محليات

العالم يحتفل باليوم الدولي للصديق .. من يكون الصديق الحقيقي.. وهل هناك اختبار للصداقة؟؟

عبدالله صقر – مركز المعلومات
يحتفل العالم في ال30 من يوليو كل عام باليوم العالمي للصديق و الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملا ملهما لجهود السلام، وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات، ولاحترام التنوع الثقافي. وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قراراها A/RES/65/275 بشكل خاص على أهمية إشراك الشباب وقادة المستقبل في الأنشطة المجتمعية الرامية إلى التسامح والاحترام بين مختلف الثقافات. والمراد من اليوم الدولي للصداقة هو دعم غايات وأهداف إعلان الجمعية العامة وبرنامج عملها المتعلقين بثقافة السلام والعقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم
وللاحتفال بهذا اليوم، تشجع الأمم المتحدة الحكومات، والمنظمات الدولية ومجموعات المجتمع الدولي، على القيام بأنشطة ومبادرات تسهم في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار بين الحضارات، والتضامن، والتفاهم، والمصالحة.
والصداقة علاقة اجتماعية تربط شخصين أو أكثر، على أساس الثقة والمودة والتعاون بينهم، تُشتق في العربية من الصدق.
يمكن تمييزها بثلاثة خصائص هي:
الاعتمادية المتبادلة : التي تبرز من خلال تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر
الميل إلى المشاركة في مختلف النشاطات والاهتمامات بخلاف العلاقات السطحية المتركزة غالبا حول موضوع أو نشاط واحد:
قدرة كل طرف على استثارة انفعالات قوية في الطرف الآخر وهي خاصية مترتبة على الاعتمادية، إذ تعد الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية السارة أو غير السارة حيث تعتبر الصداقة مهمة في حياتنا إذ يحتاج كل منا إلى إنسان يبادله المشاعر والأحاسيس وينصحه ويرشده إلى الصواب وأهم عامل أساسي للصداقة هو الصدق لأن الصداقة من دون صدق لاقيمة لها مصالح ومن ثم تنقطع بانقطاع المصالح
الصحبة في الاسلام قضية دين لا دنيا:
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
امتحان الأصدقاء:
توجد ست موارد يمكن من خلالها امتحان الاصدقاء لاثبات صدقهم ووفائهم:
1. الامتحان الروحي: فان التآلف بين الأصدقاء يبدأ من التآلف الروحي بين روحيهما.
2. الامتحان عند الحاجة: فعليك ان تجرب صديقك الذي معك عند الحاجة وعليك ان تلحظ كيفية تصرفه؛ فهل سيعطي حاجتك عند نفسه ويهتم بها او انه سيتخاذل وينسحب؟ ومن المعروف ان الناس تنقسم قسمين:
الاول: الذين يقضون حاجات الناس ومن دون ان يكونوا مستعدين للتضحية في سبيل ذلك وانما بمقدار ما تيسر لهم من الامر.
الثاني: ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة كما عبر القرآن الكريم. ونحن لا نطلب في الصديق ان يكون دائماً من النوع الثاني وان كان هو الغاية المنشودة لكن ان لم يكن النوع الثاني فلا اقل النوع الاول. اذا كان الصديق يرفض الوقوف معك عند الحاجة، فهذا يعني انه قد فشل في الامتحان.
3. الامتحان في حبه للتقرب اليك: من الامور التي يمتحن فيها الصديق، مسألة حبه للتقرب من صديقه. يختار كلام حبيبه علي كلام غيره، يختار مجالسة حبيبه علي مجالسة غيره ويختار رضي حبيبه علي رضي غيره كما قال رسول الله.
4. الامتحان في الشدائد: فالصديق الجيد هو الذي يكون معك حينما تكون في شدة ويصدقك حينما يكذبكالاخرون.
5. الامتحان في حالة الغضب: لإن كل الانسان يظهر علي حقيقته في حالة الغضب فيبدو للآخرين في صورته الواقعية ويقول حينئذ ما يفكر به لا ما يتظاهر به. فقد يكون هناك انسان يجاملك ويقدم لك المحبة في كل وقت فإذا اغضبته قال الحقيقة التيطالما سترها عنك. جاء في الحديث الشريف: اذا اردت ان تعلم صحة ما عند اخيك فاغضبه، فان ثبت لك علي المودة فهو اخوك والا… فلا.
6. الامتحان في السفر: ففي السفر يخلع الانسان عن نفسه ثياب التكلف فيتصرف بطبيعته ويعمل كما يفكر ومن هنا فانك تستطيع ان تمتحنه بسهولة.
فاختبره بثلاث خصال: حين تغضبه فتنظر غضبه، ايخرجه من حق الي باطل؟ وحين تسافر معه وحين تختبره بالدينار والدرهم.
أسس اختيار الصديق:
ونظرا لخطورة الصديق وتأثيره البالغ على الإنسان فإنه لا بد أن تكون هناك ضوابط وقواعد لاختياره وإلا أصيب الإنسان بالضرر والعنت ولذا يحذر القرآن الكريم من صديق السوء في غير ما موضع من كتاب الله في إشارة إلى ضرورة اختيار الصديق وفق مواصفات معينة يقول سبحانه “ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا” فتأمل حفظك الله كيف كان هذا الصديق والخليل سببا لدخول هذا البائس عذاب الله، وبعده عن رحمته.
والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا المعنى في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك – أي يعطيك – وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة”.
من أقوال الحكماء في الصحبة :
هذه المثال الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم جدير باستحضار الإنسان له دائما ليبني عليه الأسس التي من خلالها يقيم علاقته مع الآخرين ، إذ أن قضية الصحبة ليست قضية عابرة وقديما قال الشاعر:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه*** فكل قرين بالمقارن يقتدي
وقال الآخر:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم***ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ووعظ بعضهم ابنه فقال له: إياك وإخوان السوء، فإنهم يخونون من رافقهم، ويفسدون من صادقهم، وقربهم أعدى من الجرب،ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين، والمرء يعرف بقرينه، والإخوان اثنان فمحافظ عليك عند البلاء، وصديق لك في الرخاء، فاحفظ صديق البلية، وتجنب صديق العافية فإنه أعدى الأعداء.
العاقل اللبيب خير صديق:
الصديق العاقل اللبيب أمر أساسي في اختيار الأصدقاء فإنه ينفعك بعقله ولا يضرك بتصرفاته ويفيدك عند المشورة وأخذ الرأي، واحذر كل الحذر من مصاحبة الأحمق المغفل فتجلب لنفسك كثيرا من ا لأضرار والمصاعب وكيف تصاحب من لا يفرق بين النافع والضار
وليكن في صديقك الذي تختاره مع ما سبق حسن خلق ينفعك في وقت عسرك ويواسيك بماله ورأيه ومشورته ويقف معك في الملمات ويعفو عن الزلات ويملك نفسه عند الغضب فكم من صديق في اليسر لا تحمله أخلاقه على مواساة أصدقائه ولا على إيثارهم وقت شدتهم وعسرهم وكم من صديق سريع الغضب والضيق يغلب غضبه عقله ويقدم هواه على غيره، وكم من صحبة وصداقة ومودة أفسدها سوء الخلق وقبح الكلام وسوء التعبير وشدة الانفعال.
واسمع لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء فيها، لولا أن أحمل أو أجهز جيشا في سبيل الله، ولولا مكابدة الليل، ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتفي أطايب التمر.
الجد والاجتهاد والهمة العالية لا يمكن الاستغناء عنها.
ولا بد في الصديق الذي تختاره أن يكون جادا سويا ذا همة عالية مبتعدا عن سفاسف الأمور وصغائر الأعمال لا يمارس ما يكون سببا للحكم عليه بالفسق أو قلة العقل والسفاهة والانحراف فإن ذلك كله له أثر على سمعتك وقد تتأثر من طول صبحته ببعض أخلاقه وصفاته الذميمة.
وأخيرا اعلم أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
معايير اختيار الصديق الحسن:
أقام الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة وعلى رعاية الاخوه بين المؤمنين وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم..
ولأهمية الصداقة والاخوه في الإسلام انزل الله سبحانه وتعالى هذه الأيات:
قال تعالى : (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) ولأهمية اختيار الصديق الصالح اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات جليس السوء، حيث قال
: ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل
المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك
وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)
ومن هنا نصل إلا أهم معايير اختيار الصديق ، وتتمثل في الأتي:
1-أن يكون صالحا
2-أن يكون على خلق حسن
3-أن يكون أمينا
4-أن يكون وفيا
5-أن يكون ناصحا
ومن الامثله الجيدة على أهمية اختيار الصديق الصالح ما نراه عند الناس الناجحين في حياتهم العلمية والعملية
حيث أنهم وفقوا فاختيار الجليس الصالح ، فنجحوا في جميع أمورهم ،
ولعل هذا يدعوك إلى أن تبحث عن الشخص الذي يتصف بتلك الصفات لتتخذه صديقا لك.
قالوا عن الصداقة
من صاحب الأنذال حقر، ومن صاحب العلماء وقر
(علي رضي الله عنه)
من يبحث عن صديق بلا عيب يبقى بلا صديق
مثل تركي
اذا تشاجر صديقان من أصدقائك فلا تحكم بينهم لئلا تخسر أحدهما
وإذا تشاجر عدوان من أعدائك فاحكم بينهم لأنك ستكسب احدهما
مثل صيني
إذا أمعنت في الغياب عن أصدقائك بادروا إلى نسيانك
مثل أمريكي
لك أن تصادق الذئاب إذا كانت فأسك حاضرة
مثل روسى
الأصدقاء ثلاثة: صديق يحبك ، وصديق يكرهك، وصديق يغار منك
مثل إيطالي
الصداقة الحقيقية نبات بطيء النمو
سكوت
الصداقة الوجه الأخر غير البراق للحب، ولكنه الوجه الذي لا يصدأ
ميلتون
صداقة الأصدقاء أهم من صداقة ذوي النفوذ
لابويير
الصداقة كلمة
ماسينجر
دوم الصداقة ما لم يتخللها اقتراض الأموال
.تنتهي الصداقة إلى حب ولا ينتهي الحب إلى صداقة
.في الصداقة تنبعث الأفكار والرغبات والأماني جميعا بلا ألفاظ
جبران خليل جبران
إن أشق أنواع الصداقة صداقة المرء لنفسه
أفلاطون
الصداقة روح في جسدين
أرسطو
مزج السياسة بالصداقة غالبا ما يشكل خاتمة للصداقة
ديو هرست
الصداقة حب لا أجنحة
بيرون
الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواك فيها
لاروشفوكو

 

الخليل والصديق.. الصاحب والرفيق

هناك الصديق والصاحب والرفيق والخليل
فالصديق هو الذي يصدقك وهي مشتقة من “الصدق” وهو الذي لا يكذبك ولا يخونك.
واما الصاحب فهو الذي يصحبك او يثكون معك وهي لا تقضي “الحب والمودة”.. فلربما كان صاحبك عدواً لك.. كما قال الله في القرآن الكريم “قل له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب.. الآية 11”.
“وما صاحبك بمجنون” وهنا صاحبهم للكافرين اي رسولهم الذي بعث لهم محمد صلى الله وعلى آله وسلم فالصحبة لا تقتضي الاتفاق.
واما “الرفيق” فهي مشتقة من الرفقة او المرافقة وعادة يكون فيها المودة والاحسان بين الرفقاء وفيها ايضا من اللين والتيسير ما لا يكون بين الرفقاء.
واما الخليل وهي اعلاها واقربها منزلة فلا تكون خليلا حتى تخالل صاحبك وهذا لا يقاس على الله عز وجل والخليل من المخاللة اي انه تخلله فلا تكون خليلا حتى تتخلل صاحبك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *