أرشيف صحيفة البلاد

المحامي والمستشار القانوني المثير للجدل نايف آل منسي لـ (البلاد) :تدني الرواتب في وزارة الداخلية دفعني للعمل في القطاع الخاص واحمد الله على توفيقه

جدة – ابراهيم المدني – تصوير – عبدالله الغامدي
ضيفنا لهذا الاسبوع رجل مثقف وله حضور كبير في وسائل الاعلام ويتابعه كثر وذلك لجرأته في الطرح وحرصه على تقديم الادلة والبراهين المؤكدة لمصداقية مناقشاته العلمية او الفقهية او الفكرية. وهو الى جانب ذلك يتمتع بروح عالية وتواضع جم انه المستشار القانوني والمحامي المعروف الاستاذ نايف بن حمزة آل منسي.. وهنا تفاصيل الحديث الصحفي:

•• متى بدأت فكرة دخول مجال المحاماة لديك.. وما ابرز المعوقات التي واجهتك.. وكيف تجاوزتها؟
•• بدأت الفكرة عندما كنت في أحد الأيام في مكتب رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة مكة المكرمة حيث كنت أعمل وكنت في ذلك اليوم قد تقدمت بأحد المقترحات الجديدة لتطوير العمل وكان من عادتي أن لا تمر فترة قصيرة من الزمن إلا وأتقدم بمشروع جديد أو مقترح أو ملاحظات لتطوير العمل وعندما نظر الرئيس إلى العمل الذي قدمته أعجب به ثم قال لي معتذرا إنه لن يستطيع مكافأتي على ما أقوم به من أعمال لعدم وجود بند مخصص لذلك نظاما! وقد مثلت لي هذه الكلمة التي حملت في طياتها مدحا ممزوجا بالعزاء وقفة تأمل واعتبار عميق وساهم في توسيعها ما كانت تعاني منه هيئة التحقيق والادعاء العام في ذلك الوقت من ضعف الرواتب والحوافز رغم أهمية وصعوبة وخطورة ما تقوم به من واجبات وهو ما انعكس سلبا على موقفي ورغبتي في تحسين مستوى دخلي وبدأت بالتفكير جديا في الاستقالة من هيئة التحقيق ولكن كان المخطط أن انتقل للعمل في القطاع الخاص الذي سمعت عنه الكثير في تقديره لنشاط الموظف ومنحه المكافآت والعلاوات إذا كان نشيطا ومتفوقا في عمله وفي هذه الفترة وكمحاولة مني لإثناء نفسي عن اتخاذ هذا القرار الصعب قمت بعمل زيارة شخصية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن نايف حفظه الله واصطحبت معي أهم ثلاثة أعمال قمت بها وكانت (فهرس التعاميم) وهو مشروع فهرست فيه التعاميم الرسمية من عام 1360 وحتى عام 1421 وكذلك كتاب (المرجع السريع لنظامي الإجراءات والمرافعات) وهو تحت الطبع حاليا وكتابي في محاربة الإرهاب والتكفير وكان في وقتها نسخة غير مطبوعة ولا يمكنني أبدا أن أنسى ما استقبلني به سموه من الترحيب والتواضع والشكر على هذه الأعمال بقوله (شكرا..شكرا..شكرا) ولم يكتف سموه بذلك وإنما كلف مكتبه الخاص بالاتصال على هاتفي وشكري مرة أخرى وسؤالي إن كان لدي أي طلب يمكن أن أطلبه من سموه وبرغم حاجتي الماسة في ذلك الوقت لأي نوع من الدعم إلا أنني لم أستطع أن أطلب أي شيء حيث كانت كلمات الأمير لي واستقباله الرائع أكبر من أي طلب وقررت بعد هذا الموقف فورا أن أستقيل وبدأت بالفعل وقدمت استقالتي والتحقت بالعمل في أحد البنوك السعودية وكان يملؤني الحماس والنشاط واجتزت مدة التدريب في أقل من ربع المدة المقررة وفي خلال الستة شهور الأولى من عملي لديهم تقدمت لهم بعمل كبير (لا مجال لشرحه هنا) ولدرجة أهميته هم يستخدمونه حتى بعد مغادرتي بسنوات وإلى اليوم على ما أعتقد وكانت الصدمة الكبيرة في أنهم كافؤني على هذا العمل بدرع خشبي قد لا تتجاوز قيمته 50 ريالا!! وفي هذه اللحظة اتخذت قراري بأني لن أسمح لأحد بعد اليوم أن يستفيد من أعمالي بدون مقابل وكان الخيار الوحيد هو العمل في المحاماة غير أن هذا القرار كان صعبا للغاية كوني لا أملك أي رصيد في مصلحة التقاعد أو التأمينات الاجتماعية وهو ما يعني أنني لا أملك أي مصدر للدخل فيما لو استقلت من عملي في القطاع الخاص ولا زلت حتى هذا اليوم لا أعلم من أين أتتني الجرأة لاتخاذ هذا القرار خاصة وأنني وقتها رجل تجاوز الثلاثين من العمر ومتزوج ولدي ديون ومسئوليات ولكني مع كل ذلك لم أكن على استعداد للاستمرار في الأعمال الوظيفية التي تأخذ مني ولا تعطيني وقدمت استقالتي وقمت بفتح مكتب صغير جدا ومتواضع لا تتجاوز تكلفته 20 ألف ريال وبالطبع لم يكن الطريق مفروشا بالورود ومررت بالعديد من الأزمات إلا أنني استطعت تجاوزها في وقت قصير بتوفيق الله وفضله.
