م/ شاهر محمد رقام
انتشرت في هذه الأيام عبارات مثل “لم يعد العيد مثل زمان” كنا وكانوا وكان الزمان. نتباكى على ماضي فات ولا نفرح بما هو آت.
كل ما قرأته في بكائيات الماضي هو مظاهر بل قشور لا تقدم ولا تؤخر. مأكولات، ألعاب وملابس وتناسينا او نسينا المعنى الحقيقي للعيد.
قرأت مقالاً عن العيد لشيخنا علي الطنطاوي رحمه الله. وقد خلص شيخنا المرحوم أن إحدى معاني العيد السامية هي المشاركة وقد صدق.
لقد شاركنا الفقراء جوعهم قسراً في رمضان. تساوى أغنى الأغنياء فينا مع أفقر الناس في نهار رمضان الطويل، الكل كان يشتهي كسرة خبز أو شربة ماء. أما الآن في العيد فنحن نشارك الفقراء اختيارياً فنفيض عليهم من رزق الله ونشاركهم فيه و نخالطهم وهذا من أسمى معاني العيد. هذا كان بعضاً من حديث الشيخ الطنطاوي.
العيد السعيد ليس ثوباً جديداً أو سيارة أتميز بها أو حفلاً متكلفاً أقيمه. العيد في البساطة و المشاركة. العيد في أداء الواجبات. العيد صلة الأرحام. العيد زيارة الجيران. العيد مسح دمعة يتيم. العيد زيارة مريض. العيد مواساة من فقدوا عزيزاً لم يعد بينهم. العيد الإحساس بالآخرين وإدخال السرور على قلوبهم. العيد في معايدة كل من حرم من العيد ويضحي بكل شئ من أجلنا سواء كانوا أطباء يعالجون مرضانا أو جنوداً يسهرون لحمايتنا أو عمال يعملون لراحتنا ورفاهنا.
لكل هؤلاء أقول كل عام وأنتم بخير. كل عام وأنت بخير يا وطني.