متابعات

الضربات الاستباقية.. تحصين الوطن وكسر ظهر الإرهاب

جدة ــ البلاد

من عجب ان يتزامن استهداف تنظيم داعش الارهابي لمبنى وزارة الدفاع بواسطة أحزمة ناسفة بمرور الذكري الـ”16″ على احداث الحادي عشر من سبتمبر، فالارهاب الذي ضرب برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، وغاب عن واشنطن ستة عشر عاماً، وظل في استهداف مستمر للمملكة العربية السعودية، فالعدو خطط هذه المرة للأمرين ، الاول إثارة الفتنة من الداخل مستعيناً بعض الدعاة اصحاب التاريخ الطويل في التحريض المباشر وغير المباشر ضد الوطن ورموزه، اما الثاني استهداف أماكن ذات ثقل سياسي وعسكري كمبني وزارة الدفاع، فالعدوان جاء في توقيت تخوض فيه المملكة حربا لا هوادة فيها على الارهاب داخلياً وخارجياً، سيما مع دول ومنظمات اشتهرت برعايته من قبيل قطر وايران، وهو ما يشير إلى أن تنظيم الحمديين وإيران هما المستفيد من هذا الحدث وهذه الجريمة.

ثمة روابط وثيقة بين المخطط لا استهداف وزارة الدفاع، وخلية التجسس واجندة خارجية تقوم على راسها دول بعينها، فالمجموعة التي تم الإعلان عنها في بيان أمن الدولة سبق وأن تم إيقاف بعضهم، والتنبيه عليهم بإيقاف الأنشطة العدائية، وبينت المصادر ذاتها أن هذه المجموعة لها تاريخ طويل في التواصل والإسهام في أنشطة مشبوهة تضر بأمن الدولة واللحمة الوطنية حيث ساهمت في التحريض بشكل مباشر وغير مباشر ضد الوطن ورموزه.

وأكدت المصادر أن المجموعة تشارك بصفة مستمرة في المؤتمرات واللقاءات والندوات المشبوهة، وانحصر نشاطهم في استقطاب وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، وارتباطهم بدعم مباشر وغير مباشر بتنظيمات معادية للمملكة.

الجدير بالذكر أن جهاز أمن الدولة المكون حديثاً بأمر ملكي، برئاسة الفريق أول عبدالعزيز محمد الهويريني ويضم كلاً من: المديرية العامة للمباحث، وقوات الأمن الخاصة، وقوات الطوارئ الخاصة، وطيران الأمن، والإدارة العامة للشؤون الفنية، ومركز المعلومات الوطني؛ يعمل بشكلٍ أساسي على مكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً، ومراقبة تمويله مالياً، ومكافحة التجسس والاختراق الفكري بأشكاله وأنواعه كافة، وبأحدث الوسائل والطرق العالمية أمنياً ومعلوماتياً، والتواصل مع الجهات الأمنية في بلدان العالم

محاربة وهزيمة “داعش”:
باعتبارها مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، تشكل المملكة الهدف الرئيسي لتنظيم “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى

غير ان المملكة موقفا حازما وصارما ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي.

وتصدت لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محليا وشجبته وأدانته عالميا وأثبتت للعالم أجمع جدية مطلقة، وحزما وصرامة في مواجهة العمليات الإرهابية، وجندت كافة أجهزتها لحماية المجتمع من خطر الإرهابيين وشرهم ومن ذلك القضاء على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية في مختلف مناطق المملكة.

وحاربت المملكة الإرهاب من خلال خطين متوازيين هما المعالجة الأمنية، والمعالجة الوقائية.

وفي مستوى المعالجة الأمنية حقق رجال الأمن السعوديون إنجازات أمنية في التصدي لأعمال العنف والإرهاب ونجحوا بعد أن تشربوا عدالة القضية وشرف المعركة في حسم المواجهات الأمنية مع فئة «الضلال» فجاء أداؤهم مذهلا من خلال القضاء على أرباب الفكر الضال أو القبض عليهم دون تعريض حياة المواطنين القاطنين في الأحياء التي تختبئ فيها العناصر الإرهابية، بل سجل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية وإفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية وحازت على تقدير العالم بأسره كما سجلوا إنجازا آخر تمثل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر «الضال» وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب الذين لا يقلون خطورة عن المنفذين للعمليات الإرهابية فتم القبض على الكثير منهم.

وسجلت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها تفوقا غير مسبوق يسجل للمملكة سبقت إليه دولا متقدمة كثيرة عانت من الإرهاب عقودا طويلة.