•• من هو الشخص الذي تدين له بالفضل بعد الله في تحقيق طموحاتك؟
•• لا شك أن الإنسان يستفيد دائما ممن حوله حتى ولو لم يكونوا يقصدون إفادته ما دام أنه يتساءل ويتعلم ويحاول أن يستفيد من كل موقف أو تصرف وهو ما حصل معي ولا أستطيع في الحقيقة أن أحدد شخصا بعينه لكني لا أستطيع كذلك إغفال الإلهام الذي استقيته من والدي الذي ولد يتيما فقيرا وكافح في حياته وبدأ من الصفر حتى أصبح من أصحاب الأعمال ووفر لنا حياة كريمة فقد كان لشخصيته العصامية أثرا كبيرا في تكوين شخصيتي وحبي للاعتماد على الذات وعلى صعيد آخر استفدت كثيرا من عملي بهيئة التحقيق والادعاء العام خصوصا عند انتقالي للعمل بمكتب الرئيس حيث سمح لي ذلك بالاختلاط بالمسئولين وأصحاب القرار والاطلاع على ما خلف كواليس الإدارة وكان مطلوبا مني على وجه الدوام إبداء الرأي والمشورة في القضايا الكبرى التي تُعرض على رئيس الهيئة واقتراح القرارات واتخاذ بعضها مباشرة مما ساهم في تكويني القانوني والإداري وأثر على ملامح شخصيتي إيجابا وقوة بشكل لا زلت أستفيد منه حتى اليوم.
•• ماذا بقي في ذاكرتك عن زملاء الدراسة في المراحل الاولى وهل بالامكان ذكر اسماء بعضهم؟
•• في الواقع لم تكن شخصيتي اجتماعية ومتداخلة بشكل كبير في تلك المرحلة ولم أحظ بعدد كبير من الأصدقاء مع الأسف وإن كان الوضع قد تطور بعد ذلك في المرحلة الثانوية والجامعية ولكن لا زال يعلق بذاكرتي كثيرا أيام دراستي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم حيث كنا مجموعة من الطلاب انتقلنا من مدينتنا (جدة) إلى مدينة عنيزة بالقصيم لطلب العلم على يد الشيخ محمد العثيمين رحمه الله وقد كان لي مجموعة كبيرة من الأصدقاء وكان من أكثرهم قربا الشيخ علي أبو الحسن (يقدم برامج حاليا في بعض القنوات الفضائية) والشيخ إبراهيم رافع الغامدي حيث كنا نذهب يوميا بسيارة واحدة إلى الجامعة وأمضينا كثيرا من الأوقات الجميلة والمرحة والتي كان يتخللها بعض المقالب والطرائف وكان من بينهم أيضا الشيخ خالد باعطا والدكتور عبد المحسن المطيري من الكويت والأستاذ فهد السفري والشيخ توفيق الصايغ وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم.
