جدة – رانيا الوجيه
لطالما كانت المحاماة من الوظائف التي كادت تكون حكرًا على الرجال، حتى وإن لم يكن ثمة مسوغ يحول دون دخول المرأة نادي المحامين، لهذا فعندما تبزغ محامية سعودية مثل هديل الثقفي في هذا المجال، وتنافح عن المظلومين، وتعلي من كلمة القانون، فحينئذٍ تصبح حالة جديرة بالتأمل، والوقوف عندها مليًا، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – تحظى المرأة السعودية برعاية خاصة، وتكتسب كل يوم حقوقًا تاقت لها كثيرًا، وباتت حقيقة وواقعا.
• سألت ضيفة الحوار: من تكون هديل الثقفي؟ فأجابت:
•• أنا فتاة حصلت على بكالوريوس الحقوق من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1435هـ، ثم حصلت على درجة الماجستير في القانون من جامعة الملك عبدالعزيز في عام 1438هـ، وأعمل بصفتي محامية متخصصة في تناول القضايا الجنائية، والأحوال الشخصية والقضايا التجارية.
• القوة المساعدة •
• لكن لماذا قررت التخصص في المحاماة تحديدًا؟
•• لأن القانون يمثل لي شغفًا كبيرًا، كما انه قسم شيق ويحتاجه الافراد في كل تعاملاته، و لأننا نكون سببًا بعد الله عز وجل، في مساعدة الآخرين، وجلب حقوقهم، فالمحامي أو المحامية نصير الضعيف في المجتمع، وذلك هو الدافع الأساسي لدراسة المحاماة.
• هل كانت لكِ عيون زرقاء اليمامة، واستبصرتِ دور المحاماة في قضية المرأة مستقبلًا؟
•• بالفعل كانت لدي وجهة نظر، ونظرة مستقبلية، مفادها أن دخول المرأة مجال المحاماة والمرافعات سيوفر لها جميع العناصر المساعدة ، لتحقق نجاحها في مجال المحاماة والقانون . ولمست ذلك من خلال ممارسة العمل ولم يكن هناك أي مصاعب او عقبات أمامي، بالإضافة إلى تعاون القضاة والعاملين في قطاع المحاكم السعودية، حيث يتم التعامل مع المحامية مثل نظيرها الرجل، دون أي فروقات من حيث المرافعات في المحاكم، وحضور الجلسات ومراجعة أقسام الشرطة والجهات الاخرى.
• الأحوال الشخصية •
• جاءت فترة لتقنين بعض الأحكام خاصة في قانون الأحوال الشخصية ألم تواجهك صعوبة في هذا البند؟
•• قضايا الأحوال الشخصية إن لم يكن لها نظام يحكمها، ستكون متعبة على جميع الاطراف، لذا فمن الحكمة ان يكون الأمر مفتوحا ومرنا ، حيث إن لكل حالة زوجية ظروفها الخاصة، وأحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بمسائل الأحوال الشخصية أجدها كافية وفي اغلب القضايا تؤدي إلى الإصلاح. ومن وجهة نظري الشخصية ارى أن مثل هذه القضايا تحتاج الى الاصلاح أكثر من تصعيدها الى قضية في المحكمة وهذا ما نراه حيال قضايا الأحوال حيث يتم عقد جلسات الصلح قبل إحالتها لفضيلة ناظر القضية وقد تم حل أغلب القضايا بفضل الله ودياً حفاظاً على الاسرة .
• تطوير القوانين •
• ماطبيعة القضايا التي تواجهين صعوبة في حلها؟
•• حتى الآن لم تواجهني أية صعوبة من حيث القضايا، أما من ناحية تطوير بعض القوانين، فهي توجه الى المختصين من أكاديميين وباحثين في مجال الشريعة و القانون وهؤلاء المختصين هم أكثر جهة تستطيع إفادتنا بكل جديد من خلال إعداد الدراسات النظامية والشرعية .
