الأرشيف مقالات الزملاء

المجد لكم يا شباب السودان

شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بقوة غير متوقعة في تنشيط العمل التطوعي وانخراط الشباب السوداني في الأعمال الخيرية المجردة من الفعل السياسي أو الأمراض الاجتماعية مما يدل على أن أمتنا مازالت بحمد الله بخير وأن شبابنا على قدر المسؤولية الدينية والوطنية.
وإن كان العمل التطوعي في السودان قديماً جداً وراسخ الجذور في كل المناطق التي عرفت ومارست الفزع والنفير واكرام الضيف والتكية, والمسيد لتلاميذ حفظ وتلاوة القرآن الكريم وأزيار ماء السبيل والمساهمة في تكاليف الأفراح والاتراح وإيواء طلبة العلم ورعايتهم من داخل السودان وخارجه انطلاقا من قيم الإسلام التي تظلل النفوس وتدفعها لأعمال البر.
وعرف السودان العمل التطوعي المنظم بتأسيس جمعية الهلال الأحمر السوداني في 1923م وصدور قانون تسجيل الجمعيات الطوعية في عام 1957م وبعد موجة الجفاف والتصحر في أواخر عام 1984م دخلت ولأول مرة أعداد كبيرة من منظمات الإغاثة الأجنبية إلى البلاد.
غير أن ما فعلته شبكات التواصل الاجتماعي كان شيئاً يسر القلب وللتدليل على ذلك فقد شاهدت حلقة في فضائية سودانية مع ثلاث فتيات حكت كل واحدة منهن تجربتها في هذا المجال الأولى قالت إنها دعت كل من يستطيع أن يتبرع ببطانية أن يستجيب لندائها وفعلاً تحقق لها ذلك وتسلمت أكثر من ثلاثة آلاف بطانية لتقوم بتوزيعها بنفسها على المحتاجين في ليل العاصمة شديد البرودة في هذه الأيام وقد نجح هذا الفعل الخير وتوسع من بعد ذلك أما الثانية فقد عملت على تحضير (سندوتشات) وتوزيعها أيضاً على المحتاجين أما الثانية فقد قامت بحملة أيضاً في نفس المجال واستقطبت آخرين ليتفق الجميع على التنسيق فيما بينهم.
هذا قيض من فيض فما حدث من قبل في أيام الفيضانات والسيول وحملات تطعيم الأطفال كان ملحمة فريدة أبطالها الشباب والحمد لله من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *