الأرشيف ثقافة

(القنفذة) الغائبة العائدة..

عندما دعتني اللجنة الثقافية الأدبية بـ (القنفذة).. في الصيف الماضي، للمشاركة في نشاطها المنبري بالتحدث إلى أعضائها من الأدباء والشعراء والمثقفين والمثقفات من أبناء (القنفذة) وشبابها وشاباتها عبر (محاضرة) أو (أمسية) أو ندوة من ندواتها – وقد تركت لي الخيار في كل ذلك مشكورة -.. كنت أسرع في الاستجابة لـ (دعوتها).. ربما بأكثر مما توقع الزميل العزيز وسكرتير اللجنة الأستاذ (حسن الجفري) الذي وجه الدعوة لي باسم (اللجنة) عبر اتصال هاتفي.. بداية، ثم أعقبه برسالة (SMS).. لتأكيد الدعوة.
لقد كانت استجابتي الفورية لـ (دعوته).. تعويضية دون شك، فقد كان يتغشاني على الدوام.. شعور بالتقصير نحو مدن البحر الأحمر (زيارةً) فضلاً عن المشاركة في أي نشاط أدبي أو ثقافي لها، وباستثناء مدينة (ينبع).. فلم أزر لا (ضبا) ولا (أملج) ولا (الوجه) التي شُغفت بها منذ أن فاجأني ذكرها على لسان توماس لورانس أو (لورنس العرب) في كتابه الأشهر (أعمدة الحكمة السبعة)، والدور الذي لعبته في إنجاح الثورة العربية الكبرى التي أطلقها من مكة الشريف الحسين بن علي في شهر يونيه من عام 1916م.. إبان الحرب العالمية الأولى، ولم يكن حظ مدن جنوب الساحل الشرقي للبحر الأحمر.. نسبة إلى (جدة) بأفضل من حظ مدن شمالها معي، فلم أزر (الليث) أو (القنفذة) أو أبو عريش مدينة صديقي القاص المبدع الأستاذ عبدالله باخشوين.. ولا حتى مدينة (جيزان) أو جازان صاحبة الحضور الثقافي الأكبر والأعرض في مشهدنا الثقافي من خلال كوكبة أدبائها وشعرائها وكتابها.. الذين لمعوا على مستوى الوطن وليس على مستوى مدينتهم الولاَّدة من أمثال: العقيلي والسنوسي والعمير والصافي وعبدالواحد.. إلى جانب كوكبة الصحفيين الذين أنجبتهم من العمير بـ (سخرياته) إلى الجابر علي عمر بـ (أحلامه) المكبوتة إلى هاشم عبده هاشم بـ (واقعيته) الفاقعة.. أحياناً، إذ لم تتحقق لي زيارتها.. إلا قبل عامين – فقط – عندما دعاني مدير جامعتها المتوثب أ. الدكتور محمد علي هيازع.. لحضور حفل تخرجها لذلك العام وزيارة معرضها لـ (الكتاب) المقام على ضفافه، لأكتب عن (المدينة).. فرحاً بخطاها بعد طول نسيانها، وعن (الجامعة).. منتشياً بما أنجزته في بناء كلياتها وحرمها الجامعي الفاخر والفريد بين جامعاتنا.. كتابة اعتذارية تعويضية عن سنوات النسيان، التي لم أكن من بين أسبابها، إذ إنني شرَّقت وغرَّبت وشمَّلت.. سعياً إلى كثير من مدننا الأقرب إلى جدة كـ (مكة المكرمة) والطائف، والأوسط منها كـ (أبها) و(الجوف) والأبعد عنها كـ (الرياض): محاضراً ومشاركاً في كثير من ندواتها.. وكان أن شرفني مهرجان الجنادرية بتقديم قراءات عن حياة وأعمال ثلاثة من روادنا الكبار ممن فازوا بلقب (شخصية العام الثقافية): (الجاسر).. عام 1415هـ، و(الفقي).. عام 1418هـ، و(عبدالجبار).. عن عام 1421هـ.. في ليالي تكريمهم بـ (اللقب) الذي لا أدري لِمَ تم تغييره مؤخراً..؟!
إخواني وأخواتي:
لا أريد أن يطول بي هذا التمهيد بأكثر مما يجب.. وبأكثر مما يصح، لأعود إلى نقطة البداية في هذه (المحاضرة).. عندما أخذت أتداول الرأي – على الهاتف – مع أخي الأستاذ الجفري حول موضوع (المحاضرة)، ليفاجئني بجاهزيته.. عندما اقترح بأن يكون موضوعها عن (العلاقة الحضارية والثقافية.. بين جدة والقنفذة)، فكانت جاذبية الموضوع، والتصاقه بالواقع.. حاسمة، في تبديد ما لاح لي من صلاحية التحدث عن (ليالي البحر الأحمر وموانئه) في محاضرة كهذه.. وعلى شواطئ ثغر من ثغوره: مدينة القنفذة.. شيء كذلك الذي تحدث به – مع الفارق – شاعر النيل (حافظ إبراهيم)، وقد أخذته ظروف عيشه الصعب إلى (السودان) ضمن بعثة القائد العسكري البريطاني (كيتشنر) عام 1896م.. ليقيم في تلك القرية النائية (سطيح) على مفرق النيلين (الأزرق والأبيض) أو عند التقائهما.. ويكتب أحاديثه أو ذكرياته عن (ليالي سطيح)، لأطوي عن خاطري فكرة الحديث عن (ليالي البحر الأحمر).. والعودة إلى مقترح الأستاذ الجفري بالحديث عن (العلاقة الحضارية والثقافية بين جدة والقنفذة)..؟!.
على أي الأحوال.. وأياً كان خياري آنذاك، فقد كان لابد من العودة إلى المراجع والمصادر التاريخية.. بل وإلى المعاجم.. لأرى وأتأمل ما قالته عن مدينة (القنفذة) وتاريخها وحياتها وعلاقاتها وفي خاطري سؤال أولي ملح يبحث عن إجابة له هو: (لِمَ سميت بالقنفذة)..؟ هل لتكاثر حيوان (القنفذ) فوق أرضها أم لندرته..؟ لكن الذي أبهجني وأنا أقلب صفحات تاريخها.. هو ذلك التوصيف الذي أورده (المعجم الوسيط).. عن (القنفذ).. بأنه (يقضي الليل ساعياً)!!.. حتى ليقال عن الإنسان بأنه (قنفذ ليل).. لا ينام!! وهو ما يعني ضمناً.. بأننا في مدينة لا تنام.. مدينة تحب الحياة والليل.. وتعشق السهر!! إلا أنني لم أجد ما يشبعني ويغنيني أو يفي ويكفي لمحاضرة عن تلك (العلاقة).. سوى ما اختزنته معار في الشخصية وذاكرتي السمعية.. من أن (جدة) كانت مهجراً لأبناء القنفذة على الدوام، وأنهم أقاموا بها وخالطوا أهلها وتصاهروا معهم حتى لتحسبنهم من مواليدها أو من أهلها.. وإلى الحد الذي أقاموا فيه (زاوية) للصلاة في أحد أحيائها المركزية القديمة (حارة البحر).. عُرفت وماتزال تُعرف بـ (زاوية القنفذة)، وهي التي عرفت فيها (صلاة التراويح) لأول مرة أيام دراستي الثانوية.. منذ أكثر من خمسين عاماً خلف إمامها المصري الطليق الشيخ (محمد الصاوي) رحمة الله عليه، وفي المقابل كانت (القنفذة) أحد مهاجر أبناء الحجاز عموماً وجدة خصوصاً.. هرباً من تداعيات الحرب التي دارت بين السلطان عبدالعزيز – سلطان نجد – والملك علي بن الحسين ملك الحجاز عام 1924م.. كما كانت الحديدة ومصوع وعدن.. بل والسويس وجاكرتا على بعدها مهاجر لهم بعد هجمة الطائف وحصار جدة.. كما كان ميناء (القنفذة) ميناءً تعويضياً عن ميناء جدة لاستقبال حجاج آسيا وجنوبها وجنوب شرقها إبان سنة الحصار الذي امتد لسبعة عشر شهراً. لقد كان التداخل والتمازج كبيراً بين جدة وأهلها وبحارتها وتجارها.. وبين (القنفذة) وأهلها وبحارتها وتجارها.. وإلى الحد الذي عندما أنشئت فيه أول غرفة تجارية في جدة عام (1365هـ – 1946م).. أقامت معه فرعاً لها في مدينة (القنفذة) مايزال يعمل وينسق العلاقة وفرص الاستثمار بين تجار جدة وتجار القنفذة.. إلى يومنا هذا، ولكننا أمة.. كأنه كتب عليها أن تعيش (التاريخ) ولا تكتبه لتقرأه الأجيال المتعاقبة من بعد!! على أن الأبرز في صفحة العلاقة (الثقافية) بين المدينتين.. إنما يتمثل في شخص نجم الثقافة الأول في الحجاز: (محمد سرور الصبان) الأديب والشاعر والناشر لأول كتب (النهضة) الأدبية.. الثلاث: (أدب الحجاز عام 1925م) و(المعرض) و(خواطر مصرحة) في أول وآخر عام 1926م على التوالي.. الذي هاجر من القنفذة إلى جدة وتعلم في مدارسها ومدارس مكة (القراءة والكتابة والتجويد والحساب – فقط لا غير –!!) كما جاء في كتاب (سيرة من الحرمين) للدكتور إبراهيم عبده – عام 1961م -، ولكنه عندما سئل عن مسقط رأسه – مع صدور كتاب أدب الحجاز – قال: (أنا محمد سرور الصبان، ولدت في أواخر سنة 1316 هجرية – 1989م – في إحدى مدن الحجاز).. ولذلك تنازعت المدينتان مكة وجدة نسبه إليهما: فأهل مكة يقولون إنه من مواليدها.. وأهل جدة يقولون إنه من أبنائها.. إلى أن عُرفت الحقيقة فيما بعد بأنه ليس ابناً لهذه ولا لتلك، إنما هو ابن من أبناء تلك المدينة الصغيرة النائية على شاطئ البحر الأحمر (القنفذة): رأى نور الحياة فوق أرضها وكثبانها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن.. ولأنه كان أهم وأكبر – عندي – من أن يكون سطراً أو فقرة في محاضرة عن (العلاقة الحضارية والثقافية بين جدة والقنفذة).. فقد تراجع حماسي عن الأخذ بفكرة الأستاذ الجفري الحاسمة التي سَلّمت بها..!! فـ (الصبان).. علم الريادة الأدبية ونجمها الأول.. صاحب (جل الأسى وتتابعت زفراتي/ ودنا المشيب فقلت حان مماتي) فـ (امنن عليَّ بساعة أقضي بها/ حق البلاد وخذ ربيع حياتي)، وصاحب (يا ليل صمتك راحة/ للموجعين أسى وكرباً – خففت من آلامهم/ ووسعتهم رفقاً وحباً – أوما ترى عسف الزمان/ أمضهم عسفاً وغلباً).. يستحق مني ومن غيري أكثر من محاضرة.. بل وأكثر من كتاب ينصفه ويعيد تقديمه كـ (رائد) من الندرة التي أنجبها الحجاز ومدينته الغافية (القنفذة)، وليس الاكتفاء بـ (كتابي) الأستاذ عبدالله عريف (رجل وعمل) الذي قدم له الدكتور طه حسين عام 1950م، والدكتور إبراهيم عبده (سيرة من الحرمين).. اللذان صدرا عن (الصبان) منذ أكثر من خمسين عاماً..!!
إخواني وأخواتي:
يقول تاريخ (القنفذة) القديم.. بأنها (إمارة بالحجاز وهي ميناء صغير على البحر الأحمر، يُجلب إليها الماء من آبار تبعد عنها بنحو أربعة كيلاً)(1)، وأنها (نشأت في بداية القرن الثامن الهجري.. وتحديداً في عام 709هـ).. لكن اسمها (“القنفذة” لم يظهر في الكتابات التاريخية إلا مع بداية القرن التاسع الهجري).. إلا أنه و(منذ أقدم العصور كان الشريط الساحلي الشرقي الموازي للبحر الأحمر.. من الطرق البرية المشهورة التي ترتاده قوافل التجارة البرية من اليمن إلى الشام وبالعكس محملة بأصناف التجارة العالمية)، وقد جاء في تلك المصادر.. بأن هناك (محطة) على ذات الطريق (تسمى “القناة”.. قد تكون “القنفذة” قامت مكانها أو قريباً منها.. لأن موقعها نفس موقع القنفذة)، وهو ما أكده (الهمداني) في كتابه “صفة جزيرة العرب” بأن (“القناة” من المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء، وأنها ملتقى مياه وادي “قنونا”.. أحد أودية السراة التي تصب مياهه في البحر الأحمر على شواطئ “القنفذة”).
وقد لمعت “القنفذة” إقليمياً في القرن الثالث عشر الهجري (مع حملات محمد علي باشا الحربية على “عسير”.. عندما أخذ منها منطلقاً لتلك الحملات)، كما أنها (كانت قاعدة لحملات العثمانيين وحلفائهم الأشراف على “عسير”)، وقد سماها العثمانيون بـ (البندر).. التي تعني (السوق) باللغة التركية، كما لمعت دولياً (عندما كانت ميداناً لتطاحن القوى المتصارعة من العثمانيين والإيطاليين.. ولاتزال هناك شواهد من سفن الأتراك غارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة)، كما لمعت (عالمياً).. عندما كانت ترتاد ميناء القنفذة (السفن اليونانية والرومانية للحصول على “الذهب” الذي يوجد في هذه المنطقة على بعد 75 كيلاً غرب مرسى “حَلى”).. وهو ما يجعلنا نتساءل اليوم: أين هو؟
أما محلياً.. فقد لمعت (القنفذة) طوال سنوات الخلاف السعودي الهاشمي الذي انتهى في منتصف عشرينات القرن الماضي – الميلادي – ببيعة الملك عبدالعزيز ملكاً على الحجاز في السادس أو الثامن من شهر يناير من عام 1926م.. حيث كانت الميناء البديل لـ (جدة)، ثم استمرت لتكون الميناء التكميلي لها.. باستقبالها حجاج آسيا من الهند وأندونيسيا والصين.
لقد صنع (المكان) و(الموقع).. على الساحل الشرقي للبحر الأحمر.. أهمية “القنفذة” ومكانتها طوال تاريخها القديم، وعلى مفرداته.. من بناء للسفن الشراعية الكبرى كـ (السواعي) والسنابيك والقوارب الصغرى وترميمها.. بقدرات أبنائها الذاتية، وبتبادل الخبرات مع بحارة ميناء جدة الأقدم تاريخاً والأطول تجربة.. قامت حياتها إلى جانب الزراعة وتربية المواشي وإنشاء المناحل.
أما تاريخها (المعاصر) فيقول.. بأنها (تمثل الجزء الجنوبي من منطقة مكة المكرمة، وأنها إحدى المحافظات الساحلية المهمة.. بمساحة مقدارها 732000 كم2، وسكان يبلغ تعدادهم 375000 نسمة)، و(أنها تضم أكثر من ألف قرية).. وأنها (تجاور عدداً من المحافظات كـ “المخواة” والمجاردة ومحايل عسير والبرك والشقيق والترب)، وأنها تعتمد في حياتها زراعياً على زراعة (المانجو والليمون والجوافة).. إلى جانب النشاط السمكي وتربية الماشية وإقامة مناحل العسل.
