أرشيف صحيفة البلاد

العروض والتخفيضات فشلت في وقف نزيف الاقتصاد القطري

جدة ــ وكالات

كشفت مؤشرات اقتصادية أعلنتها قطر حتى نهاية يونيو 2018 عن انهيار عديد من القطاعات الحيوية في الدويلة الراعية للإرهاب، بعد مرور ما يزيد عن عام على مقاطعة عربية للدوحة، فيما تتوقع مؤسسات تقييم دولية مزيدا من الخسائر للاقتصاد القطري.

فقد أظهرت أحدث تقارير وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية عن تراجع عدد زوار قطر خلال النصف الأول من العام الحالي.

كما أظهرت البيانات الرسمية تزايد العجز التجاري القطري، فقد قفزت قيمة الواردات السلعية خلال شهر يونيو 2018، إلى نحو 8.9 مليار ريال قطري بزيادة قدرها 50.1% عن واردات الشهر ذاته من العام الماضي.

وعلى صعيد الرقم القياسي للإنتاج الصناعي خلال يونيو الماضي، تراجع إنتاج عديد من القطاعات الحيوية على أساس سنوي، وفي مقدمتها مجموعة الأسمنت والمنتجات غير المعدنية التي انخفضت بنسبة 5%، بالتزامن مع هبوط إنتاج الكهرباء والمياه بمعدل 2.7%.

كما تراجع إنتاج كل من مجموعة المرطبات والمشروبات بنسبة 2.7%، ومجموعة منتجات الحبوب المطحونة ومنتجات أخرى بنسبة 0.3%.

ولم تنج الاستثمارات الأجنبية من الهبوط العنيف، إذ أعلنت وزارة التخطيط التنموي والإحصاء منتصف الشهر الماضي عن انخفاض رصيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الداخل بمقدار 6,1 مليار ريال قطري بنهاية الربع الأول من العام الجاري.

وأظهرت نتائج أعمال كبرى الشركات القطرية بمختلف القطاعات الحيوية خلال النصف الأول من العام الجاري، تظهر تكبد تلك الشركات خسائر فادحة، ما يظهر تدهورا حادا في أداء الاقتصاد القطري.

وأكدت مؤسسة ستاندرد اند بورز جلوبال للتصنيفات الائتمانية بقاء نظرتها المستقبلية السلبية لتصنيف قطر عند ‭AA-/A-1+‬.‬

وشددت ستاندرد اند بورز على أن النظرة المستقبلية السلبية لتصنيف قطر ترجع بالأساس إلى المخاطر الجيوسياسية والعواقب المحتملة للتوترات الدبلوماسية القائمة على الأوضاع الاقتصادية والمالية
فيما تراجعت حركة السياحة الوافدة إلى قطر، بشكل كبير خلال النصف الأول من العام الجاري 2018، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي 2017؛ ما أثر سلبا على القطاعات المرتبطة بها في مقدمتها القطاع الفندقي.

وفشلت الإجراءات القطرية المتمثلة في العروض الفندقية والتخفيضات في إثراء الحركة السياحية التي فقدت النسبة الكبرى من السياح الخليجيين الذين كانوا يمثلون أكثر من 50% من زوار الدوحة.

وبحسب تقرير لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، هبطت السياحة الوافدة إلى قطر بنسبة 35.5% خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من 2017.

وبلغ عدد الزوار الأجانب الوافدين إلى قطر في الأشهر الـ6 الأولى من 2018، نحو 944.6 ألف سائح، مقارنة بـ1.463 مليون سائح في الفترة المقابلة من 2017.

يتزامن هذا التراجع، مع نفور السياح الأجانب من قطر بعد مقاطعة 4 دول عربية للدوحة لدعمها الإرهاب.
وأدت مقاطعة قطر إلى تغير وجهة السياحة إلى المناطق والوجهات الأكثر استقرارا، بعيدا عن الدوحة، التي تواجه تهما بتمويل الإرهاب.

وبلغ عدد السياحة الوافدة من دول مجلس التعاون الخليجي، 101 ألف سائح، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بـ639.1 ألف سائح في الفترة المقابلة من 2017.

ويخشى المستثمرون والعاملون في القطاع السياحي القطري من تواصل الخسائر الفادحة في ظل المقاطعة العربية .