بغداد ــ وكالات
من المنتظر أن ترسم الانتخابات البرلمانية في العراق منتصف الشهر المقبل مشهدا سياسيا جديدا في البلاد، التي عانت طوال الثالث سنوات الماضية من هيمنة تنظيم داعش الإرهابي ، ومليشيات إيران الطائفية .
وفيما ينفر المزاج العام من رطانة الحديث الطائفي والمذهبي، تعيد القيادات السياسية الرئيسية في البلاد ضبط مؤشراتها لالتقاط موجة جمهور الناخبين.
وتبدو مليشيات الملالي الأكثر تضررا من سيادة خطاب معادي للمذهبية في ظل تنامي الانتقادات للتيارات السياسية ذات الصبغة الدينية، واعتبارها المسؤولة عن العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية التي يعاني منها العراق.
ويقترع العراقيون في 12 مايو المقبل في الانتخابات البرلمانية التي يبدو ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي الأوفر حظا للفوز بها، بحسب طيف واسع من المراقبين لكن لا يزال من غير المعروف طبيعة التحالفات التي ستفرضها النتائج النهائية للانتخابات.
وأحدث انهيار تحالف بين العبادي ومليشيا الحشد الشعبي أوائل العام الجاري هزة في الأوساط السياسية، وألقى بظلاله على مستقبل العراق وبات النفوذ الإيراني في البلاد في وضع معلق ومحل تساؤل، الأمر الذي قد يدفع العبادي للانخراط في تحالفات جديدة مع القوى المدنية. غير أن ايران ما فتئت تبحث عن شركائها القدامى لا سيما نور المالكي زعيم حزب الدعوة المتشدد بالاضافة لميلشيا الحشد الشعبي التي تدين بالولاء التام لايران.
في حين تخوض مليشيا الحشد الشعبي الانتخابات عبر تحالف تحت مسمى ائتلاف الفتح، بعدما أغضب القيادات الموالية لإيران تقارب بين العبادي وإياد العلاوي الذي يمثل التيار المدني دون العودة لقادة الحشد.
وتعكس تحركات العبادي رغبة متزايدة للانفصال عن حزب الدعوة الذي يتبع سياسات ولاية الفقية في إيران، وتشكيل كيان حزبي جديد بالتحالف مع تكتلات سياسية ذات صبغة مدنية، بحسب المراقبين.
وقبل أيام زار العبادي محافظة الأنبار، ليصبح أول زعيم شيعي يروج لحملة قائمته الانتخابية في محافظة سنية بالكامل، ما عده مراقبون دليلا على سعي العبادي للاعتماد على خطاب سياسي جديد يوفر له أفضلية على ائتلاف الحشد المنافس له في الانتخابات والمدعوم من إيران.
وكان العبادي افتتح خلال زيارته إلى محافظة الأنبار مطلع الأسبوع الجاري، مقر مديرية شرطة عامرية الفلوجة.
وأشاد خلال حفل الافتتاح “بصمود أبناء وعشائر العامرية أمام هجمات عصابات (داعش) الإرهابية التي حاولت بالمدفعية والهجمات أن تزعزع صمود هذه المدينة لكنها لم تفلح”.
وأضاف: إن “هناك من يريد أن نعيش في أجواء الصراعات والخلافات، ولكنهم لن يستطيعوا، لأن العراق الآن أقوى والعالم ينظر إليه باحترام وقوة”.
ويتفق المراقبون على أن المشهد السياسي في العراق مؤهل لإعادة التأسيس على أرضية تسمح بهامش حركة للقوى المدنية لمزاحمة الأحزاب الكبرى، لكن الرهان يظل معقودا على قدرة تلك الأحزاب على الضغط؛ من أجل تقاسم السلطة والنفوذ. في ظل الجزم بالتدخلات الايرانية.