وأنها تميزت بمكانة سياحية في شريط المدن الساحلية على ساحل البحر الأحمر.. من خلال شواطئها الجميلة الرائعة، الذي جعل منها المكان المفضل لكثير من أبناء المناطق والمحافظات الجنوبية المجاورة، ويلاحظ الزائر لهذه المدينة.. مدى النشاط السياحي من خلال كثافة الأعداد التي تطمح لقضاء إجازاتها بالقرب من شواطئ “القنفذة”، الذي أدى بدوره إلى انتشار الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات كشاليهات (كادي السياحية) وشاليهات (قرية البحر).. لقضاء أجمل الأوقات في (غادة الجنوب).. وهو الاسم الثالث والأجمل بين أسمائها!!
لكن الأجمل في تاريخها القديم والمعاصر معاً.. هو ذلك الرغد الذي عاشته وتعيشه (وسط مخزون فنونها الشعبية التراثية العريض، الذي تتصدره أغاني ورقصات: الربخة والعرضة والمزمار والزيفة والجيش).
إخواني وأخواتي:
لست أكتمكم.. ولا أظنني أصدمكم، إن قلت إن هذا (التاريخ) الجميل عن (القنفذة) بـ (قديمه) و(حديثه).. قد أخذني إلى موضوع آخر غير (العلاقة الحضارية والثقافية بين جدة.. والقنفذة) و(ليالي البحر الأحمر).. إلى موضوع (ثالث) عن غياب (القنفذة) المثير في أيامنا هذه: فـ (أين القنفذة).. من مشاهد حياتنا اليومية باتساعها أو ضمورها..؟ وأين هي.. من عالم التشكيل والفوتوغرافيا؟ وأين هي من عالم (السينما) المحرمة، وعالم (المسرح).. الذي ندعيه قولاً ولا نسمح به فعلاً..؟ وأين هي من عالم الموسيقى والغناء.. وهي صاحبة ذلك المخزون الفني التراثي الهائل، وقد تكاثر من أمامها وخلفها كبار المطربين الذين استمتعنا بهم وبغنائهم.. بعد أن سمحت إذاعتنا لنفسها بتقديم ألوان الموسيقى والغناء على موجاتها في الستينات من القرن الماضي، ثم أخذنا نتفاخر بهم خارج الوطن.. وننكرهم داخله..؟ وأين مبدعوها من الأدباء والشعراء والكتاب.. ليروجوا لها ولاسمها الفاتن الجميل بين الأسماء: (غادة الجنوب)..؟
إنني حتماً لا أريد أن أحوّل (المحاضرة) إلى محاكمة لـ (القنفذة) وأهلها وشبابها وشاباتها.. فليس من العقل ولا من الذوق أن أفعل شيئاً من ذلك ولكنني أردت بأسئلتي هذه، إن أضع قبلة على جبين هذه (الغادة).. لتستيقظ عليها ذات صباح..!!
فـ (البحر).. هو الخير كله: بموجوداته، وبـ (ما) يأتي به، و(من) يأتي بهم، فهو الطعام والشراب والدواء.. وهو (الغِنى) بـ (نفطه) وغازه ولآلئه.. وهو (الزينة) بـ (كوراله) والمتعة بـ (شواطئه)، وبين حبات رماله.. ينام الفرح والحزن.. البسمة والدمعة.. الأمل واليأس.. شموع كل إبداع!!
وهو لا يعرف الصمت أبداً.. بصخب أمواجه حيناً.. وبـ (همسها) حيناً.. وانسيابها حيناً آخر! فما الذي أصمت (القنفذة).. ومن الذي غيبها..؟
أم إن شيئاً من ذلك لم يحدث.. كما يقول أحد الجالسين أمامي (همساً)! فهي (حاضرة).. وقد عادت من خلال وجودها النضر الذي تراه، وإنني.. أنا الغائب الوحيد عن متابعة خطوات ما حدث ويحدث في هذه الغادة الحسناء: غادة الجنوب..!
عبدالله مناع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *