استجواب الأرشيف

المأساة العمرانية أو المعمارية لدينا

•• بماذا تشعر عندما تدخل أحد بيوت صنعاء القديمة، بل إذا دخلت الى أحد المنازل في حارة الشام أو المظلوم في جدة التاريخية بعد أن تكون قد فقدت أنت كواحد من أبناء المدينة المنورة كل تلك البيوت التي كنت تعيش في كنفها، ويأسرك ابداعها العمراني في تلك الأحياء في الساحة.. أو الطوال.. أو حتى في العنبرية.. بل في مقعد بني حسين.. لاشك سوف تعتريك “غصة” تشعر بها وأنت تعيد ذكرى تلك البيوت التي كانت فأصبحت أثراً.
أذكر قبل سنوات ان سعدت بصحبة بعض الزملاء أن تناولنا غداءنا في منزل الصديق علي الشاطر في صنعاء فلفت نظري ذلك النسق المعماري الذي كان عليه البيت بذلك الاثاث – المديني – أيضاً.. يومها كان يجلس أمامي موسيقارنا الكبير المرحوم طارق عبدالحكيم عندما لفت نظره الى ذلك الاثاث فقال ان الترابط بيننا كبير وقديم، وأذكر أن دخل علينا في تلك اللحظة الشاعر “السوري” الكبير سليمان العيسى يتوكأ على عصاه فقال له طارق:
ايه استاذ بدري على العكاز
فرد عليه وهو يأخذ مكانه بجانبي:
خلاص يا طارق والثمانين قد بلغتها.
عندها رد عليه “طارق”:
شوفني أنا، وقد بلغت الثانية والتسعين بدون عكاز.. رحم الله طارقاً. عندها قال – العيسى – إن البيت الدمشقي له ظلال في بعض بيوت المدينة المنورة كما أعتقد.
فقلت له نعم.. وهذا كان ينعكس في وجود كثير من النقوش.. وأحواض المياه.. وبعض الشتلات الزراعية كل ذلك كان موجوداً في بعض منازل المدينة.
تذكرت كل ذلك وأنا أبحث عن نموذج من بيوتنا القديمة وأنا أقضى فترة عيد الفطر في المدينة المنورة فلم أجد شيئاً من ذلك.
وتلك هي المأساة العمرانية أو المعمارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *