورقة التوت، ما وضعه في موقف حرج جداً، وهذا ما دفع سفارة النظام في لندن إلى اتخاذ خطوات عديدة لإفشال الحملة، وذلك بمحاولة رشوة بعض الشخصيات المؤثرة إعلامياً، وبترهيب البعض الآخر، ولكن هذه المحاولات الرخيصة قد باءت بالفشل الذريع، كما تأكد لنا”.
وأكد المصدر أن “زيارة تميم إلى بريطانيا هي أكبر دلالة على عمق الضربات الموجعة التي تلقاها النظام القطري، وهذا دفع بزعيم النظام المجرم إلى القدوم بنفسه إلى بريطانيا، في محاولة بائسة لاحتواء الأزمة”.
وتابع: “وفي هذا دلالة بالغة على فداحة الوضع، حيث لم يثق تميم بقدرة أي من أقطاب نظامه على معالجة الفضيحة الحالية، ونحن نثق تماماً بأن هذه الزيارة ستكون فاشلة، ولن تحقق أياً من أهدافها، خاصة أن الأدلة على تورط النظام القطري في دعم الجماعات والأفراد الإرهابيين دامغة وغير قابلة للتشكيك”.
بدوره، قال مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، د. رمضان أبو جزر، إن الأوساط السياسية والبرلمانية والشعبية البريطانية ترفض زيارة أمير الإرهاب، تميم بن حمد، إلى العاصمة لندن، ويطالبون الحكومة برئاسة تيريزا ماي بعدم استقباله، وهو ما يصاحب حراكاً كبيراً بالحصول على تصاريح للتظاهر، رفضاً للزيارة، من جانب منظمات سياسية وحقوقية في بريطانيا.
وقال أبو جزر: “إن الجاليات العربية تشارك في هذا الحراك الرافض لهذه الزيارة، لا سيما أبناء الدول الأكثر تضرراً من إرهاب قطر، مثل مصر، وسوريا، واليمن، والعراق، وليبيا، منتقدين هذه الزيارة في ظل دعم الدوحة للجماعات الإرهابية في بلدانهم”.
وأشار أبو جزر إلى “عمل برلمانيين أوروبيين لإعداد وقفات احتجاج ستكون بمثابة أكبر مظاهرات تشهدها العاصمة البريطانية ضد زيارة تميم، فضلاً عن قيام نشطاء بالتظاهر ضد الزيارة، حيث إنها بعد كل هذه الأدلة بتورط النظام، يرى الكثير ضرورة عدم استقبال أمير دولة لا تحترم أدبيات الأمن والسلم العالمي، بل تسهم في زعزعة استقرار وأمن عدد كبير من الدول، في ظل مساس الإرهاب بالكثير من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بريطانيا”.
الى ذلك كشف مواطن قطري عن عدم قدرته على تسجيل طلبه لأداء مناسك الحج، مؤكدا أنه حاول الدخول إلى رابط استقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج؛ لكنه لم يتمكن من ذلك، بعدما أقدمت سلطات بلاده على حجبه، مشيرًا إلى أنه يفكر في مغادرة الدوحة حتى يتمكن من إتمام إجراءات أداء الفريضة.
وأعرب المواطن القطري في تصريحات صحفية عن دهشته من حجب موقع وزارة الحج السعودية، منوهًا إلى أنه أخذ صورة من الرسالة التي ظهرت له عند محاولة الدخول على الموقع، فلما عرضها على أحد معارفه، أكد أنه لن يستطيع الدخول إلى الموقع إلا من خارج البلاد.
وأوضح المواطن القطري أنه عند محاولة الدخول، ظهرت له رسالة تقول: “تم حجب الموقع لاحتوائه على محتويات محظورة”، متسائلًا: “ما المحظور الذي يمكن لموقع عن الحج أن يتضمنه؟”.
وكانت وزارة الحج فتحت باب التسجيل الإلكتروني أمام الأشقاء القطريين الراغبين في أداء الفريضة، وبعدما بلغتها معلومات عن حجب الصفحة الخاصة بالتسجيل من قبل السلطات القطرية، أطلقت رابط جديد لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وذلك في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسهيل إجراءات قدوم جميع الحجاج، وتذليل كل العراقيل التي قد تواجههم لأداء هذه الفريضة.