• وماذا عن طبيعة القضايا التي تتناولينها في مكتبك؟
•• بداية ولله الحمد كسبت ثقة قاعدة كبيرة من العملاء في القضايا الجنائية سواء كانت استشارات أو مرافعات عن متهمين أو صياغة لوائح، وجميعها كانت قضايا رابحة. بالإضافة الى قضايا الأحوال الشخصية، وأيضًا مجال العقود والصلح بين المتخاصمين.
• هل تنوين القيام لخدمة زملائك في المهنة من المحامين؟
•• بالفعل سأقدم كتابًا متخصصًا في القانون الجنائي، سيفيد المتخصصين في أقسام الشرطة، وطلاب القانون، ويحتوي على فهرس لنظام الإجراءات الجزائية المشروح، ومرفق به نظام القرار الوزاري 2000 بالنسبة للجرائم الكبرى الموجبة بالتوقيف، وأيضًا تشكيل المحاكم الجزائية، ودوائرها واختصاص كل دائرة، وذلك الكتاب سيقوم بتبسيط القضايا للقارئ المتخصص وغير المتخصص سواء بسواء، ولذلك اعتمدت في إعداد الكتاب على أن أقدم محتوىً يساعد المتخصص وغيره ، سيكون الأسلوب مبسطًا لأي قارئ. وجاءت فكرة الكتاب من خلال العديد من الاستفسارات والأسئلة حول كيفية التعامل مع بعض القضايا والإجراءات الجنائية.
• زكاة العلم •
• وماهي القضايا التي تترافعين فيها من باب المسؤولية الاجتماعية؟
•• مكتبي مفتوح للقضايا والاستشارات لذوي الدخل المحدود وهناك قضايا أترافع فيها بدون مقابل مادي، للسيدات الكبار في السن، واللاتي لديهن حالات صحية حرجة، ولا أراه من باب المسؤولية الاجتماعية فحسب بل أتقرب به إلى الله فهو بمثابة “زكاة العلم” فهذا واجبنا نحو المجتمع البسيط بعد ان سخر لنا الله العلم والدراسة والحصول على رخصة عمل المحاماة.
• مكتبي مفتوح للمتدربات •
• تحتاج الخريجات إلى فترة تدريب في هذا المجال، هل مكتبك يستقبل طالبات متدربات؟
•• بالنسبة لمسائل التدريب، فهناك طالبات على تواصل مستمر معي للاستفسار عن التدريب والاجراءات المتبعة في هذا الشأن وأرحب دائماً بهم ومكتبي في خدمتهم لأي أمر قانوني ، من جانب آخر أنصح بالتأكد من توفر كامل شروط التدريب في المحامي المتدرب لديه ، وفقا لنظام المحاماة ومن ثم استخراج شهادة التدريب والخبرة ليست محصورة بالتدريب وقد وضح نظام المحاماة الخبرات المطلوبة للحصول على ترخيص مزاولة المهنة .
• إذن مانصيحتك للراغبات في الدراسة والعمل بالمحاماة؟
•• مجال المحاماة يحتاج إلى شخصية صبورة جدًا، تتميز بالتأني والتريث قبل الحكم على الأمور، أو الأشخاص ، وكذلك من لديه القدرة على البحث واستخراج المعلومة، كما أن دراسة القانون لا تنحصر فقط في العمل بالمحاماة، بل أيضًا هناك وظائف أكاديمية، ووظائف الاستشارات القانونية في الشركات، والباحثات القانونيات في الدوائر الحكومية، وبالتالي لا يجب حصر الخريجة على مهنة المحاماة فقط، بل لابد من الاستفادة من فروع العمل الأخرى في القانون وبالإضافة إلى معرفة قدرات وميول الطالبة في أحد تلك الفروع.
• سؤال أخير: في حال أتيحت لك الفرصة، هل بإمكانك الالتحاق بالعمل في النيابة العامة في قسم التحقيقات ؟
•• بالتأكيد سيكون لي الشرف، فهي تجربة مثمرة، ويعتبر العمل في النيابة العامة أمنية لكل قانوني أو قانونية لخدمة الوطن. والحمد لله بالنسبة لخبرتي في مجال القضايا الجنائية أجد في نفسي المؤهلات للالتحاق بالعمل في هذا المجال.