الأرشيف الثقافيـة

اللغة العربية.. غريبة بين أبنائها!

جولة سريعة في شوارع أية عاصمة عربية تدلك على حجم التغيير الذي طال لغتنا الجميلة، فإذا طالعت أسماء المحال والمتاجر ستجدها مكتوبة بحروف عربية لكلمات أجنبية وصرنا نستعمل كلمات مثل \"كوفي شوب\" و \"كافيه\"… وغيرها من الكلمات الأجنبية؛ الأمر الذي صار يشكل خطراً على اللغة العربية ويثير الشكوك حول اندثارها أو تراجعها.
واللغة العربية تواجه اليوم العديد من صور التحدي التي فرضتها العولمة، والثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي، والتقدم الهائل في تقنيات المعلومات والاتصالات، وما تبعها من تغير طال كل مجالات الحياة مما أدى إلى تقارب المسافات وتلاشي الحدود بين الدول والقارات.
والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تعنى بإعلاء شأن اللغة التي هي الوعاء الحافظ للكتاب والسنة, وتدرك المملكة ضرورة مواكبة اللغة العربية لعصرها الحاضر، وارتقاء أهلها بها، إلى مستوى يليق بمكانتها، دون مَساس بأصولها وقواعدها، كما تستشعر خطورة ما تتعرض له اللغة العربية؛ ومن منطلق ذلك جاء انطلاق المؤتمر الدولي الأول للغة العربية مؤخراً في محاولة جادة للحفاظ على اللغة العربية, من سهام تغيير وتغييب الهوية, حمل المؤتمر الذي نظمته الجامعة لإسلامية عنوان \"اللغة العربية ومواكبة العصر\" بمشاركة ٦٦ باحثاً وباحثة من داخل المملكة وخارجها.
والمملكة من أكثر الدول المهتمة بنشر اللغة العربية وتعليمها ولها في ذلك بصمات كبيرة ومتواصلة في شتى أنحاء العالم، وما فتح الأكاديمية السعودية لنشر وتعليم اللغة العربية في الخارج وفتحها في الفترة المسائية لأبناء البلد وأبناء الجاليات العربية هناك، إلا واحدة من الوسائل الكثيرة التي تدعم بها المملكة الدول والشعوب في هذا الجانب.
وفي المملكة أكثر من جهة ومركز متخصص لنشر وتعليم اللغة العربية، منها معهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود، ومعهد اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي جامعة أم القرى وجامعة المدينة المنورة والجامعة الإسلامية، «كرسي صحيفة الجزيرة للغة العربية» في جامعة الأميرة نورة، بالإضافة لمركز الملك عبد الله لتطوير اللغة العربية، وهو مركز أنشئ حديثاً في جامعة الملك سعود، ومركز الأمير سلمان للغويات التطبيقية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى كراسٍ كثيرة داخل السعودية وخارجها، حيث هناك كرسي لتعليم اللغة العربية في روسيا والصين وغيرها من البلدان؛ بهدف تطوير اللغة العربية وتعليمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *