عواصم ــ وكالات
تتعرض الغوطة الشرقية المحاصرة لليوم السابع على التوالي لغارات تشنها طائرات تابعة للنظام السوري، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 21 مدنيا من بينهم أطفال، امس “السبت”.
ويأتي استمرار القصف بعدما أرجأ مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة السبت لمرة جديدة التصويت على طلب وقف لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما، بعد مفاوضات شاقة فشلت في التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إن 21 مدنيين قتلوا، السبت، وأصيب 12 آخرون بجروح جراء غارات شنتها طائرات روسية على مدينة حرستا، التي تسيطر حركة “أحرار الشام” على الجزء الأكبر منها على أطراف الغوطة الشرقية.
وشنت طائرات حربية سورية وفق المرصد- غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية.
ومنذ الأحد، تتعرض الغوطة الشرقية لتصعيد في الغارات والقصف من قوات النظام، ما أسفر عن مقتل 474 مدنيا وإصابة المئات بجروح، بحسب المرصد.. وقتل الجمعة 41 مدنيا بينهم 17 طفلا جراء القصف على الغوطة.
ويجري مجلس الامن مشاورات منذ التاسع من فبراير حول مشروع قرار متعلق بهدنة إنسانية.. وتواجه المفاوضات مشاكل حول تصوّر رئيسي في نص القرار يحدد موعد بدء وقف إطلاق النار.
وكانت جلسة التصويت على مشروع القرار الكويتي السويدي قد شهدت سلسلة تأجيلات منذ الخميس في ظل تواصل المفاوضات بين مندوبي دول المجلس دون التوصل إلى قرار نهائي.
الخلاف الأساسي الذي أدى لتأجيل الجلسة كان بين الروس والأميركان، حيث لا تريد موسكو وضع موعد محدد لوقف إطلاق النار وجعله في أقرب وقت ممكن فيما يصر الأميركيون على وضع زمن محدد
وقال سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي إن المحادثات تتركز على صياغة فقرة واحدة تطالب على وجه التحديد بوقف الأعمال القتالية لمدة 30 يوما تبدأ ربما بعد 72 ساعة من الموافقة على مشروع القرار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإجراء عمليات الإجلاء الطبي.
من جانبه قال سفير السويد لدى الأمم المتحدة اولوف سكوغ للصحافيين بعد اجتماع مغلق للمجلس “لم نتمكن من سد الفجوة بشكل كامل”.
بدورها أعربت السفيرة الأميركية نيكي هايلي عن خشيتها مع استمرار المفاوضات ليوم آخر حول الهدنة التي تسمح بتوزيع مساعدات إنسانية وإخلاء الجرحى.
وكتبت هايلي على تويتر “من غير المعقول تعطيل التصويت على وقف لإطلاق النار يسمح بإدخال مساعدات إنسانية في سوريا”.
وتابعت “كم عدد الأشخاص الذين سيموتون قبل أن يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة، الشعب السوري لا يستطيع الانتظار”.
ويطالب مشروع القرار برفع كل شكل من أشكال الحصار، ويشمل ذلك الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، كما ويطلب من كل الأطراف “وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.
واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا تستهدف حليفها النظام السوري في دمشق. وفي نوفمبر استخدمت حق النقض لإنهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا.
فيما أدان مرصد الأزهر ما تتعرض له مدينة الغوطة السورية من مأساة إنسانية وقتل عائلات بأكملها وحصار واستهداف للمدنيين، مؤكداً على إدانته لكافة الممارسات ضد الشعب السوري العظيم.
ويحذر مرصد الأزهر من تكرار المأساة التي تعرضت لها المدينة من قبل؛ حيث قتل الآلاف خلال هجمات على المدينة عام 2013. وقد تجاوز عدد القتلي 700 وفقاً لما صرّحت به بعض المنظمات التي تتابع هذا لشأن. ويؤكد المرصد أن الوضع في مدينة الغوطة يمثل كارثة إنسانية ويفوق كل وصف.
وطالب المرصد بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لأهالي المنطقة داعياً المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك لإنقاذ أهالي المنطقة وفك الحصار، وإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات.