مكة المكرمة – احمد الاحمدي
رفض الشيخ علي بن سالم العبدلي المدير العام لفرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة الدعاوى لتسييس الحج أو تدويله والتي طالبت بها بعض الدول مثل قطر وإيران.. ظلما وبغيا وعدوانا..
وقال العبدلي إن هذه القضية قد أوضحها الله بقوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) فالأمر واضح منه سبحانه بأن يكون هذا المنسك خالصاً لله وحده .. بعيداً عن جميع الحظوظ والأهواء والأحزاب والانتماءات والمزايدات السياسية الفجّة.
وقد قرر النبي عليه الصلاة والسلام ذلك في خطبة حجة الوداع عندما قال (إن ربا الجاهلية موضوع .. وإن دماء الجاهلية موضوعة.. وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية ، اللهم هل بلغت اللهم فأشهد) فالنبي صلى الله عليه وسلم قرر ذلك في الحج لأن الحج منسك يجتمع فيه المسلمون بجميع جنسياتهم ولغاتهم ومذاهبهم بهدف واحد وهو إخلاص العمل وإتمامه لله وحده ولايجوز صرفه عن ذلك ، أو محاولة التشتيت عن هذا الهدف السامي بأي دعوى وممن كانت. وبحمدالله فإن هذه البلاد المباركة – المملكة العربية السعودية – والتى شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيسها لم تخرج عن هذا المنهج النبوي والمسار الشرعي حتى مع بعض الدول التي تختلف معها حول بعض القضايا ، فلم تحاول المملكة أن تستغل خدمتها للحج والحجاج بالتضييق على حجاج تلك الدول مع تأذيها من تصرفات بعض حجاجها ، فقابلت مزقهم بالحلم والأناة وضبط النفس ، وقدمت لهم كافة الخدمات المقدمة لغيرهم من الحجاج ،لأن خدمة الحجاج شرف تفخر به هذه البلاد من أعلى سلطة فيها ، حيث يتسمى الملك – أعزه الله – بخادم الحرمين الشريفين ويعلمون أن مايقومون به من جهود وبذل أموال طائلة هو قربة لله وشكر لما أنعم به من نعم كثيرة لا يريدون على ذلك جزاءً ولا شكوراً..
ونقول لجميع الحجاج : أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم وبين إخوانكم وستجدون باذن الله تعالى مع الترحيب خدماتٍ جليلةً وكبيرة تيسر لكم أداء نسككم وقلوبنا لكم مفتوحة ولن تروا إلا ما يسركم بإذن الله تعالى.. وقد جنّدت المملكة كافة الإمكانات لخدمتكم ووضعت من الأنظمة والترتيبات ما يحقق مصلحة ضيوف الرحمن قاطبة وييسر عليهم حجهم وتنقلاتهم.
ومن تسوّل له نفسه إفساد هذا الجمع الإسلامي الكبير أو الإضرار بالنظام العام ، أو الإساءة إلى أحد من ضيوف الرحمن فسيقابل بالحزم وسيكون له رجال الأمن بالمرصاد .. ونحن نهيب بجميع الضيوف أن يتجردوا لله تعالى ويتفرغوا للعبادة ويتحلوا بالخلق الكريم الذي دعانا إليه ديننا الحنيف وحثنا عليه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يحذروا من أي فعل أو قول أو قصد يوقعهم في الإثم .. فقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) وكلنا ورجال أمننا بإذن الله تعالى عيون ساهرة لخدمة الحجاج وتهيئة السبل الكفيلة بأدائهم لحجهم.
ونذكر جميع الحجاج الكرام بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)وهو ماجاؤا من أجله ويجب عليهم أن ينشغلوا به ويُعْرِضوا عن ما قد يمنع قبول حجهم أو ينقص أجرهم .
والحذر الحذر من الانخداع بالشعارات الزائفة أو الدعوات الآثمة التي تريد العبث بهذا الركن العظيم وصرف المسلمين عن هدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وتسعى لجعل موسم الحج مسرحاً للمزايدات السياسية والحركات العبثية التي ليست من الدين في شيء ، ولا ترعى المشاعر المقدسة حُرْمتها ، ولا تحفظ للنفوس والدماء عصمتها..فالسكينة السكينة ، والرفق الرفق ، والإخلاص الإخلاص ، (وتعاونوا على البر والتقوى وعلى تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (وكونوا عباد الله إخوانا).