جدة – حماد العبدلي
من وسط مرادم لرمي النفايات العامة قد يجلبها ضعفاء النفوس ويقومون بغسلها وبيعها في محال الملابس المستعملة وتستهوي هذه الملابس الكثير من الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود بالإضافة إلى بعض الجاليات المقيمة في المملكة وذلك لاقتنائها بأسعار زهيدة ما يعني أن هذه الملابس قادرة على جذب الزبائن رغم انها قد تعرض من يبحث عنها للإصابة بأمراض جلدية قد تكون سبباً في انتشار أمراض معدية بين أوساط المجتمع. وفي سوق الكيلو السابع بعدد من الباعة الذين تفترش بسطاتهم أرض السوق لبيع الملابس المستعملة. خاصة أيام نهاية الاسبوع.
صاحب إحدى البسطات رشيد من الجنسية البنجالية لقد زاد عدد الباعة الذين يبيعون الملابس القديمة والمستعملة فهم كل يوم جمعة بالذات تلقاهم ينتشرون على مداخل السوق لبيع هذه الملابس وأكثرهم من جنسيات أفريقية وآسيوية يقومون بشراء كميات كبيرة منها وعرضها على المارين وبأسعار زهيدة وفي بعض الأحيان نرى بعض من الموطنين والغالب يكونون عوائل فقيرة أو من ذوي الدخل المحدود هم من يبحثون عن هذه البضائع لسد حاجاتهم فضلا عن أنها تباع بأرخص الأسعار ويشيران الأسعار تتفاوت مابين 10 إلى 30 ريالاً للقطعة الواحدة في حال كانت حالتها جيدة وقد تصل إلى أكثر من ذلك في بعض الأحيان .
هذه الملابس مهما تعرضت لدرجة عالية من التعقيم والنظافة لا يمكنها أن تنظف بتاتاً على اعتبار أن هناك فيروسات تكون عالقة بها وهذه الفيروسات لا يمكن أن تزال حتى بعد استخدام جميع المعقمات والمنظفات لعدة مرات ولا يدري من اين يأتي بها الكفيل حسب قوله.
عواقب وخيمة
من جانبه أشار احمد السفري « متسوق » عن طريقة بيع هذه الملابس ومدى سلامتها من الأمراض الكل يعلم أن هذه الملابس المستعملة هي ناقلة لجميع الأمراض المعدية سواء أمراض جلدية أو وبائية كمرض الحساسية والتهاب الكبد الوبائي لأنها ملابس ربما كان أصحابها من قبل يشكون من أمراض وبالتالي من السهل إصابة من يرتديها وعلى ذلك تجد الأسر تشتريها من دون النظر للعواقب الوخيمة التي قد تلحق بهم مستقبلا لا ألوم أي شخص تضطره الحالة المادية لشراء هذه الملابس لأن ارتفاع الأسعار في محال الملابس الجاهزة التي يقبل عليها محدودو الدخل قد جعلهم يلجأون لشراء هذه الملابس البالية فأصبحت أسواق الحراج والخردة مرتعا للكثير من الأسر لشراء ما يرغبونه من تلك الملابس
أما اشرف محمد «هندي الجنسية» والذي كان برفقة أحد أبناء جلدته يتفحصون الثياب الملونة فقال:« إن وجود ملابس مستعملة في السوق شيء جيد، لأن ظروفنا المادية لا تسمح لنا بشراء الملابس الجديدة؛ لذا أقصد السوق كلما احتجت لشراء ما احتاجه ونقوم بغسلها قبل اللبس وهي جيدة تسد الحاجة
استشاري أمراض جلدية باحد المستوصفات الاهلية الدكتور حسن احمد حذر من استخدام الملابس القديمة والمستعملة خاصة الملابس الصوفية لأنها ملابس قد تكون ناقلة للأمراض الجلدية والفيروسات والفطريات لمن يستخدمها وأيضا قد تنقل القمل في الرأس ومرض الجرب وغيرها من الأمراض.
وأضاف هذه الملابس مهما تعرضت لدرجة عالية من التعقيم والنظافة لا يمكنها أن تنظف بتاتاً على اعتبار أن هناك فيروسات تكون عالقة بها وهذه الفيروسات لا يمكن أن تزال حتى بعد استخدام جميع المعقمات والمنظفات لعدة مرات ففيروس الهربس أشد الفيروسات خطراً على الجلد حيث ينتقل هذا الفيروس عن طريق الملابس وعلاجه يحتاج إلى وقت طويل ولعل أكثر الذين هم عرضة لهذا الفيروس هم الأطفال والنساء وكبار السن على اعتبار أن جهاز المناعة لديهم ضعيف.
وأشار بائع آخر وهوزين اقبال قد اعتاد بيع الملابس المستعملة وبين الحين والآخر يأتي إليه بعض من أصحاب محلات بيع الملابس الجديدة أو العاملين فيها ويقومون بشراء الجيد من هذه الملابس ومع إضافة بعض الترتيبات لها وغسلها وكيها يعرضونها في محلاتهم لبيعها بأسعار مرتفعة على أنها جديدة ويتساءل: لماذا لا يحاسب أصحاب تلك المحلات فيما تقومون بتسليط الضوء علينا على أن الملابس التي نبيعها قد تحمل الجراثيم؟ ويضيف أنه يعمل في هذه المهنة منذ مدة ويحاول أن يقدم للمشتري معروضاته من الملابس الجاهزة بشكل نظيف فهو يقوم بكيها ويعتقد أن حرارة المكوى ستقوم بقتل كل الجراثيم التي قد تكون عالقة فيها!
في جانب آخر من السوق جلست عجوز إفريقية قالت إن اسمها: عيشة وهي من الجنسية الصومالية وأوضحت أنها تقوم مع بقية أفراد أسرتها بتجميع الملابس من المنازل من الأحياء المختلفة وبعد ذلك يأتون بها لبيعها لكي تؤمن لأفراد أسرتها المال اللازم لمتطلبات المعيشة وأردفت: إنني أبذل مجهودا كبيرا أنا وأفراد أسرتي لتجميع الملابس من خلال التسول فالكثير من الأسر لديها كميات من الملابس بحالة ممتازة وتستغني عنها في العديد من المناسبات مثل الأعياد ونحن نقوم بدورنا ببيعها وعند سؤالنا لها عن علمها بأن تكون مثل هذه الملابس ناقلة لأمراض جلدية؟ نفت ذلك وقالت: إن بعضا من أبنائها يلبسونها عندما يعجبهم شيء منها ولم يسبق أن تضرر أحد من جراء ارتدائهم لها
عثمان ادريس يعرض بضاعته من الملابس المستعملة على طرف مدخل السوق يقول عن مصدر هذه الملابس أنه يشتريها بالبيع بالاجل من أشخاص آخرين من بني جلدته وهو يقوم ببيعها ليتكسب منها، وعندما سألناه من أين يحضرها أبناء جلدته أفاد أنه لا يعرف شيئاً سوى أنه يشتريها منهم ويقوم بغسلها ومن ثم اعادة بيعها بمبلغ لايتجاوز من 10 الى20 ريالا.
وطالب سعيد القرني من الجهات المختصة الوقوف على هذه المحال التي تبيع الملابس القديمة واعتقد ان غالبيتهم من العمالة البنجلادشية والهندية وتنظيف الاسواق منهم حيث ان هذه الملبوسات لايقوم بشرائها الا ابناء جلدتهم ولها مخاطر صحية على عامة الناس واستغرب القرني صمت وغض الطرف عن هؤلاء الباعة الذي يتأجرون بمضرة الناس.