أرشيف صحيفة البلاد

(القربة) و(الزير) لإطفاء عطش الصيف

وادي الدواسر- واس
رغم توفر جميع مقومات الحياة العصرية والحضارية والاقتصادية ، إلا أن كثير من الأسر لم تتخلى عن بعض موروثها الشعبي ، قناعة منها بأهميته ، ومن ذلك العودة للطبيعة في تخزين وشرب الماء خاصة في فصل الصيف ، إذ عليك أن لاتستغرب إذا وجدت أحدهم وقد نصب زيراً أو مجموعة أزيار تحت ظل شجرة ، أو تحت عريش ، ومثل ذلك أن تجد قربة ماء وقد وضُع ماؤها سبيلا للمارة ، أو مطارة قد علقت على جانب مركبة .
الكاميرا جالت في محافظة وادي الدواسر ورصدت عدداً من أدوات تخزين وتبريد المياه الموجودة في عدد من المزارع والاستراحات ، حيث أكد أحد ملاك تلك المزارع أنه يفضل الشرب من ماء الزير ، كونه يعيد للماء الطاقة الحيوية ، بالإضافة إلى مقاومته للبكتيريا الضارة الموجودة بالماء ، وباعتباره فلتر طبيعي وصحي يطرد الملح الزائد والمعادن الزائدة ويبقي الماء صحي جداً بلا نقص أو زيادة في المعادن .
فيما يصف مبارك محمد الدوسري , ماء الزير والأواني الفخارية بالمياه النظيفة وغير الملوثة , بفعل مادة الفخار التي تمنع الجراثيم والميكروبات من النمو والتكاثر عكس خزانات المياه التي تحتاج إلى فلاتر لتنظيفها بشكل دوري ، مشيراً إلى أن فكرة تبريد مياه الزير تعتمد على جدرانه نفسها حيث تتميز بقدرتها على إنفاذ الماء من خلال المسامات الدقيقة للزير فيتسرب الماء من الجدران إلى الخارج ، وعندما يخرج الماء إلى السطح الخارجي للزير يتبخر مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة جدران الزير وبالتالي تنخفض حرارة الماء داخله .
وأشارت احدى النساء التي وضعت قربة ماء أمام بسطتها في أحد الأسواق الشعبية وسط المحافظة إلى أن كثير من المارة والمتسوقين والمتسوقات يحتسون ماء القربة ، ويتلذذون بطعمه الذي لايخلو من نكهة بسيطة من الدباغ – المادة المستخدمة في صناعة القربة – ، موضحة أنها تبيع القربة بـ 400 ريال , مشيرة إلى تزايد الطلب عليها خصوصاً في فصل الصيف .
ويقول المواطن ناصر اللويمي أنه قد عمد إلى وضع القربة في منزله إحياء لذلك التراث ، ولتعريف أبنائه وأقاربه من الجيل الجديد بذلك الوعاء ، كما أنه يفضل ماءها على المياه المعبأة في الأوعية البلاستيكية .
من جانبه دعا المواطن محمد فهد , الآخرين إلى العودة للطبيعة باستخدام القربة أو الزير أو المطارة أو الجرات الخزفية لما لها من فوائد كثيرة أثبتتها الدراسات الحديثة .