بدأت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية اليوم، أعمال المؤتمر العربي العشرين للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب، بمشاركة ممثلين عن الدول العربية وجامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومؤسسات دولية تعني بمكافحة الإرهاب.
ورأس وفد المملكة إلى المؤتمر مساعد مدير عام المباحث العامة للتعاون الدولي العميد عبدالله بن سعيد القحطاني.
وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته الافتتاحية أن العمليات الإرهابية الجبانة.
التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية مؤخراً تشير إلى تحديات جديدة في مجال مكافحة الإرهاب خاصة بعد إفلاس هذه التنظيمات مقابل نجاح الجهود العربية والدولية في مكافحة أنشطتها.
وشدد في هذا الإطار على أهمية تنبه الأجهزة الأمنية العربية لتحديات أنماط مشاركة المرأة مع الجماعات الإرهابية؛ إذ تسعى هذه الجماعات جاهدة إلى استقطاب النساء في صفوفها لتيسير عملياتها الإجرامية، نظراً للوضع الخاص الذي تتمتع به المرأة في المجتمعات العربية.
وتطرق معاليه إلى أهمية مسألة المواطنة الرقمية ودورها في مواجهة الإرهاب الإلكتروني في ظل الاستخدام المتعاظم لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات الإرهابية للتجنيد والتواصل مع أتباعها وبث خطاب التطرف والعنف.
وفي ظل استخدام الإنترنت لقرصنة المواقع وتعطيل الأنظمة المعلوماتية التي لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها في مختلف مناحي الحياة المعاصرة , مؤكداً ضرورة اتخاذ تدابير جماعية لمواجهة الجريمة السيبرانية عموماً واستخدامها في الإرهاب خصوصاً ، ومبرزاً سعي الأمانة العامة للمجلس إلى إنشاء وحدة في نطاق المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية للتصدي لهذا النوع من الجرائم الخطيرة .
وسلط معالي الدكتور كومان الضوء على موضوع السلوك الإرهابي وارتباطه بالنواحي النفسية التي تجعل إنساناً ما قابلاً للاستقطاب من قبل دعاة التطرف ومستعداً للانخراط في العنف، مشيراً في هذا الصدد إلى أهمية فهم الأسس النفسية والسلوكية التي تدفع بهذا الشخص أو ذلك لارتكاب الفعل الإرهابي حتى يتحقق النجاح لجهود الوقاية من الإرهاب ولمساعي تحصين أبناء المجتمعات العربية من الانزلاق في درك الإجرام.
من جانبه أكد العميد عبدالله القحطاني في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أهمية مثل هذه المؤتمرات في دعم وتنسيق التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي توفير الفرصة للالتقاء وتبادل الخبرات والمعارف بين أصحاب الاختصاص في مكافحة الجرائم الإرهابية , علاوة على الاطلاع على آخر الاستراتيجيات في هذا المجال .
وشدد على أن تواتر مثل هذه المؤتمرات دليل على الإصرار والعزم المتواصل من القيادات في البلدان العربية على مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله.
مشيراً في هذا الصدد إلى الخطوات الكبيرة التي قطعتها الأجهزة الأمنية في المملكة بتوجيهات من القيادة الرشيدة ـ أيدها الله ـ في مكافحة الإرهاب والتصدي للكثير من المخططات الإرهابية.
وأشاد العميد القحطاني بما تقدمه المملكة من دعم لمختلف المنظمات المعنية بمكافحة الإرهاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
مشيراً في هذا المجال إلى مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي تم إنشاؤه مؤخراً في المملكة، الذي يمثل نقلة نوعية في الحرب على الإرهاب ورؤية ثاقبة في التعامل مع الممولين لهذه الآفة والإصرار على ملاحقتهم وتتبعهم.
وناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات من بينها نتائج تطبيق توصيات المؤتمر العربي التاسع عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب.
ومشروع آلية للحيلولة دون انتقال المقاتلين إلى مناطق الصراع وبؤر التوتر في المنطقة العربية، وأنماط مشاركة المرأة مع الجماعات الإرهابية.
بالإضافة إلى المواطنة الرقمية ودورها في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، واستعراض تجارب الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب.