جدة – ليلى باعطية
تشهد المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تطوراتٍ كبيرة على أصعدة متعددة وميادين مختلفة، وللمرأة السعودية نصيبٌ كبير من هذا التطور بتقلّدها لمناصب قيادية وحصولها على امتيازاتٍ شكلت نقلة كبيرة في مسيرتها العملية، لذلك نرى في الآونة الأخيرة أن سقف الطموحات لدى السعوديات قد ارتفع عن السابق ليصبح بذلك لها أهميتها ودورها البارز والملحوظ في خدمة ونهضة بلادها.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان وقامت جريدة البلاد بتوجيهه إلى قرائها، هل الطموحات العالية والمكتسبات والحقوق الجديدة للمرأة ، يمكن أن تؤثر على دورها تجاه بيتها واسرتها؟، وهل يعدّ السير لتحقيق الطموح عائقاً تجاه مسؤولياتها؟، وماهي النتائج المترتبة على ذلك؟
الحضانات امتلأت بالأطفال تجاه الوضع الحالي من خروج الكثير من السيدات للعمل أبدى السيد أمجد مهيوب ملاحظة، فهو يرى أن سير المرأة خلف طموحها واهتمامها بالوظيفة وتركيزها قد يؤثر على اهتمامها ببيتها وأطفالها اذا ما اهملت التوازن ، واهملت مستوى الحضانات ، حيث نجد بعض الأمهات لا يهتموا بنوعية هذه الحضانة وعن مدى كونها بيئة مفيدة أو ضارة بالطفل، لأن هناك حضانات يتعلّم الأطفال منها سلوكيات وألفاظ سيئة.
* التوازن في حياة المرأة
وترى إيمان رواس أن الوضع الحالي أصبح بشكل كبير لصالح المرأة والأطفال والزوج، لأن من شأنه أن يجعل هناك توازن في حياتها، بمعنى أنه لن يكون هناك جانب واحد فقط في حياة المرأة وهو (الأسرة) تحصر كل تركيزها عليهم لدرجة الاختناق. بل سيكون هناك توازن في حياتها فتعطي نفسها وتعطي أسرتها على حد سواء، وبالتالي سينالها شيء من ردة الفعل تلك لكن عندما تخرج وتعمل وتثبت ذاتها وتنافس وتنجح فإنها سترى أبعاد أخرى للحياة، وبشكل عام فإن الأمر بالطبع يختلف من سيدة لأخرى بحسب نمط شخصيتها.
لكل سيدة قدرتها
ويختلف رأي السيد فايز الحسن حيث ينفي ما يُشار بأن المرأة تهاونت وتخلّت عن دورها تجاه أسرتها بسبب كونها امرأة عاملة، بل يرى أن دورها تجاه مجتمعها وأسرتها أصبح أكبر من ذي قبل وأن جميع الأطراف في حاجةٍ لها، مشيراً أن لكل امرأة قدرتها المختلفة عن الأخرى حسب تحملها للالتزامات تجاه الأسرة والعمل.
التقصير أمر طبيعي
السيدة اكرام ترى أن تقصير المرأة العاملة وتهاونها عن تأدية بعض مهامها يعد أمراً طبيعياً، ولا تراه استهتاراً لكن ظروف العمل ومكوثها ساعات طوال خارج المنزل تفرض عليها ذلك حتى لو كانت تُجاهد أن توفق بين العمل والبيت، لذلك وجود التقصير يكون أمرا طبيعيا.
المرأة ليست عاملة منزلية
وضح الأستاذ ياسر نصار – مدير عام مركز احتواء للاستشارات النفسية والأسرية أنه فيما يخص تمكين المرأة في المجتمع السعودي فذلك يعتبر ظاهرة انسانية وطبيعية وحضارية وكفيلة أن تعيد الامور الى الفطرة ونصابها الطبيعي، تعيد الامور الى الفطرة قبل أن تشوهها أي حضارات أو تيارات، لذلك نرى مدى الجهود المبذولة التي تتوجه بدعم المرأة واعطائها الفرصة للتجربة ، فمن حقها أن تخوض التجربة لكي تحيا كما تريد ليصبح لديها الخبرات.
وأشار أنه فيما يخص إلقاء اللوم على المرأة بأن عملها وخروجها من المنزل لتحقيق طموحها الذي من خلاله تنفع نفسها وبلدها نتج عنه تقصير وإهمال فإنه قبل إطلاق وابل الاتهامات واللوم عليها يجب أن نتساءل : هل هذه المرأة أهملت جزءا من مسؤولياتها؟ أو هي أعادت المسؤولية التي كانت ملقى على كاهلها إلى نصابها الطبيعي؟، يجب أن يعي المجتمع أن المرأة في شرع الله ليست عاملة منزلية، ومن المعروف أن للمرأة قدرات أعلى من الرجل في بعض المجالات ولديها ذكاء عاطفي وأكثر مرونة وترتيبا لذلك هي تعد الافضل.
وعند الحديث عن المرأة التي قصرت في واجباتها بسبب خروجها للعمل والبحث عن طموحها سواء تجاه زوجها او ابنائها او والديها فهذا أمرٌ وارد، ومن الجميل ان تكون على وفاق مع من حولها وتطلب الدعم من الشركاء الذين في حياتها وتفويض بعض المهام للغير ويتعاونوا معها.
دعم المرأة رجولة
وبالحديث عن دور الرجل تجاه المرأة فقد قال نصّار موجهاً كلامه إلى الرجل : إنك لتعرف مدى رجولتك في كيفية التعامل مع المرأة التي لك سلطة عليها، فالرجل الحقيقي هو الذي يدعم المرأة ويقف في صفها، خصوصاً أن لدى المرأة طاقات كامنة فتحتاج الى اطلاقها واطلاق ابداعاتها وقدراتها بالطريقة الصحيحة، فليس صحيحاً أن يمنع الرجل المرأة من تحقيق ذلك بحجة أنه يريدها أن تكون مرتاحة في منزلها أو انه هو من سيمنحها المال وغيرها من التبريرات.
نصائح للمرأة والرجل
وأشار الأستاذ ياسر نصّار أخيراً عن نقاط مهمة يجب على الرجل والمرأة مراعاتها، تتمحور حول : (الابناء) وذلك بعدم ترك رعايتهم اليومية من الابوين، لأنه بانعدامها يصبح النجاح ناقصا. و(الحقوق الاسرية) ففي حال كان العمل يؤثر على الصحة النفسية والعلاقة الاسرية فان ذلك يستلزم علاج وتدخل. و(بيئة العمل ونوعيته) وذلك بعدم تقديمه على الكيان الحقيقي وهو النفس والصحة والاسرة وعدم الضرر بهم.