أرشيف صحيفة البلاد

الفشل يطارد نظام الملالي في وقف انهيار العملة

طهران – وكالات

فشل تلو الآخر يطارد الحكومة الإيرانية ، وآخره مايتعلق بإطلاق سوق ثانوية للنقد الأجنبي ن والذي فشل في وقف صعود الدولار أمام العملة المحلية التي تشهد انهيارات غير مسبوقة، في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات العنيفة في طهران وعدد من المدن الكبرى ، حيث ارتفع سعر العملة الخضراء (الدولار) بالسوق الرسمي إلى نحو 4310 تومان، الأمر الذي يؤكد فشل سياسات توحيد سعر الصرف الأجنبي عند حدود 4200 تومان التي لجأت إليها طهران مؤخرا.

وأوردت تقارير محلية نقلا عن البنك المركزي الإيراني أن الزيادة بلغت نحو 90 ريالا، (التومان يساوي 10 ريالات)، وذلك مقارنة بيوم الثلاثاء، كما ارتفعت أسعار كل من الجنيه الإسترليني إلى حدود 57.154 ألف ريال، وكذلك اليورو الذي سجل نحو 50.545 ألف ريال.

وفشلت سياسة توحيد سعر الصرف الأجنبي في تحقيق الاستقرار للريال الإيراني، حيث هوت في أواخر يونيو/حزيران الماضي، العملة المحلية إلى مستوى قياسي عند نحو 90 ألف ريال للدولار الواحد في السوق السوداء.

ودشنت إيران رسميا سوقا ثانوية للعملة الصعبة الثلاثاء، في خطوة تعكس فشل جهود حكومة طهران -والتي استمرت 3 أشهر- لفرض سعر صرف واحد للريال مقابل الدولار مع تعرض العملة الإيرانية لضغوط متزايدة جراء التهديد بفرض عقوبات أمريكية.

واعتبر خبراء اقتصاد أن هذه السوق الجديدة أمام اختبار إزاء تخطي الدولار الأمريكي حاجز 8000 تومان إيراني بالسوق السوداء، منتقدا في الوقت نفسه السياسات الحكومية مؤخرا بسوق النقد الأجنبي، والتي ألمح إلى كونها أحد الأسباب الرئيسية لتدهور سعر المحلية، ووقوع اضطرابات بسوق العملات الأجنبية في البلاد.

وأشار “سربوش” إلى ارتفاع أسعار السلع والبضائع الأساسية بشكل غير منطقي على مدار الأسابيع الأخيرة، ولا سيما بأسواق الذهب، والعملات الذهبية المعروفة في إيران باسم “السكة”، منوها بتربح سماسرة ومضاربين من أزمة الدولار بسبب سوء الإدارة الحكومية.

وأوضح علي حيات نيا، أستاذ الاقتصاد بجامعة إيلام الإيرانية، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، أن الاضطرابات الناشئة منذ مطلع العام الجاري في سوق النقد الأجنبي بالبلاد ترجع إلى سببين رئيسيين، أولهما السياسات الاقتصادية الداخلية، والثاني له علاقة بالمتغيرات السياسية الخارجية، في إشارة إلى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم منذ 3 سنوات، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران لتغيير سياساتها العدائية بالمنطقة.

وتتواصل في العاصمة الإيرانية طهران احتجاجات حاشدة منذ أسابيع، بسبب تدهور العملة الإيرانية قادها تجار الأسواق أو “البازار”، بسبب عدم استطاعتهم الحصول على العملات الصعبة، على الرغم من أن العقوبات الأمريكية على إيران لم تدخل حيز التنفيذ بعد.