جدة – وجدان زعوري
سلطان بن عبدالرحمن المسعود ، 36سنة ، مبتعث لدراسة هندسة الإنتاج الصوتي، في الولايات المتحدة الأمريكية ، يشير إلى تغير كبير للأفضل في أسلوب حياته بعد مضي فترة ليست قليلة على ابتعاثه؛ حيث اعتاد النوم مبكراً، وأصبح أكثر تقديراً للوقت وأكثر اعتماداً على نفسه ، بالإضافة بالطبع للمعارف الجديدة التي تفتحت أمامه في مجال تخصصه.
فكرة الزوجة
يرجع المسعود الفضل في تفكيره بالابتعاث للخارج إلى زوجته، حيث اقترحت أن يغادرا سويا من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وكانت الفكرة نقطة تحول في حياة الأسرة ، يوم بدأوا مشوار البعثة.
اللغة.. أولى الصعوبات
ويضيف أن أكثر الأمور الصعبة التي تواجه المبتعث في أول مشواره؛ تعلم اللغة الأجنبية، وكانت الإنجليزية بالنسبة له ، كاشفا أن الصعوبة ليست في اللغة ، وإنما في الضغط النفسي، والخوف من الفشل، وإتقان اللكنة ، وردود أفعال الزملاء ، خاصة من البلد المبتعث فيه، مشيراً إلى أنه نجح في تجاوز كل هذه الصعوبات بالإصرار على النجاح ودعم الزوجة.
• أسلوب حياة مختلف
وينوه المسعود إلى التغير الكبير في نمط حياته ورؤيته للأمور وقناعاته : “ما عاد السهر مثلا موجود في قاموس حياتي اليومية، الوقت صار عامل مهم ، نظمت أموري ، خاصة ضبط الموازنة المالية، والأهم هو شعوري بزيادة الإنتاجية والتحصيل العلمي”.
ذكريات (الكبسة)
ويدلل المسعود على حجم التغيير في أسلوب حياته وأسرته بأن(الكبسة) صارت من الذكريات الجميلة ، ومن الأكلات التي نادراً ما يتناولها ، خاصة بعدما تعودوا على أسلوب حياة مختلف ، حيث اختلفت نوعية الأكلات، ومن فترة لفترة تطبخ لهم زوجته الكبسة، ولما زارتهم والدته لفترة في أمريكا ، رجعت نكهة الكبسة المفضلة؛ لأن كل شاب يحب غالبا “طبخ أمه” الذي تعود عليه من صغره.
دورة بصناعة القهوة
ورغم عشقه للقهوة العربية مع التمر ، إلا أنه مع الوقت ، وفي ظل صعوبة توافرها وندرة التمر ، بدأ يتعود على القهوة الأمريكية السوداء التي لم يكن يستسيغها من قبل ، ولأنه من المكثرين من شرب القهوة ، صار يشرب قهوة “الإسبرسو” سادة بدون أي سكر أو إضافات، ومؤخراً حصل على دورة في صناعة القهوة في “كوفي شوب” ، حتى يستطيع تحضير قهوته المفضلة بنفسه .
تلاشي (الغربة) تدريجيا
ويؤكد المسعود أن الإحساس بالغربة يتلاشى تدريجيا ، ومع الوقت يحل محله التعود وتقبل الواقع والحياة الجديدة ، مشيراً إلى أنه حمل معه من المملكة السفرة وعدة القهوة و بهارات الكبسة، وغيرها من الأغراض، ثم مع الوقت تعودوا على أسلوب الحياة في أمريكا ، إلا أنه يشدد على أنهم حملوا معهم وداخلهم تعاليم الدين السمحة والقيم الأصيلة والأخلاق ؛ وهذه الأشياء غير قابلة للتغير ، بل تشجعهم على التعايش مع الناس بمبادئ الأخلاق والاحترام.
مستقبل واعد برؤية 2030
ويرى المسعود مستقبل المملكة واعد ، خاصة في ظل رؤية 2030 ، والتحول من اقتصاد الريع إلى الاستثمار والتنمية المستدامة ، مما سيفتح آفاق العمل والمستقبل للشباب ، متوقعاً بعد عودته للسعودية ، الحاجة لوقت بسيط للتأقلم مع أسلوب الحياة في الوطن، ثم العمل المتواصل لتحقيق استهدافات خطط التنمية السعودية الطموحة التي تعمل عليها القيادة.
ثقافة العمل
ويتمنى المسعود أن تسود المجتمع السعودي ثقافة العمل ، وعدم النظرة الدونية لمهن معينة ، حيث أن المجتمع الأمريكي يقدر كل المهن ، والمهم ليس طبيعة العمل ولكن النجاح فيه ، وأن المشروعات الصغيرة مهمة جداً للاقتصاد ، وليس هناك مهنة مرموقة وأخرى وضيعة ، وأثرياء أمريكا بدأوا حياتهم في أعمال متواضعة.
