أرشيف صحيفة البلاد

القطاع الصحي يحظى باهتمام ولاة الأمر منذ عهد المؤسس

الرياض – البلاد
يحظى القطاع الصحي وخدماته في المملكة باهتمام ولاة الأمر منذ عهد مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – مروراً بأبنائه الميامين البررة – رحمهم الله – وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مما كان له الأثر الكبير في أن يصبح هذا القطاع الحيوي المهم أحد الأوجه الساطعة في مسيرة التنمية والبناء للمملكة , حيث شهد القطاع الصحي تطورًا ملحوظًا من خلال خطط التنمية المتتابعة بفضل الله، ثم بفضل الجهود الحثيثة للدولة في دعم هذا القطاع الحيوي والمهم. وتسخر الوزارة جميع طاقتها لمواصلة الحراك التطويري الشامل والنقلة النوعية التي أحدثتها بجميع خدماتها ومرافقها وجميعها مسخرة لخدمة وسلامة المريض وكسب رضاه، حيث نفذت العديد من البرامج الهادفة لخدمة المرضى وتحقيق شعار المريض أولاً , كما تشهد الكثير من البرامج الطبية والإدارية الجديدة والمشاريع التطويرية الجاري تنفيذها والجاري طرحها والمعتمدة في ميزانيتها تشمل إنشاء وتطوير مدن طبية ومستشفيات تخصصية وعامة وأبراج طبية صدر الأمر السامي الكريم بتنفيذها إضافة إلى مراكز طبية متخصصة.
الخطة الاستراتيجية
ففي خطة وزارة الصحة الإستراتيجية دخلت الوزارة مراحل متقدمة ضمن خطتها الإستراتيجية التي أطلقتها للعشر سنوات ( 1431 – 1440هـ / 2010 -2020م ) تحت شعار ” المريض أولا ” بهدف تطوير النظام والوصول بمستوى جودة الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة إلى مستويات الجودة التي توجد بالدول المتقدمة , حيث تهدف هذه الخطة الإستراتيجية إلى اعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة مع الاهتمام بالجانب العملي , كما تهدف إلى إرساء ثقافة العمل المؤسسي ورفع مستوى الجودة وقياس ومراقبة الأداء واستقطاب الكوادر المؤهلة وتنمية الموارد البشرية مع تطوير الصحة الإلكترونية ونظم المعلومات , بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل للموارد وتطبيق اقتصاديات الرعاية الصحية وطرق تمويلها.
وشملت إنشاء وتطوير ( 5 ) مدن طبية مرجعية متكاملة يجري العمل حاليا في تنفيذ عدد من مشاريع المدن الطبية في مناطق المملكة تأكيداً للنهج السليم لقادة هذا البلد الكريم للحفاظ على صحة وسلامة أبناء هذا الشعب العزيز وتوفير الرعاية الصحية لهم حيث تعد هذه المدن إضافة لمنظومة الخدمات الصحية وستقدم خدماتها من المستوى الرابع وهي مرتبطة بكثافة السكان ومعايير الجودة المهنية التي تتعلق بمستوى الرعاية المتقدمة وستضيف هذه المدن عند الانتهاء منها ( 6200 ) سرير مرجعي .
مدن طبية جديدة
وتشمل المدن الطبية توسعة مدينة الملك فهد الطبية بالرياض لخدمة المنطقة الوسطى ، ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة لخدمة المنطقة الغربية ، ومدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية ، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز لخدمة المناطق الشمالية ومدينة الملك خالد الطبية لخدمة المنطقة الشرقية , وتضم هذه المدن مجموعة من المستشفيات التخصصية ومراكز للأورام والأعصاب والعمليات المعقدة للقلب والعلاج بالإشعاع وزراعة الأعضاء والعيون وغيرها من التخصصات النادرة .
أما مشاريع المستشفيات أنجزت وزارة الصحة في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – العديد من المشاريع الصحية لمدن طبية ومستشفيات وأبراج طبية ومراكز طبية متخصصة غطت جميع مناطق ومحافظات المملكة حيث تم خلال السنوات القليلة الماضية إنشاء وتشغيل ( 79 ) مستشفى عام وتخصصي بسعة ( 10.835 ) سريراً ليرتفع بذلك عدد المستشفيات إلى ( 279 ) مستشفى وبذلك يصل عدد الأسرة ( 39.840 ) سريراً في نهاية عام 1434هـ، ويجري حالياً تنفيذ وطرح ( 147 ) مستشفى وبرجًا طبيًّا تتسع لـ ( 3.441 ) سريراً وهو ما يمكن الوزارة من زيادة عدد الأسرة للمرضى ضعف ما كانت عليه قبل خمس سنوات ، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي عدد الأسرة بنهاية الخطة الإستراتيجية عام 1440هـ إلى نحو ( 73.168 ) سريراً بعد استكمال هذه المشاريع بمشيئة الله .
مراكز الرعاية الصحية الأولية
وفي مشاريع مراكز الرعاية الصحية الأولية قامت الوزارة بإنشاء وتشغيل ( 824 ) مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية خلال الخمس سنوات الماضية ويجري حالياً تنفيذ ( 827 ) مركزاً صحياً ، ليصبح إجمالي عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية حتى عام 1435هـ ( 2259 ) مركزاً صحياً , وتسعى الوزارة إلى أن يصل عدد هذه المراكز ( 2.750 ) مركزاً صحياً في نهاية الخطة الإستراتيجية . وتقدم مراكز الرعاية الصحية الأولية 70% من إجمالي الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة التي تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق رضا المستفيدين من خدماتها الصحية , حيث تم إعداد دراسات وأبحاث من جهات داخل المملكة وخارجها لتطوير هذه الخدمات والتغلب على المشكلات الصحية التي تشكل تحديًا للوزارة والمتمثلة في تغيير نمط الأمراض من المعدية إلى الأمراض المزمنة , وستتطور هذه الخدمات بشكل كبير بعد دعمها بأطباء متخصصين واستشاريين في مجال خدمات الرعاية الصحية الأولية . ومن خلال الإحصائيات الرسمية للوزارة فقد بلغ إجمالي عدد زيارات المراجعين للمراكز الصحية 53.6 مليون زيارة ، خلال عام1434هـ .
وتقدم مراكز الرعاية الصحية الأولية حاليًّا أكثر من 20 برنامجًا تغطي الفئات العمرية كافة ، وقد شهدت هذه البرامج مؤخرًا إضافة نوعية , حيث أدخل برنامج صحة الشباب واليافعين وبرامج لرعاية المسنين لتنضم إلى البرامج القائمة المتمثلة في برنامج رعاية الطفولة ، وبرنامج رعاية الأمومة ، وبرنامج رعاية البالغين ، وبرامج التحصينات ، وبرنامج مكافحة الأمراض المعدية ، وبرنامج الصحة النفسية ، وبرنامج الأمراض المزمنة والخدمات العلاجية ورعاية الطفل السليم، وغيرها .
9 مراكز لجراحة أمراض القلب
وواكب ذلك التوسع إنشاء المراكز الطبية النوعية المتخصصة حيث تم إنشاء وتجهيز ( 9 ) مراكز لجراحة وأمراض القلب خلال السنوات الخمس الماضية ، وجاري تنفيذ ( 3 ) مراكز جديدة ، إضافة إلى تشغيل ( 3 ) مراكز جديدة هذا العام ليصبح الإجمالي ( 15 ) مركزاً لجراحة أمراض القلب .
كما قامت الوزارة بتشغيل ( 5 ) مراكز تخصصية لعلاج الأورام ، وتخطط لإنشاء مركز للأورام بكل منطقة من مناطق المملكة , علاوة على ذلك شهدت السنوات القليلة الماضية تشغيل وافتتاح العديد من المراكز الطبية المتخصصة منها افتتاح ( 143 ) مركزاً للكلى و ( 4.021 ) وحدة للغسيل الكلوي و( 20 ) مركزاً لعلاج مرض السكري ، و( 32 ) مركزاً لطب الأسنان .
وشهدت الخدمات الصحية في مملكة الإنسانية مرحلة تحول كبيرة في مسيرة التطور الصحي بالمملكة حيث استحدثت وزارة الصحة برامج نوعية جديدة لخدمة المواطن وتحسين أداء الوزارة والجودة والسلامة وإعادة الهيكلة والعمل الجماعي المؤسسي واستقطاب الكوادر المميزة ، حيث واكب هذه التطورات إنشاء إدارات عديدة ، ومن أبرز هذه البرامج والإدارات : برنامج علاقات المرضى واصل هذا البرنامج أعماله في خدمة المرضى وذويهم منذ إنشائه قبل عدة سنوات رغبة من الوزارة في تعزيز وتطوير عملية التواصل بينها وبين المستفيدين من خدماتها في جميع المنشآت الصحية التابعة لها عن طريق حل مشكلاتهم وتسهيل عملية حصولهم على الخدمة الصحية المناسبة التي يحتاجونها واستطلاع آرائهم عن مستوى الخدمات الصحية التي يحصلون عليها من المرافق الصحية , وذلك لتلافي أي سلبيات أو معوقات قد تحصل ، فقد تقرر إنشاء هذا البرنامج .
تطوير المراجعة للمستشفيات
ومن مهام البرنامج التخطيط لتطوير آليات التفاعل مع مراجعي المنشآت الصحية من المرضى وذويهم بما يضمن إتاحة الفرصة لهم لإبداء وجهات نظرهم وملاحظاتهم حول الخدمات الصحية المقدمة لهم , وإعداد وتطوير السياسات وإجراءات العمل المتعلقة بعلاقات المرضى وآليات التعامل مع شكاوى المرضى وذويهم وملاحظاتهم بهدف إزالة كل ما يؤدي لعدم رضا المرضى وذويهم , ويعمل بهذا البرنامج (1200) موظف في جميع مستشفيات الوزارة حيث تم استحداث رقم موحد لتلقي شكاوي المرضى ، وموقع إلكتروني لتلقي آراء المرضى ، ونشر صناديق الاقتراح بالمستشفيات . ونجح برنامج إدارة الأسرة في تحقيق أهدافه المتمثلة في حصول على سرير للمريض في الحالات الطارئة والروتينية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وكذلك التنسيق الأمثل لاستقبال وإحالة الحالات المرضية وتقييم نتائج أعمال البرنامج والاحتياج لزيادة أعداد الأسرة، وقد زاد دوران السرير بنسبة 20% منذ بدء العمل بالبرنامج عام 1430هـ .
واستطاع برنامج جراحات اليوم الواحد تحسين نسبة جراحات اليوم الواحد حيث قفزت من 2% عام 1430هـ إلى 42% هذا العام 1435هـ ، وبلغ عدد جراحات اليوم الواحد التي أجريت العام الماضي 1434هـ ( 65.305 ) عمليات جراحية مما أسهم في زيادة في كفاءة استخدام السرير ، ونقص معدل الإقامة للمريض ، وقد نتج عن تطبيق هذا البرنامج إعادة تشغيل مئات الأسرة كانت مغلقة عام 1431هـ ،
نسبة الأسرة في المستشفيات
وتقوم الوزارة حالياً بدراسة قياس نسبة أعداد الأسرة مقارنة بأعداد السكان في جميع مناطق المملكة للوصول للمعدل الوطني ( 3 أسرة لكل 1000 من السكان ) وتوحيدها على مستوى مناطق المملكة خلال السنوات الخمس القادمة .
ومكن برنامج الطب المنزلي الوزارة من توفير خدمات رعاية صحية منزلية ميسرة وكريمة للمرضى المحتاجين لها ، وتعزيز إسهام أسر المرضى في متابعة مرضاهم لاستعادة عافيتهم بشكل يحفظ كرامتهم دون عناء وبما يؤدي لتوفير أسرة المستشفى لمرضى جدد في حاجة ماسة إليها , حيث يقوم الفريق الطبي بزيارة المرضى المؤهلين لهذه الخدمة بشكل دوري ( كالمرضى المحتاجين للرعاية التلطيفية أو الرعاية التنفسية أو مرضى السكري أو مرضى التقرحات السريرية والجروح أو محتاجي التغذية الأنبوبية أو مرضى إصابات الجهاز العصبي والجلطات الدماغية ). كما يهتم البرنامج بتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية المساعدة حسب الحالة المرضية ، وتقديم الدعم والإسناد والتثقيف الصحي للمريض وأسرته ، وتتم هذه المهام وفق آلية ومهام عمل محددة للفرق الطبية وبناء على ما هو معمول به في المراكز الطبية الداخلية والعالمية , وقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات البرنامج حتى الآن أكثر من ( 33.000 ) مريض ، ويخدم البرنامج مجموعة الأمراض المزمنة ، الجلطات الدماغية والشلل ، والأمراض النفسية والعصبية ، وأمراض الشيخوخة .
متابعة الطاقم الطبي
ويتكون برنامج متابعة الطاقم الطبي من فريق أطباء يقوم بزيارة المستشفيات لمتابعة أداء الطاقم الطبي من الإنتاجية للأطباء وتأجيل عمليات المرضى وتلافي أي عمليات تأخير في صرف الأدوية أو دخول المرضى أو تعطيل الأجهزة ، ورعاية الأطفال حديثي الولادة ، ويتأكد الفريق من قيام المستشفى بأدائه على الوجه المطلوب، كما يوجد برنامج آخر لرصد الأخطاء الطبية، وبرنامج اعتماد المستشفيات، وتضع الوزارة جميع المستشفيات لاعتمادها وتطبيقها للمعايير العالمية ، وفي نهاية العالم الحالي وبداية العام القادم سيكون هناك اعتماد لبعض المستشفيات إن شاء الله .وأسهم برنامج الطبيب الزائر في تغطية العجز في التخصصات النادرة والدقيقة وتعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين في مناطق تواجدهم ، والحد من الصعوبات التي يعانيها بعض المرضى خلال مراجعتهم للمستشفيات المركزية وذلك من خلال استقطاب نخب متميزة من الأطباء الاستشاريين العالميين والمحليين من حاملي المؤهلات العالية للعمل في عدد من مستشفيات الوزارة بمختلف مناطق المملكة في ظل صعوبة ومحدودية إمكانية التعاقد الدائم في الوقت الحاضر مع أطباء استشاريين في بعض التخصصات لندرتهم وعمل البرنامج على استقطاب الأطباء الاستشاريين على محورين أساسيين هما الأطباء الاستشاريون الزائرون المحليون , حيث واصل البرنامج نجاحاته في استقطاب نخب متميزة من الأطباء الاستشاريين المحليين ، وقد أمكن البرنامج الاستفادة من الخبرات المحلية في تقديم الخدمات الصحية التي يحتاجها المواطنون في أماكن تواجدهم .
الأطباء الإستشاريون
بلغ عدد من تم استقطابهم من الأطباء الاستشاريين الزائرين من خارج المملكة للعمل بصورة مؤقتة ( 3.330 ) طبيباً استشارياً من مختلف دول العالم في مختلف التخصصات الدقيقة توزعوا على أكثر من ( 50 ) مدينة بالمملكة .
وفي إطار جهود الوزارة إلى تقديم خدمات متميزة في الوقت المناسب تم استحداث برنامج إحالتي الذي يهدف إلى تحويل الحالات المرضية بين مستشفيات المملكة إلكترونياً في أي مدينة داخل المملكة ، وهو مشروع وطني ستستفيد منه جميع القطاعات الصحية المختلفة إذ يضمن سير العمل بطريقة إلكترونية سريعة وبشكل واضح للجميع ، حيث استفاد من البرنامج حوالي ( 95.000 ) حالة من خلال أسطول متكامل يضم ( 2.200 ) سيارة إسعاف إضافة إلى الاستعانة بخدمات الإخلاء الطبي الجوي. وأنشأت الوزارة مؤخراً مركز اتصالات الطوارئ في الوزارة خدمة (937) الذي يعمل على مدار الساعة 24 / 7 لخدمة المرضى وتقديم الخدمات الإسعافية وتلبية احتياجات المرضى وقد بلغ عدد الحالات التي تعامل معها ( 143.404 ) حالات.
وتم خلال هذا العام 1435هـ ترسية برنامج شراء خدمات الغسيل الكلوي على القطاع الخاص على ثلاثة مراحل لشركتين عالميتين لتشمل الخدمة جميع مرضى الوزارة المستفيدين من الغسيل الكلوي بنوعيه حيث تم صرف 1.9 مليار ريال لتأمين خدمات الغسيل الكلوي بنوعيه الدموي والبريتوني.
الكشف المبكر عن المرض
أما مشروع الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يهدف إلى تشجيع السيدات 45 عاماً فما فوق على الكشف المبكر لسرطان الثدي وبالذات رفع نسبة اكتشاف الحالات في مراحلها الأولى , وقد تم تطبيق المشروع على مدينة الرياض كمرحلة أولى ويستهدف 10 آلاف سيدة , كما سيتم تطبيق هذا المشروع على جميع مناطق المملكة في المرحلة الثانية ليكون برنامجاً وطنياً يشمل جميع السيدات في المملكة .
وعملت الوزارة على وضع معايير وسياسات للتعامل مع السجلات الطبية للمرضى والرفع من مستوى الأداء حيث تم الانتهاء من وضع المعايير والسياسات فيما يخص تطوير الملف الطبي للمرضى وتوحيد هيكلته ومحتوياته بجميع مرافق الوزارة بما في ذلك توحيد النماذج الطبية ووضع السياسات والإجراءات الخاصة بالتعامل معها, كما قامت بتبني مشروع الترميز الطبي للأمراض ( ICD ) لتصبح أسماء الأمراض وبروتكولات التعامل معها موحدة بجميع مرافق الوزارة وأسوة بما هو معمول به عالمياً . ووزارة الصحة إضافة إلى دورها في تقديم الخدمات الصحية لم تنس جوانب أخرى لا تقل أهمية مثل القياس حيث أنهت الوزارة بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن الأمريكية المرحلة الأولى من المسح الوطني وتم مؤخراً إعلان النتائج , فيما ستطلق الوزارة خلال الأشهر القليلة القادمة المرحلة الثانية من دراسة ميدانية تصل عينتها ( 5000 ) شخص لمعرفة سبل انتشار عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية في المجتمع السعودي ،
التدريب
وفي شأن القوى العاملة والتدريب وقعت الوزارة عدداً من الاتفاقيات مع الجهات المتخصصة لتدريب منسوبيها مثل معهد الإدارة العامة والشؤون الصحية بالحرس الوطني وجامعة الملك سعود للعلوم الصحية وجمعية القلب السعودية , وقد تم إنشاء مركز تدريب الوزارة وإقرار برنامج مستقل لإعداد القياديين .
وفيما يتعلق بشأن الابتعاث الخارجي والإيفاد الداخل فقد تم تدريب ( 5.081 ) متدرباً من كوادر الوزارة خلال العام الماضي .
أما في موضوع ضمان الجودة تحرص وزارة الصحة على تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية حيث تم اعتماد ( 52 ) مستشفى على الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية ويجري حالياً تحضير ( 38 ) مستشفى للاعتماد ، كما تم اعتماد ( 22 ) مستشفى للحصول على شهادة الاعتماد من هيئة المستشفيات الأمريكية ، كما تم التعاقد مع هيئة الاعتماد الأمريكية لإخضاع ( 14 ) مستشفى آخر للتقييم , وتطبق المستشفيات التي تم اعتمادها ( 1200 ) معيار .
وضمن برنامج اعتماد مراكز الرعاية الصحية الأولية يخضع حالياً 100 مركز صحي في جميع أنحاء المملكة للاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية , كما يخضع ( 7 ) مختبرات إقليمية لعملية الاعتماد الطب الوقائي , وأنشأت الوزارة وكالة للصحة العامة وتبع ذلك استحداث إدارات متخصصة لمراقبة الأمراض المعدية والطفيلية ومكافحتها ومنع وفادة مسببات المرض إلى المملكة , ووضعت الوزارة ( 37 ) برنامجاً صحياً شاملاً لتحقيق أهدافها الوقائية أبرزها برنامج التحصينات الوطني وبرنامج المراقبة الوبائية وبرنامج الطب الوقائي بالحج وبرنامج مكافحة الأمراض المشتركة .
كما بلغ عدد الأمراض المستهدفة بلقاحات التحصين الموسع بالمملكة في عام 1431هـ ( 24 ) مرضاً مقارنة بـ 5 أمراض في عام 1399هـ , كما بلغت نسبة التحصين 98% للقاحات الأساسية مما أدى إلى الانخفاض الكبير في معدلات الأمراض المستهدفة بهذا البرنامج , ودخلت المملكة مرحلة إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف حيث درجت الوزارة على إطلاق الحملة الوطنية للتطعيم الشامل ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف للفئة العمرية من 9 شهور إلى 24 سنة مع بداية كل عام دراسي ، وسيستمر هذه الإجراء في السنوات القادمة إن شاء الله وتأمل أن يتم إزالة هذه الأمراض من المملكة بحلول عام 2015م.
وفي جانب تقنية المعلومات والاتصالات تقوم الوزارة حاليا وضمن الخطة الإستراتيجية للصحة الإلكترونية ببناء وتطوير حزمة متكاملة ومتناغمة من البرامج الفنية والإدارية في مجال تقنية وأنظمة المعلومات الصحية والصحة الإلكترونية حيث يوجد لدى الوزارة( 104 ) مشاريع ضمن خطتها الإستراتيجية للصحة الإلكترونية والبرنامج السعودي للتعاملات الصحية الإلكترونية ( رابط ) أنجز منها ( 36 ) مشروعاً وبرنامجاً , فيما يجري حالياً تنفيذ ( 28 ) أخرى إضافة إلى ( 10 ) مشاريع في مرحلة التحليل الفني والترسية و( 10 ) بمرحلة إعداد كراسة الشروط والمواصفات , وتهدف هذه البرامج – بإذن الله – إلى تطوير أداء الخدمات الصحية وتقديم نظم وبيئة إلكترونية صحية شاملة ومتكاملة بجودة عالية حيث تعمل الوزارة حاليا على تنفيذ خطة لتجهيز البنية التحتية لتقنية المعلومات والصحة الإلكترونية بجميع مرافقها وأخرى لنظام الإحالة الطبية وخطة متخصصة لتطوير وميكنة النظام الإداري والمالي بالوزارة وخطة لتطوير أنظمة التموين الطبي والتجهيزات الطبية بالوزارة والمديريات التابعة لها ، والتوسع الكبير لبرامج الابتعاث والتدريب للكوادر الفنية والإدارية .