•• موقف محرج واخر طريف حدثا معك خلال دراستك اذكرهما إن أمكن؟
•• من أكثر المواقف طرافة وإيلاما في حقيقة الأمر موقف حصل معي في الجامعة في أول بحث طلبته الجامعة في مادة (بحث) وكان إعداد البحوث بالنسبة لي أمر سهل ومعتاد فقد ألفت كتابا مكونا من 400 صفحة قبل هذه المادة وبعد أن قمت بتسليم البحث الذي اطلع عليه كثير من زملائي في القاعة وأبدوا إعجابهم به وعند لحظة إعلان النتائج جاءت الصدمة وهي أنني رسبت في المادة وأخذت علامة أقل من 50 والطريف أن الصدمة لم تكن لي وحدي وأنما لكافة الزملاء في القاعة وعددهم 60 طالبا لأنهم كانوا يعلمون حبي للبحث وكثرة مناقشتي للدكاترة وكثير منهم أعجب فيه وكان من الطريف كذلك أن الصدمة انتقلت لبعض المشايخ ممن كانوا يعرفونني ويثنون على قدرتي في البحث مثل الشيخ عبد الله السكاكر والشيخ عبد العزيز العويد وتفاعلو مع الموضوع وتواصلوا مع الشيخ مشرف البحث وكان في مرتبة (معيد) وقتها وجاءت الصدمة الأكبر وهي أن سبب قيام المشرف برفض البحث هو أنني كنت أظهر شخصيتي في البحث وأناقش الأقوال وانتقدها وكان هذا الإسلوب مرفوضا لديه وكان يرى أن الباحث يجب أن يكتفي بالنقل عن السلف والعلماء المتقدمين دون أن يكون له أي رأي أو انتقاد وأنه حتى إذا كان يوجد نقد أو ملاحظة فيجب أن تصدر أيضا عن أي عالم من السلف أي بعبارة أخرى يجب أن يكون البحث عبارة عن قص ولصق وتجميع للأقوال وحسب وحاول معه الدكاترة لإثناءه عن قراره الغريب إلا أنه لم يستجب فلجأت إلى تقديم شكوى لمجلس الكلية وجاءت خاتمة الصدمات وهي أن شكواي تم رفضها واضررت لإعادة المادة برغم أن بحثي كان من أفضل البحوث بشهادة الدكاترة المذكورين!
*نصيحة او توجيه تلقيته في مرحلة عمرية وكان له دور في حياتك الدراسية والعملية ممن صدر وما هو؟
من الكلمات الجميلة التي لا زالت في ذاكرتي وشعوري ما كان يردده الشيخ العثيمين كثيرا في دروسه وهو قوله (على الإنسان أن يستدل أولا ثم يعتقد ولا يصح أن يعتقد ثم يستدل) وهو يشير إلى أن أصول البحث العلمي تقتضي من الباحث أن يبحث الألدلة أولا ويكون قناعته من تلك الأدلة وليس العكس بأن يتبنى فكرة معينة ثم يبحث لها عن أدلة توافق هواه.
ومن جانب آخر فلا أستطيع أن أنكر مدى تأثير محاضرات الدكتور صلاح الراشد على طريقة تفكيري خصوصا فيما يتعلق بالتنمية الذاتية والإيمان بالتغيير وعدم الخوف منه بل ومحاربة الخوف أصلا وإبعاد أشباحه عن القرارات المهمة في الحياة وكذلك ما يتعلق بالتخطيط للحياة وهنا أذكر أنني قبل أن أستقيل من عملي بهيئة التحقيق سمعت له محاضرة عن وضع خطة للحياة وقمت بعدها مباشرة بإعداد خطة مكونة من بعض العناصر الرئيسية ثم أهملت الخطة وكانت محفوظة في كمبيوتري ونسيتها لما يقارب الثلاث سنوات ثم بعد ذلك وجدت الخطة بطريق الصدفة وعندما قرأت البنود التي وضعتها اكتشفت أنني حققت ما يزيد على 80? مما كتبته فيها وكانت دهشتي في أنني في تلك السنوات لم أكن استحضر الخطة نهائيا واكتشفت أنني بمجرد كتابتها تم حفظها في عقلي الباطن وقام العقل الباطن بتحفيزي داخليا لتحقيقها دون أن أشعر ولذلك فإني أنصح كل شاب في مقتبل حياته أن يكتب مخططا لمستقبله وطموحاته ويجب أن تكون مكتوبة.
•• لديك 5 رسائل مفتوحة:
1 – الأمير محمد بن نايف
كنت ولا زلت أعتبر نفسي من أبناء وزارة الداخلية وعشقي وحبي لهيئة التحقيق شعور لا أستطيع مقاومته إلى هذه اللحظة هذا على المستوى الشخصي وأما على المستوى العام فكثيرا ما أسأل نفسي ماذا كان فعل الإرهاب بالوطن لولا وقوف سموكم ومحاربتكم له فكريا وأمنيا.. منصور يا حامي الوطن.
2 – معالي وزير العدل
يمكن أن أحسد أو أغبط أي وزير إلا من يتولى وزارة العدل لأن مسئوليته أمام الله وأمام الناس عظيمة وجليلة ولأن الثقافة القضائية الحالية تحتاج للكثير من الغربلة والتأطير وفرز الأولويات ومواكبة التطور الحقوقي العالمي في ظل أن القضاء والقضاة لم يعتادوا على النقد والتغيير لعشرات السنين السابقة وإلى اللحظة التي قرر فيها الملك عبد الله رحمه الله أن يجبر فيها جهاز القضاء على مواكبة التطور من خلال مشروع تطوير القضاء … أنا متفائل جدا بقدوم معاليكم واهتمامكم الظاهر والملموس بالمحامين وأدعو الله دائما لكم بالتوفيق والإعانة.
3 – أمين جدة
أعلم تماما أنكم أتيتم اليوم على تركة قديمة ليس من السهل تصحيحها في يوم وليلة ولكن هذا هو تحدي الكبار وأنت منهم إن شاء الله.
4 – القضاة
أنتم دعامة كل مجتمع ورمز استقراره وعدالته واتطلع لأن تكون العلاقة بين القاضي والمحامي علاقة تكامل وتعاون واحترام وأن يتم الاهتمام بإعطاء المحامي حقوقه النظامية وصيانتها بنفس درجة الاهتمام والحرص والحزم الذي تتم فيه محاسبته إذا أخطأ.
5 – شباب جدة وفتياتها
جدة غير .. وأنتم غير .. وكل من يعرفكم عن قرب يعلم أنكم مختلفين في إسلوبكم وتفكيركم ثقوا بأنفسكم وقدراتكم وعيشو أنفسكم وشخصياتكم ولا تتقمصوا شخصيات أو حياة أشخاص آخرين خططو لحياتكم من منطلق رغباتكم وقدراتكم ولا تهتموا كثيرا بنظرة الناس لكم ولكن اهتموا بمصداقيتكم مع ذواتكم واجتنبوا لوم الآخرين على قصوركم وأخطائكم وتأكدوا أن السعادة مشاعر داخلية يمكن الحصول عليها ذاتيا ولا علاقة لها بالمال أو الجاه أو غير ذلك من الماديات وننتظر منكم أن تدفعو بالوطن إلى مستقبل مختلف تبذرون فيه صوابكم وتتلافون منه أخطائنا.
•• لك وجهة نظر حول الاستعانة بالشهود لتحديد رؤية الهلال لماذا رفضت هذا النهج وطالبت بالاستعانة بالتقنية الحديثة عوضاً عن ذلك؟
• تثور مسألة رؤية الهلال كل عام وفي رأيي أنها أحد نماذج التقليدية في مدرستنا الفقهية، فرؤية الهلال تحولت من كونها وسيلة إلى غاية وعبادة، نعم هي عبادة بالمعنى العام وليس الخاص، وهي قطعا وسيلة وليست غاية فهي وسيلة لمعرفة دخول الشهر، وهي مثل تحديد مواقيت الصلاة بالظل أو شروق الشمس وغروبها فهي وسائل الغاية منها الوصول إلى الهدف وهو معرفة دخول الشهر أو دخول وقت الصلاة، وقد استقر عند المسلمين اليوم تحديد مواقيت الصلاة بالحسابات الفلكية وعدم اشتراط أن يخرج المؤذن في كل صلاة ليرى الشفق أو الظل بعينية، ومن يشترط الرؤية يحتج بالحديث (صوموا لرؤيته) وهو تمسك باللفظ لا معنى له لأنه جاء في أول الحديث: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فهو صلى الله عليه وسلم وصف الحال وعلل الاستناد على الرؤية بكون الأمة لا تزال أمية ولا تملك إلا خيار الرؤية وأما اليوم فلم يعد الأمر كذلك فقد أصبحنا نكتب ونحسب ونستطيع تحديد حركة الأفلاك والنجوم بأجزاء الثانية وهي أوثق من شهادة الشاهد الذي قد يخطيء أو يتعمد الكذب، ورمضان هو شهر مثل بقية الشهور ويجب أن يسري عليه ما يسري على غيره وها هو شهر الحج وبرغم ما فيه من العبادة المرتبطة بزمانه إلا أننا لم نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر برؤية هلال ذي الحجة كما هو هنا مما يؤكد على أن معرفة دخول شهر رمضان هو من أحكام الوسائل التي يمكن تحقيقها بأي سبب مباح كأي شهر.
•• في مقال سابق استغربت من المطالبين من النساء تغطية وجهوهن.. ما دليلك؟
• ليس غريبا أن يتبنى المجتمع رأيا فقهيا معيناً ولكن الغريب عندما يكون هذا الرأي (شاذا) من حيث عدد القائلين به ومع ذلك يتم التعامل مع المخالفين على أنهم هم الشذاذ!! القول بأن المرأة كلها عورة يقول الإمام ابن عبد البر عنه في كتاب «الاستذكار» إنه لم يقل به من السلف إلا أبو بكر عبد الرحمن ووافقه أحمد بن حنبل في رواية (والمذهب على خلافها) يعني 2 فقط من السلف من قال بذلك وكما نعلم فإن مئات ملايين المسلمين اليوم عالمهم وجاهلهم يرون هذا الرأي ولا يوجد من يقول بخلافه سوى نحن (بضعة ملايين) ومن تأثر بنا.. طبعا الأحكام لا تؤخذ بالقلّة والكثرة ولكن حينما يكون أتباع القول بكشف الوجه بهذا الكم فلا يجوز التعامل معه على أنه شاذ أو كلام علمانيين كما يروج البعض.. كذلك لا يجوز الإنكار فيه على المخالف بمثل تلك العبارة الفظة (غطي يا مرة) وهذا هو بالتحديد مثار انتقادي واستغرابي وهو عدم احترام الرأي المخالف ووصف معتنقه بالشذوذ مع أن الشاذ هو نحن اذا أردنا أن ننظر للموضوع من زاوية الشهرة والشذوذ.
•• فرحت بعد مقتل بن لادن.. هل كنت سعيد بموته؟
• فرحت جدا بمقتل الخارجي الضال أسامة بن لادن.. هذا الرجل الذي سفك دماء المسلمين وغير المسلمين في أنحاء العالم وأغرى آلاف الشباب بالانتحار تحت مسمى الشهادة الزائفة, ومع الأسف كثير من الناس ينخدع بمظهر هؤلاء الأشخاص وكلامهم باسم الله, هذا الرجل أساء إلى الإسلام وصورته عند العالم بشكل لم يشهد له التاريخ أي مثيل وحصل بسببه من الصد عن سبيل الله ما لم تستطع فعله أكبر منظمات التنصير والتهويد في العالم…ولا ننسى حوادث مجمع العليا والمحيا والخبر في السعودية أرض الحرمين ..نعم هنأت العالم الإسلامي بمقتل هذا المنحرف ليس حبا في القتل ولكن من قتل أبنائنا واستباح دمائنا فالعدل يقول: العين بالعين.
•• يمكنك البكاء ان اردت فسطحي الزجاجي مقاوم للبكاء.
•• ماذا قصدت من اطلاقك لهذه العبارة؟
• هذه العبارة أرسلها لي أحد الأصدقاء عندما كان يختبر المساعد الشخصي الموجود في هاتف آيفون وذلك بعد قيام شركة أبل بتعريبه حيث قال صديقي للمساعد الشخصي (Siri): أنا حزين! فكان جواب الهاتف له هو هذه العبارة والحقيقة أنها أدهشتني مثلما أدهشة صديقي وكنت ولا زلت أتساءل إلى أي مدى يمكن أن يصل مستوى الذكاء الصناعي.
•• سمعت بأن لك ميولا تقنية وتستطيع برمجة الحاسب الآلي فهل هذا صحيح؟
• نعم أنا أستطيع البرمجة بعدة لغات في الحاسب الآلي وهذه هي أفضل هواياتي منذ أكثر من 25 عاما حيث تعلمت البرمجة بلغة الآلة على المعالج القديم 8086 وقد كنت على وشك الدراسة في تخصص الحاسب الآلي في جامعة الملك عبد العزيز وغيرت رأي في اللحظة الأخيرة ولكن ظلت هذه الهواية تلاحقني بقوة وإلى اليوم وعندما كنت محققا بهيئة التحقيق قمت ببرمجة برنامج لتخزين القضايا والموقوفين وقمت بتأسيس أول شبكة حاسب آلي في هيئة التحقيق والادعاء العام على مستوى المملكة وتم إدخال أكثر من 60 ألف قضية ونحوا من 300 ألف متهم بداخله وكان من نتائج نجاح هذه الشبكة أن الرئاسة في هيئة التحقيق اقتنعت بالموضوع وتم عرضه على سمو وزير الداخلية وتم تبني المشروع رسميا وتم تعييني ضمن الفريق الفني المكون من هيئة التحقيق ومركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية وقدمت لهم التصميمات الكاملة لنظام القضايا والاتصالات الإدارية ونظام السجون وهي مقتبسة أساسا من برنامجي وكان المبرمجون من الشركة المنفذة يحضرون إلى مكتبي وكنت أنتقل لهم أنا أحيانا لشرح أعمال الهيئة وطرق تفعيل الأعمال إلكترونيا، وأما الآن فقد طورت نفسي وتعلمت برمجة الآيفون عن طريق حضور دورات متخصصة في جامعة ستانفورد الأمريكية عن بعد وقمت بعمل بعض البرامج على الآيفون مثل «مفكرة المحامي» وبرنامج «بالهجري» وحاليا يعمل مكتبي للمحاماة بنظام الكتروني وأرشيف إلكتروني متكامل من تصميمي وبرمجتي ولدى جميع العاملين في المكتب نسخة من البرنامج على جوالاتهم لتحديث بيانات العملاء فوريا وكذلك موقعي على الشبكة العنكبوتية هو من تصميمي بالكامل ودون الاستعانة بأي خبير.
•• لا تظن ان الناجحين جاءتهم الفرصة بالخطأ أو صدفة.
من تقصد بهذه العبارة؟
• يعتقد كثير من الشباب عندما يشاهدون بعض الناجحين في حياتهم أن السبب وراء ما هم فيه من النجاح هو لعبة الحظ أو المصادفة، والحقيقة أن هذا الاعتقاد يتنافى مع الواقع بشكل كبير لأننا إذا نظرنا في سيرة هؤلاء الأشخاص سنجد أنهم قبل أن تأتيهم اللحظة الحاسمة التي نقلتهم نوعيا وغيرت حياتهم كانوا قد أسسو أنفسهم وبنوا الأرضيات الأساسية لاستقبال هذه اللحظة، طبعا هم لم يكونوا يعلمون بأنها ستحصل وليس لهم أي علم بتوقيت حصولها ومن هنا يظن بعض الناس أنها صدفة بينما هي في واقع الحال نتاج زراعة سابقة وتهيئة سابقة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فإن كثيرا من الناس يهيئ الأساسات ولكنه يتباطأ في استغلال الفرصة عندما تلوح له فلا يستفيد منها وبالتالي لا يستفيد من التأسيس السابق ومن هنا فإنني أرى أن المعادلة المتكاملة للنجاح هي في تهيئة النفس والمناخ المحيط لاستقبال الفرص هذا أولا ، وثانيا: استغلال الفرصة عندما تظهر وعدم التكاسل أو التخاذل في انتهازها بعد ذلك.
•• في رأيك .. ما أبرز الاسباب التي أدت الى كثرة حدوث الطلاق في مجتمعنا وكم تشكل نسبتها من القضايا التي تباشرها كمحامي؟
• ذكرت في تغريدة لي إن أهم الأسباب هي أن مفاهيم الزواج الإنساني (غير الحيواني) غير مفهومة عن الكثيرين، وهذا مع الأسف واقع وصحيح فقد حصل تشويه كبير لمعاني الزواج وتم اختزالها في الجنس ونتائجه وأعني بذلك العلاقة الجسدية والأولاد وتبعا لذلك غاب عن الأذهان روحية العلاقة وسموها وجمالها المعنوي والعاطفي الذي عبر الله عنه في القرآن بقوله (خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فهذا السكن النفسي والعاطفي المصحوب بالمودة والحب واهتمام وحرص كل طرف على الآخر ومشاركته أفراحه وأحزانه هو من الأغراض الأساسية في العلاقة وكذلك أجد من الأسباب الكبرى في انهيار العلاقات إسلوب السيطرة والتهميش الذي نمارسه نحن الرجال على النساء في مجتمعنا بحجة فرض الرجولة ويترتب عليه عزل المرأة عن المشاركة الفعلية في الحياة وتحييدها عن القرارات والمسئوليات حتى تتحول المرأة مع الوقت إلى كائن ساذج تافه التفكير لا يتحدث إلا في السطحيات ولا يفكر إلا في الصغائر ومع أن الزوج والوالد قبله هو من ساهم في تكوين هذا المرأة المشوهة إلا أنه يبدأ بالتذمر منها ولا يجد أنها تستحق المشاركة ولا يجد لديها ما يتوافق معه فكريا وثقافيا فيتجه إما للأصدقاء أو أن يتزوج بإمرأة غير سعودية لم يطالها التدمير المجتمعي ليعوض النقص الذي يشعر به وكذلك من الأسباب صعوبة اختيار الزوجين لبعضهما في ظل القيود الاجتماعية التي لا تمكن الرجل من الاختيار الصحيح والاعتماد بدلا عن الاختيار الشخصي على اختيار الأم أو الأخت لموضوع كبير مثل الزواج والخطير في الموضوع أن قرار الزواج هذا الذي يتم اتخاذه في مجتمعنا في لحظة عابرة تكون نتائجه ممتدة لباقي العمر أي لعشرات السنين القادمة وأخيرا وليس آخرا فإن تعقيدات الزواج التي نرى أنها آخذة في الازدياد والتوسع والتفنن برغم انخفاض الأوضاع الاقتصادية وكذلك الأعراف الاجتماعية التي تجعل الزواج مثل الوشم الذي أذا طبع لا يزول فلا يتمكن الرجل أو المرأة من تكرار التجربة والمحاولة للوصول إلى الشريك الصحيح لأنه بمجرد أن يخوض التجربة الأولى يصبح من أصحاب السوابق المرفوضين اجتماعيا سواء كان رجلا أو امرأة وعموما فهذا الموضوع حساس ومؤلم ويحتاج إلى وقفات صادقة وحازمة على مستوى أهل الرأي والفكر وعلى مستوى المسئولين في الدولة.
•• في احدى تغريداتك طلبت من بعض المتابعين حذف اسمك من هم الذين كنت تقصدهم؟
•• كان ذلك لبعض الأشخاص الذي فهموا بالخطأ بعض أطروحاتي التي انتقدت فيها بعض الآراء وبعض الجهات الرسمية وغير الرسمية أنني معارض سياسي وتوقع أنني أسير في خط مناهض لولاة الأمر فطلبت منه ومن أي شخص يظن أنني معارض سياسي أن يحذفني من قائمته لأنني ببساطة لست كذلك وفي الحقيقة هذه إشكالية نعاني منها في مجتمعنا أعني غياب الوسطية وغلبة التطرف في الفكر والفهم فالناس تجدهم إما مطبلين مداحين ويعتبرون أي نقد يتم توجيهه لأي مسئول حكومي أو أي جهاز حكومي خروجا على ولي الأمر ونكثا للبيعة وعصيانا للطاعة وإما إنك تجده في طرف آخر فلا يستطيع أن يرى لدولته وحكومته وولاة أمره أي حسنة مهما عظمت ويراك مداهنا منافقا إذا أثنيت على أي عمل يصدر من الدولة فمع الأسف الشديد نجد أن الإنصاف عزيز ونادر والتطرف هو السوق الرائج.
• بعد اعدام 47 ارهابياً. قلت إن شاء الله نسمع الاعدام النهائي لكل الافكار المتطرفة ومتابعيها.
