العلا – البلاد
تولي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، التراث الوطني اهتماما بالغاً بما يعكس مكانة وعراقة تراثنا الوطني الذي تعززه رؤية 2030 التي تسعى إلى إنشاء أكبر متحف إسلامي في المملكة وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد أحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، ليكون محطة رئيسة للجميع للوقوف على التاريخ الإسلامي على أرض الجزيرة العربية.
هذا الإرث العظيم يعد جزءً من رصيد الثروات البيئة والطبيعية والتاريخية الهائلة الموجودة في المملكة والتي تُفسّر معالمها قصص وأحداث الحضارات القديمة على أرض الجزيرة العربية، وهي مقاربة دلالية لكلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – الذي قال : المملكة لم تستثمر سوى 10 % من إمكانياتها، وكل خطط المملكة تتمحور حول : القوى والإمكانيات الوطنية، وليس لتكرار أي نموذج آخر في العالم.
وخلال زيارة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى فرنسا، وقع سموه مع الحكومة الفرنسية اتفاقية تشارك من خلالها فرنسا في تعزيز مصلحة رؤية المملكة 2030 لتطوير القطاع السياحي والتراثي المستدام في العلا بمشاركة شركاء دوليين استكمالاً لعملية حماية إرثها وطبيعة تراثها.
وتنطلق هذه الخطوة من الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بخدمة التراث القديم ودعم الدراسات التاريخية منذ توليه إمارة منطقة الرياض قبل أكثر من 45 عامًا، حيث سخّر – أيده الله – كل إمكانيات دارة الملك عبدالعزيز للتاريخ، ووجه بإتاحة معارفها المختلفة إلى الباحثين في العالم دون استثناء، لينهلوا منها العلوم الموثقة عن تاريخ الجزيرة العربية.
ويأتي ذلك امتدادًا للمسار الذي أسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – حيث اهتم بقطاع الآثار بعد تأسيس المملكة، ودعم البعثات الاستكشافية الأثرية التي كانت تزور البلاد، ودعم نشر الكتب المتعلقة بالآثار، واعتنى بالأماكن الأثرية، وأسس المتاحف الوطنية بحسب قول أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد بن عبدالله السماري.
مسابقة عين حجر:
وفي اطار ألاهتمام بالكنوز الأثرية ، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن فتح باب الاشتراك في مسابقة “عيِّن حجر… يصبح أثر”, إحدى مبادرات الهيئة لاكتشاف وتسمية التشكيلات الصخرية المميزة في المحافظة ،وسيستمر التسجيل حتى 9 ربيع الأول 1440هـ الموافق 17 نوفمبر 2018م، وستمنح جوائز مادية قيمة.
ودعت الهيئة المشاركين فيها إلى استكشاف جمال هذه المنطقة التاريخية والتراثية والطبيعية الاستثنائية والمساهمة في تسمية تشكيلاتها الصخرية المميزة لتصبح معالم ووجهات سياحية بارزة تجذب الزوار من أنحاء العالم .
وتأتي هذه المسابقة نظراً لما تتميز به محافظة العلا من مناظر طبيعية خلابة وتشكيلات صخرية متميزة تعكس صورة رائعة لحقب زمنية امتدت عبر آلاف السنين، حيث تعتبر صخرة الفيل أكثرها شهرة.
وتساهم المسابقة في إشراك أهالي العلا وسكان المملكة في كتابة فصل جديد من تاريخ العلا من خلال تعيين التشكيلات الصخرية الفريدة في المنطقة وتحديد موقعها على الخريطة وتسميتها مع توضيح سبب التسمية.
وستحدد لجنة التحكيم قائمة مختصرة للمشاركات التي سيصوت الجمهور لصالحها ضمن معايير محددة بحيث تعكس هذه المشاركات ثراء إرث محافظة العلا الثقافي والتاريخي والطبيعي، وتساهم في تعزيز مكانتها على خارطة السياحة الثقافة العالمية.
وأوضح عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا الدكتور عيد اليحيي أن العلا تتميز بنوع من التشكيلات الجيولوجية وهي الصخور الرملية والتي بدورها أعطت العلا قيمتها التاريخية والإنسانية والزراعية والبيئية والفطرية.. مسابقة #عين حجر.. يصبح أثر فرصة للأهالي العلا وسكّان المملكة أن يشاركوا في تسمية التشكيلات الصخرية لتكون معالم على جغرافية العلا تزار من كافة أنحاء العالم … فتصورا بانكم تسموون شئ يبقى بعدكم لالاف السنين .
تاريخ يعانق المستقبل:
ويحرص زوار العلا على زيارة مواقع أثرية فيها لها قيمتها التاريخية في الإسلام وفيها تجتمع لحظات التأمل والتدبر عند مشاهدة : مدائن صالح، والخريبة الأثري، وجبل عكمه الأثري، ومداخيل البرية، والمعتدل الصحراوية، بالإضافة إلى نقش زهير التاريخي، والبلدة التراثية، ومطل حرة عويرض، وجبل الفيل.
وحسبما ذكرت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تقرير لها ، من المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات في مشروع تطوير العلا بحلول عام 2020 إلى 2.6 مليار ريال، و أن يتم استقبال 400 ألف سائح سنويًا، وتوفير أكثر من 4200 وظيفة لأبناء وفتيات الوطن، مع بناء 1878 غرفة فندقية في الموقع.
وأقرت رؤية المملكة 2030 تسجيل المزيد من المواقع التراثية في المملكة في قائمة التراث العالمي، وسيتمكن الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا على إرثنا العريق، والموقع البارز لبلادنا على خريطة الحضارة الإنسانية.3