دولية

القمة الخليجية تؤكد على مواجهة الإرهاب ودعم القضية الفلسطينية

الكويت – الوكالات
اختتم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أعمال الدورة 38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها الكويت أمس الثلاثاء.
وأكد في كلمته أن انعقاد القمة أثبتت صلابة الكيان الخليجي وقدرته على الصمود أمام التحديات عبر التمسك بآلية عقد هذه الاجتماعات وما تم التوصل إليه من قرارات ستسهم دون شك في إثراء التجربة وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق آمال وتطلعات شعوب المجلس.
وأكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مواقفه الثابتة في مواجهة الإرهاب والتطرف ونبذه لكل أشكاله وصوره ورفضه لدوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره.
وشدد المجلس في البيان الختامي الصادر عن القمة على ضرورة العمل على تجفيف مصادر تمويل الإرهاب والتزام المجلس المطلق بمحاربة الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية التي تقوم من خلاله بتشويه الدين الإسلامي الحنيف. كما أكد أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب هما من أهم المبادئ والقيم التي تقوم عليها مجتمعات دول المجلس وتعاملها مع الشعوب الأخرى.
كما أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967.
كما أكد المجلس في البيان الختامي على موقفه حيال تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية ورفض السياسات الإسرائيلية التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ تلك القرارات مؤكدا أهمية عدم تغيير الوضع القانوني أو السياسي أو الدبلوماسي لمدينة القدس لتجنب أي تداعيات قد تفضي إلى مزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومفاوضات الحل النهائي.
ورحب المجلس الأعلى بالجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية معبرا عن تطلعه إلى أن تثمر مساعي حكومة الوفاق في تكريس الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني معبرا عن تقديره للدور المهم الذي أدته مصر في هذا الشأن.
من جهة أخرى دعا (إعلان الكويت) الكتاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلى تحمل مسؤوليتهم أمام المواطن والقيام بدور بناء وفاعل لدعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي بما يحقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه وتقديم المقترحات البناءة لإنجاز الخطط والمشاريع التي تم تبنيها خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وأوصى الإعلان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني في ختام قمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ38 في الكويت مساء أمس الثلاثاء بضرورة إدراك التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وأهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة جميع التحديات وتحصين دول مجلس التعاون الخليجي عن تداعياتها بما يلبي تطلعات مواطني دول المجلس للحفاظ على مكتسبات التكامل الخليجي.
وذكر الإعلان أن أحداث اليوم تؤكد النظرة الصائبة لقادة دول المجلس في تأسيس هذا الصرح الخليجي في مايو عام 1981 الذي نص نظامه الأساسي على أن هدفه الأسمى هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها وتعميق وتوثيق الروابط والصلات ووأوجه التعاون الخليجي في جميع المجالات.
وقال الإعلان إن مجلس التعاون قطع خطوات مهمة منذ تأسيسه قبل 36 عاما نحو تحقيق هذا الهدف وهو ماض في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري بين دول المجلس من خلال التنفيذ الكامل للخطط التي أقرها المجلس الأعلى ورؤى الدول الأعضاء في تعميق المواطنة الخليجية الكاملة. ولفت إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين التي أقرها المجلس الأعلى في ديسمبر عام 2015 وضعت الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات فيما فصلت هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية أهداف الرؤية وبرامجها في مايو عام 2016 ما يتطلب العمل على تحقيق تلك الرؤية وفق برامجها التنفيذية التي سبق إقرارها.
وأكد قادة دول المجلس في (إعلان الكويت) ضرورة مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولا إلى الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025 وفق برامج عملية محددة.
وشدد القادة على أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف دفاعا عن قيمنا العربية ومبادئ الدين الإسلامي القائم على الاعتدال والتسامح. على صعيد آخر قال وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح إن انعقاد القمة الخليجية ومشاركة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي فيها هو رسالة لاستمرار المجلس.
وأضاف الوزير في ختام القمة : ”انعقاد هذه القمة وسط هذه الظروف الحساسة والدقيقة إقليميا ودوليا يعكس البصيرة والحكمة التي يتحلى بها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيمانهم بأهمية هذه المنظومة وحتمية مواصلة انعقادها تحت أي ظرف كان“.
وتابع قائلا ”عكس البيان الختامي الرؤى المختلفة لأصحاب الجلالة والسمو حيال مختلف التحديات الدولية والإقليمية والسبيل الأمثل لمعالجتها“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *