دولية

الغرب يوسع أزمة (الجاسوسية) مع روسيا

موسكو – لندن – وكالات

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس: إن موسكو ما زالت تعمل على إعداد إجراءات انتقامية ضد بريطانيا بعد قرارها طرد 23 دبلوماسيا روسيا.

ويعتبر طرد بريطانيا للدبلوماسيين الروس أكبر عملية طرد من نوعها منذ الحرب الباردة، ويأتي بسبب تسمم عميل روسي مزدوج في انجلترا، ألقت رئيسة الوزراء تيريزا ماي اللوم في هذا الحادث على موسكو، وهو ما أيدته الولايات المتحدة.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: إن بريطانيا رفضت التعاون مع موسكو في التحقيق بشأن الواقعة.

وأضافت: إن المزاعم بتورط روسيا في الهجوم “جنون”، وتابعت أن موسكو قلقة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في بريطانيا.

وعُثر الأسبوع الماضي على سيرجي سكريبال (66 عاماً)، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقداً الوعي مع ابنته يوليا (33 عاماً)، على مقعد أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبوري جنوب غرب المملكة المتحدة.

في غضون ذلك أعلنت الشرطة النيوزيلندية أنها تحقق في اتهامات أطلقها عميل روسي مزدوج سابق يؤكد أن مجهولا حاول تسميمه في شارع في أوكلاند في 2006.

وروى بوريس كاربيتشكوف الحادثة على التلفزيون البريطاني هذا الأسبوع بعد تسمم العميل السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بعد تعرضهما لهجوم بغاز للأعصاب عسكري من صنع روسي في سالزبوري.. وأدى حادث التسميم هذا إلى أزمة دبلوماسية حادة بين لندن وموسكو.

وقال كاربيتشكوف: إنه كان يحاول التواري عن الأنظار في نيوزيلندا بعدما فر إلى بريطانيا على إثر خلاف مع رؤسائه في موسكو.

وأوضح أنه لاحظ أن أحدا ما يلاحقه في شارع كوين الذي يشكل محورا أساسيا في أوكلاند، عندما اقترب منه متشرد.

وقال لبرنامج “صباح الخير بريطانيا” الخميس: بعد ذلك شعرت بنوع من الغبار يرش على وجهي بينما كان (المتشرد) يبتعد بكل بساطة سيرا على الأقدام” ، موضحا أنه شعر على الفور بدوار وفي المساء نفسه كان يعاني من طفح جلدي. وتابع أنه واجه بعد ذلك مشاكل صحية وخسر ثلاثين كيلوجراما من وزنه في الشهرين اللذين تليا الحادثة.

وأعلنت الشرطة النيوزلندية فتح تحقيق حول كاربيتشكوف الذي كان عميلا للاستخبارات الروسية والليتوانية قبل أن يهرب إلى بريطانيا في نهاية تسعينيات القرن الماضي.

وقالت الشرطة: إنها “على علم بوجود كاربيتشكوف في نيوزيلندا بين يونيو 2006 وأكتوبر 2007”.. وأضافت: “ندرس أرشيفنا لتقييم المعلومات التي قد تكون متوفرة لدينا عن كاربيتشكوف”.. وتابعت: “نظرا لقدم الملف ستحتاج عملية التقييم إلى بعض الوقت على الأرجح”.

وأكد العميل المزدوج السابق أيضا أنه حذر قبل الهجوم على سيرجي سكريبال، من أن اسميهما مدرجان على لائحة سوداء تتضمن ثمانية رجال تريد الأجهزة السرية الروسية قتلهم.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في بيان أن الولايات المتحدة تشارك بريطانيا تقديرها أن روسيا مسؤولة عن هجوم بغاز أعصاب سام في جنوب إنجلترا على عميل مزدوج روسي سابق، وتؤيد القرار الذي اتخذته بطرد دبلوماسيين روس.

وأضاف البيان أن الهجوم “يتسق مع نمط من السلوك تتجاهل فيه روسيا النظام القائم على قواعد دولية، وتقوض سيادة وأمن الدول على مستوى العالم، وتسعى لهدم وتشويه المؤسسات والعمليات الديمقراطية الغربية”.

واتخذت بريطانيا، الأربعاء، مجموعة من الإجراءات ضد روسيا، منها طرد دبلوماسيين وتعليق الاتصالات الثنائية، رداً على واقعة تسمم رجل الاستخبارات الروسي السابق سيرجي سكريبال في لندن.

وأعلنت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، طرد 23 دبلوماسيا روسيا، مؤكدة أن دبلوماسيي موسكو أمامهم مهلة أسبوع للمغادرة.. فيما اعتُبرت أكبر عملية طرد لدبلوماسيين منذ 30 عاماً.

وأكدت ماي أيضاً “تعليق الاتصالات الثنائية” مع موسكو، التي كان لديها حتى الآن 59 دبلوماسيا معتمدا في المملكة المتحدة.

وشددت على أن بلادها ستلغي اجتماع وزير الخارجية الروسي في بريطانيا، ولن يذهب أي من أفراد العائلة المالكة أو الوزراء إلى كأس العالم لكرة القدم في موسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *