أرشيف صحيفة البلاد

اللغة العربية لغة القرآن

أ – د / عبد الله عبد الرحيم عسيلان

اللغة العربية لغة القرآن، وحسبها ذلك إشراقاً وبياناً وبلاغة ومحيطاً لا يكاد يحده حدّ، من استيعاب الفكر والعلم والثقافة، ومن يتأمل معاجم اللغة العربية على اختلاف أنواعها يدرك ما تختزنه تلك المعاجم من ثروة لغوية هائلة تنتظر من يستثمرها استثماراً صحيحاً سليماً في مجالات العلم والحضارة، وتاريخها الطويل منذ عصر الجاهلية ومروراً بعصر صدر الإسلام وإلى عصرنا هذا شاهد عدل على شموخها وجزيل عطائها وصمودها على رغم ما واجهته من العواصف والأعاصير، ولا غرْوَ في ذلك، فقد تكفل الله بحفظها، إذ هي اللغة التي يتلو بها المسلمون كتابه العزيز على مرّ العصور وتعدد الأجناس والبلدان (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وإذا عدنا إلى العصور الزاهية للحضارة الإسلامية إبان الدولة الأموية والعباسية، وتأمّلنا في حركة الترجمة ندرك مدى استيعاب اللغة العربية لحضارة وعلوم الأمم السابقة، وفي العصر الحديث نشطت الترجمة وظهرت مجامع اللغة العربية وصدرت عنها دراسات جمة تؤكد القدرة الفائقة للغة العربية على مواكبة العصر، وقد أبدع حافظ إبراهيم في قصيدته المشهورة التي يؤكد فيها هذه الحقيقة حين تحدث على لسان اللغة العربية قائلاً:

وسعتُ كتاب الله لفظاً وغـــــــــاية
وما ضقتُ عن آيٍ به وعظـــــــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنســــــيق أســـــــماء لمخترعـــات
على أن الجامعة الإسلامية تقدم خدمة جُلّى وإضافة جليلة، حينما قررت عقد مؤتمر حول اللغة العربية ومواكبة العصر، وحين تأملت المحاور أتوقع أن نحظى بأبحاث مفيدة نافعة تصب في العنوان المختار لهذا المؤتمر، وتكون مصدراً يعتمد عليه فيما يأتي من دراسات وبحوث تخدم لغة القرآن، ولا ريب أن ذلك كله يأتي في إطار النهج الرائد الذي تنهض به الجامعة الإسلامية لتحقيق أهدافها السامية من خلال برامجها العلمية الرصينة ومناسباتها الثقافية والمعرفية المفيدة، انطلاقاً من نهج المملكة العربية السعودية ودورها الريادي في تقديم وتيسير كل ما يحقق طموحات وتطلعات الأمة الإسلامية والعربية إلى حاضر مجيد، ومستقبل زاهر في مشارق الأرض ومغاربها.

رئيــس نادي المدينة المنورة الأدبي