كتبت – هدى عبد الفتاح :
توصل باحثون كنديون في دراسة جديدة بنيت نتائجها على نتائج الأبحاث التي نشرت طوال العشرين سنة الماضية أنّ ضرب الأطفال ضرباً خفيفاً على مؤخرتهم قد يكبح نموّ الدماغ ويحدّ من التطوّر العقلي ومن مهارات الذكاء.
وعن الآثار الإكلينيكية والفسيولوجية التي تلاحق الطفل مستقبلاً من جرّاء الاعتداء البدني أكدت الدكتورة سماح خليل أبو رحمة، الاختصاصية في أمراض الأعصاب والدماغ لدى الأطفال والأستاذ المشارك في كليّة الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، أن الدراسات أظهرت أن هناك تغيرات سلبية تحدث على مستوى البنية والوظيفة للدماغ تكون نتيجة العقاب الجسدي المتكرر للطفل، مبينة أن هذه الدراسات أوضحت من خلال الصور الدماغية الوظيفية أن هناك اضطرابات في النواقل العصبية الدماغية خاصة مادة الدوكامين والتي لها ارتباط وثيق بالعدوانية وبنشوء أمراض الاكتئاب، كما أوضحت أبحاث أخرى خاصة بالناحية الهيكيلة للدماغ أن هناك انخفاضا في حجم بعض أجزاء الدماغ ومنها حجم قشرة الدماغ الأمامية وهى التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالنواحي المعرفية والأداء الأكاديمي للأطفال.
وقد أوضحت أبو رحمة أن الأطفال الذين يتعرضون إلى الضرب الجسدي والحرمان العاطفي تقل مستويات أدائهم في اختبارات الذكاء أقل من أقرانهم الذين لم يتعرضوا لمثل هذا السلوك، مضيفة أن ضحايا العنف في الصغر مقارنةً مع الأطفال الذين لم يطالهم الضرب معرضون في المراهقة أكتر من غيرهم إلى الاشتراك في الجوانب التي تدمر الذات مثل الإدمان على الكحول والمخدرات والانغماس في الأنشطة الإجرامية.
وبذلك يصبح الأطفال الضحايا الذين يتعرضون للتعنيف الجسدي المتكرر هم المعتدون في المستقبل وبالتالي يولد جيل من ضحايا العنف، وطالبت الدكتورة أبو رحمة الآباء وأولياء الأمور بعدم استخدام أي نوع من أنواع العنف الجسدي لتقويم تصرفات أبنائهم حتى الصفع بكفة اليد على المؤخرة الذي يعتبر عند كثير من الناس ضربا بسيطا وعقابا بسيطا قد يتطور هذا النوع من الضرب البدني البسيط فيما بعد عند ثورة الغضب إلى نوع من الضرب المبرح للأطفال، وهذا بدوره يؤدي إلى مضاعفات نفسية وعقلية.