المدينة المنورة – البلاد
تشهد المدينة المنورة حالياً إعادة تشكيل العديد من البنى التحتية والمشروعات الخدمية ومشاريع الطرق وتهيئة وسائل النقل الحيوية لتحاكي الازدهار والتوسع الذي يجري تنفيذه في النواحي العمرانية ,لاستيعاب الكثافة السكانية المضطردة وتزايد أعداد الزوار الذين يفدون إليها سنوياً, وتقديم مختلف الخدمات التي ينشدها الزوار, تتويجاً لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -. وأبان رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية عضو مجلس الاستثمار في المنطقة الدكتور محمد فرج الخطراوي، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن المدينة المنورة تشهد في الوقت الراهن تنفيذ مشروعات عملاقة، يبلغ إجمالي تكلفتها نحو 500 مليار ريال ,وتتمثل في مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي بتكلفة تزيد على 70 مليار ريال, ومشروع شركة دار الهجرة بتكلفة 55 مليار ريال, ومشروع توسعة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بتكلفة 6 مليارات ريال, إضافة إلى مشروع قطار الحرمين السريع بتكلفة 10.76 مليارات ريال, ومشروع مدينة المعرفة بتكلفة 25 مليار ريال.
كما تتضمن المشروعات شركة نماء المدينة بتكلفة 8 مليارات ريال, ومشروع الاستاد الرياضي بتكلفة 1.5 مليار ريال, ومشروع تطوير النقل “الحافلات”, ومشاريع هيئة تطوير المدينة المنورة, ومجمعات الإسكان,ومشروع المترو, ومشروع شركة المقر للتنمية العمرانية, إضافة إلى الحركة العمرانية الناتجة عن أعمال التوسعة وما يتبعها من إزالات ونزع ملكيات والتعمير في أماكن جديدة.
واستعرض الخطراوي جانبا من تقرير اقتصادي أصدره مجلس الأجندة العالمية للتنافسية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” مؤخرًا توقع أن تصبح طيبة الطيبة مدينة جذب اقتصادي واستقطاب استثماري من الدرجة الأولى, فيما يشير التقرير إلى إنه لا توجد مدينة في العالم تستطيع أن تحتل مثل مكانة المدينة المنورة في عالم حديث مترابط في ظل اقتصاد المعرفة في القرن الواحد والعشرين لتكون بذلك مركزاً مهما في استقطاب الزوار من أنحاء العالم كافة .
ورأى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية، أن مما يعزز ما ورد في التقرير احتضان المدينة المنورة لجامعات حديثة تمكنها من إقامة مؤتمرات تناقش قضايا رئيسة وفكرية في العصر الحالي، مما يدعو إلى حضور خبراء في مختلف العلوم، ويقود إلى استثمارات ضخمة في مشروعات سكنية وتجارية ذات نشاط فكري , متوقعًا أن يصبح الحراك المرتبط بالمؤتمرات والعدد الكبير من زوار المسجد النبوي عنصر جذب للمستثمرين والشركات العالمية الباحثة عن الاستقرار،خاصة أن المدينة المنورة تستطيع أن تقيم ندوات غير رسمية مثل دعوة الفيزيائيين وعلماء الفلك، والأطباء، وغيرها من المؤتمرات العلمية، فيما يمكن أن يضاف التحفيز الفكري إلى الجانب الروحي تأكيداً لدور المدينة في القيادة الفكرية بإسهامها في جيل المعرفة والنشر،والمحتفظة بمكانتها التاريخية والدينية.
وأوضح أن المنطقة تشهد حالياً جملة من المشروعات الخدمية التي يجري تنفيذها على قدم وساق وتدعم بذلك ما ورد في تقرير التنافسية عن المدينة المنورة الذي طرح تساؤلات حول مدى استطاعة مدينة مقدسة وفريدة كالمدينة المنورة إعادة إنتاج نفسها كـ “مدينة معرفة اقتصادية” في القرن الحادي والعشرين,وهل يستطيع مشروع عقاري حضري قيادة الرؤية لهذه المدينة.
وبين الدكتور الخطراوي أن المملكة العربية السعودية أعلنت في العام 2006م الرغبة في إيجاد مدينة اقتصادية في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة المنورة وتم منح الأرض واستثمار مبالغ كبيرة في البنى التحتية الأساسية للمدينة ومشروع التطوير العقاري, الذي يجري تنفيذه حالياً, كما يقوم مشروع النقل السريع بربط مدينة المعرفة الاقتصادية بالمنطقة المركزية خلال دقائق معدودة, فيما سيتم تشجيع الشركات ذات الميزات المعرفية الكثيفة والعقول بالاستقرار بمدينة المعرفة الاقتصادية,إضافة إلى عقد المؤتمرات، وبيع الممتلكات للمستثمرين.
وأفاد أن الاستثمارات المقررة في المشروع الحيوي “مدينة المعرفة الاقتصادية” تشمل بناء مستشفى جديد كبير، ومركز العالم الإسلامي.