أرشيف صحيفة البلاد

المد الأحمر .. يسبب تسمما للكائنات البحرية والإنسان .. وليد الحجيلي لـ ( البلاد): تطهير بحيرة السمكة بدلاً من ردمها

جدة- مهند قحطان

المد الأحمر أو الطحالب السامة..
المد الأحمر ظاهرة طبيعية بيئية تحدث؛ بسبب ازدهار مؤذ لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار، أو البحيرات مما يسبب تغيرا للون المياه إلى الأحمر بدرجات وألوان مختلفة، وذلك حسب لون العوالق النباتية التي سببت الظاهرة. ولكن تغير لون المياه ليس دلالة على ظهور المد الأحمر، الذي قد يحدث لأسباب أخرى مثل التلوث الكيمائي.

مدير عام الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ وليد الحجيلي يتحدث لـ ( البلاد) حول تلك الظاهرة التي تسبب الكثير من الأخطار ، حيث أوضح أن مايسمى المد الأحمر قد يسبب تسمما من خلال تناول الكائنات البحرية، خاصة المحاريات، أو أحيانا للإنسان عند ملامسة الماء؛ حيث إن بعض العوالق المسببة للمد الأحمر قد تفرز السموم.

ومن الأخطار الأخرى اختناق الأسماك أثناء ازدهار المد الأحمر من خلال انسداد فتحات خياشيم الأسماك.كما يسبب المد الأحمر نضوب الأكسجين المذاب في الماء، مما يؤدي إلى موت الكائنات البحرية. كذلك يزيد من تكاثر الجراثيم ويفسد الماء من خلال تحلل العوالق المسببة للمد الأحمر، ويسبب هذا أمراضا للكائنات البحرية. وفي نفس السياق تتغذى بعض المحاريات على أنواع من العوالق السامة والتي تقوم بتخزين السم، والتي تؤثر على الإنسان عند تناوله تلك المحاريات، وقد تؤثر هذه السموم على الجهاز العصبي للإنسان.

وأكد وليد الحجيلي، أن بحيرة السمكة قد نما بها عدد كبير من الطحالب بعد تأثرها بالبيئة الموجودة، ومن أهم أسباب التلوث أن البحيرة مغلقة ولا يوجد فيها أي تبادل ما بين شرم أبحر ، وارتفاع نسب المياه الجوفية والتصريف منذ وقت طويل والتعدي على شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول، أدى إلى تغير الخواص الأساسية لمياه البحيرة؛ مما سببت توالد وجعل بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الطحالب بها.

وأضاف الحجيلي، أن الهيئة بدأت بدراسات للبحيرة وأخذ العديد من العينات، حيث ولابد من أن يتم العمل على قياسات وتحاليل لتصبح الرؤية واضحة ولتصبح طرق المعالجة بشكل أفضل وبالطرق السليمة البيئية للحفاظ على البيئة وعدم التلوث.

وأشار الحجيلي إلى أنه متى ما ظهرت البيئة المناسبة لظهور الطحالب بدأ ظهور المد الأحمر بالبحيرة، ويشاهد بالعين المجردة.

وأكد الحجيلي أهمية دور الهيئة بالتعاون مع الأمانة لمعالجة البحيرة، وضرورة أن تكون وفق أسس ومعايير بيئية ، وعليه تم إيقاف مقاول الأمانة لتتم المعالجة بالطرق السليمة بعد محاولته في الفترة السابقة بردم البحيرة.

وأضاف مدير عام الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة ، أنه وبعد تنسيق مباشر ما بين هيئة الأرصاد وحماية البيئة والقطاعات، بدأت الأمانة عملية سحب المياه الموجودة من البحيرة ونقلها إلى حوض تجميع مغلق تماما ومبطن لتتم المعالجة بالطرق السليمة، وأضافة : المواد عليها مثل الكلور لتطهيرها ومتى ما عولجت المياه وقضيت على البكتيريا الموجودة بها يتم عملية التبخير.

وختم الحجيلي، أن الردم السريع لا ينهي الوضع البيئي ولابد من المعالجة قبل ذلك، تحت أسس ومعاير؛ لتجنب امتداد مثل هذه البكتيريا.