•• هل تقصد ما ينشر في تويتر وغيرها وهل هم كثر؟
• نعم وقد أعجبتني عبارة أحد الجنود في البرنامج الذي بثته أحد القنوات الفضائية عن دور القاعدة في السعودية حيث قال (من السهل أن تقتل إرهابيا ولكن من الصعب أن تقتل فكره) ولذلك فإن الإنجازات الأمنية التي حققتها وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب هي عظمية ونوعية بكل مقياس ولا يستطيع أن ينكرها إلا جاحد ولذلك فإني أتمنى في المقابل أن نصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها القول بأننا قضينا على الفكر المتطرف من جذوره لأن هذه اللحظة هي التي سينتهي معها هذا الشبح المخيف نهائيا وأما الحلول الأمنية فهي لازمة ومهمة لحفظ الأمن ولكنها لا تستطيع وحدها القضاء على الفكر الذي يحتاج إلى فكر مضاد متكامل ومقنع ولا يمكننا الوصول إلى هذا الفكر المضاد إلا من خلال الصدق مع الله والجدية في البحث العلمي المحايد الذي يقدم صحة المعلومة على أي اعتبار آخر وبالطبع فإن قنوات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم المنبر الأول الذي تجتمع تحته كل أطياف المجتمع ويتم من خلالها ترويج الأفكار والعقائد بشكل لم يشهد له التاريخ أي مثيل وهذا يؤكد على ضرورة الخروج من المسلمات القطرية والإقليمية ومناقشة ما يحتاج إلى مناقشة في مناخ أكثر تسامحا وتوسعا لأن الشباب اليوم ليسو كشباب الأمس يجلسون تحت أقدام خطيب الجمعة ويأخذون منه دون اختيار أو نقد ويعتقدون بأنه يمثل الحقيقة المطلقة وإنما شباب اليوم يتواصلون مع الدنيا بأسرها وأفكارها وطوائفها في شرق الأرض وغربها وإذا لم يكن خطابنا الداخلي موضوعيا وعلميا ومشبعا لفضولنا الفكري والمعرفي فإن الشباب سيرحلون عنه وسيقعون ضحايا للأفكار المتطرفة والعقائد المنحرفة وبلادنا ولله الحمد تزخر بالعديد من المفكرين وطلاب العلم الجادين وإذا أعطيناهم المجال دون تحفظات أو مجاملات أو مبالغات في وضع المحاذير والممنوعات فإنهم إن شاء الله قادرون على الخروج بصيغ علمية ومنهجية صافية تحمي شبابنا إن شاء الله من الأفكار المتطرفة فالموضوع يحتاج لتحقيقه إلى وقفه صادقة وجريئة ليس إلا.
•• في جدة حسب علمي نحو 2000 محام هل تعتقد أن عددهم كافٍ لتغطية احتياجات جدة من خدمات المحامين؟
• لا أعتقد ان هذا العدد كافي فسكان جدة يحتاجون لعدد اكبر والقضايا معدلها في نمو متصاعد ونأمل في تطبيق نظام الزام مراجعي المحاكم بالتعاقد مع محام لإنجاز كافة معاملاتهم بالمحاكم فلازلنا نحن الدولة الوحيدة في العالم التي ستتقبل المراجعين مباشرة دون وجود محام باستثناء بعض القضايا وهذا النظام يحفظ للقاضي مكانته وللمواطن وقتهم ويعطي المحامي او وكيله فرصة لإنجاز معاملة المواطن أو المقيم دون ضياع للوقت.
•• هل تذكر قضية معينة باشرتها وواجهت فيها بعض الصعوبات؟
• نعم وهذه كانت لمريض عقلي سعودي الجنسية من مكة المكرمة قتل ممرضاً برشاش أخيه في المستشفى وذلك لاعتقاده ان الممرض حاول ايذاءه وذلك من خلال رؤيا في المنام. وأحيل لهيئة الرقابة والتحقيق ومن ثم للمحكمة ولم يراع المحققون الاختلال العقلي والذي يعاني منه القاتل ووفقت بحمد الله في اقناع القضاة بضرورة احالته للطب لاختبار قواه العقلية وصدر تقرير اللجنة الطبية الشرعية بعدم مسؤوليته جنائياً وتم نقض حكم القصاص السابق.
•• هل تذكر أسرع قضية باشرتها وتم الوصول لحل نهائي في وقت قياسي؟
• بعض القضايا تتوقع ان تنتهي في جلسة او اثنتين ويحدث العكس وتتأخر لظروف ما وتظل تتابعها لعام كامل او اكثر. وقضية تتوقع ان تطول في يدك ولكن تنتهي في جلسة واحدة وعلى العموم بعض القضاة هداهم الله هم من يتحكم في مثل هذه الامور فقاضي يؤخر الحكم عدة جلسات وقاضي اخر يحكم من اول جلسة وهناك عوامل اخرى تساهم في التأخير او الانجاز السريع مثل حضور كافة الاطراف ووضوح الادلة وغيرها من البيانات التي يعتمد عليها القاضي.