وشهد العام المنصرم العديد من العمليات الأمنية والضربات الاستباقية التي نفذتها قطاعات وزارة الداخلية المختلفة، وأثمرت ابرز العمليات الامنية “المعلنة” عن ضبط نحو 653 شخصاً، بينهم امرأتان إحداهما فلبينية، كانت تضطلع بدور تصنيع الاحزمة الناسفة لتفجير المغرر بهم، فيما كان شريكها يوفر الايواء والدعم والتصنيع للمواد المتفجرة للفئة الضالة.

وفى 21 يناير 2017 اعلنت وزارة الداخلية القضاء على إرهابين اثنين خلال مداهمة وكرين للإرهاب فى حي الحرازات بجدة، بعد ان اضطر الارهابيان إلى تفجير نفسيهما، تفادياً للقبض عليهما. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، إن الجهات الأمنية داهمت وكرين كان يقع الأول بحي الحرازات، وهو عبارة عن استراحة، اتخذها عناصر الإجرام مأوى لهم، ومعملاً لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.

وفي 16 فبراير 2017 قالت الداخلية فى بيان إنها تمكنت من الإطاحة بـ 4 خلايا إرهابية فى عدد من المدن السعودية الهامة، وهى، مكة و المدينة و الرياض و القصيم، تتكون الخلية من 15 سعودياً و2 من اليمن وسودانى طبقا لبيان وزارة الداخلية السعودية.

وفي 30 ابريل 2017 أعلنت الداخلية القبض على خلية إرهابية في مدينة جدة يشتبه بتورطها في الهجوم على المسجد النبوي في المدينة المنورة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الداخلية إن القوات الأمنية داهمت “وكرين لخلية إرهابية بمحافظة جدة أحدهما شقة سكنية بحي النسيم.. والثاني عبارة عن استراحة في حي الحرازات”.

وفي 8 مايو 2017 أحبطت وزارة الداخلية عمل “ارهابي” كان يستهدف مركزا للشرطة في محافظة الطائف، بحسب وزارة الداخلية

واعلن المتحدث الأمني باسم الوزارة “إحباط محاولة تنفيذ عمل إرهابي بمخفر شرطة حداد ببني مالك بمحافظة الطائف (غرب)، حيث رصد رجال الأمن المناوبين بالمخفر محاولة شخصين للتسلل إلى مواقف سيارات الشرطة الملحق بالمخفر.

وفي 23 يونيو 2017 أحبط الأمن السعودي عملاً إرهابياً وشيكاً كان يهدد أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين في ليلة التاسع والعشرين من رمضان، وهي ليلة ختم القرآن.

المجموعة الإرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، أي على بعد كيلومترات قليلة من الحرم المكي.

وانتهت العملية الأمنية، وفق المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بالقبض على خمسة من عناصر الخلية، بينهم امرأة، بعد مداهمة مواقعهم الثلاثة.

تفاعل :
عقب إعلان جهاز أمن الدولة القبض على خلايا استخباراتية تعمل لمصلحة جهات أجنبية، وتخطط لاستهداف مقرين لوزارة الدفاع، تفاعل الكثير من السعوديين ورجال الدولة والدين مع الجهود التي بذلها «رجال الأمن» في التصدي للإرهابيين اللذين كانوا يستهدفون تنفيذ مخطّطاتهم الخبيثة ، وكذلك في التصدي لأي مخاطر تهدد أمن الوطن واستقراره؛ مطالبين الجهات المعنية بالعقاب الرادع لمثل هؤلاء، ولكل مَن تسوّل له نفسه المساس بأمن المجتمع ومقدراته.

وقد حظي جهاز أمن الدولة، بإشادة واسعة ونال رجاله، وأبطاله بقيادة رئيسه الفريق أول عبدالعزيز محمد الهويريني؛ الشكر والثناء على دورهم الفاعل والمشرّف في حماية الوطن والمقدّسات من عبث “المندسين”، والخونة والإرهابيين،حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تفاعلا غير مسبوق من النشطاء مع رجال أمن الدولة تقديرا لدورهم الفعال في حماية الوطن ومقدراته ؛مشيدين بتقديم منسوبي الجهاز أرواحهم دفاعاً عن الوطن وفداءً له.

وقدم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد؛ شكره لرجال الأمن الذين ألقوا، القبض على خلايا استخباراتية إرهابية كانت تتعامل مع جهات خارجية ضدّ أمن السعودية ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسِلْمها الاجتماعي.

ومن جانبها قالت هيئة كِبار العلماء إن استهداف الوطن في عقيدته وأمنه ولحمته الوطنية جريمة يؤخذ على يد مرتكبها، ولا تُقبل هوادة في ذلك.
وأضافت عبر حسابها الرسمي في تويتر: المسلم مأمور أن يكون مع جماعة المسلمين، وبيعته لولي أمرهم، وقد منّ الله علينا في السعودية، بأن أقامها على الكتاب والسنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *