كتب: حسام عامر
عن أسباب فرقة الأمة الإسلامية في الوقت المعاصر في ظل التغييرات التي تحدث في البلدان الإسلامية والعربية، أشار حارث الضاري – أمين عام هيئة العلماء المسلمين في العراق إلى أن شهادة \" أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله \" هي أساس الوحدة، لأنه لا يكون المؤمن مؤمناً إلا بها وكل من آمن بها هو محسوب عليها ومن ثم أصبح مسلماً ينتمي إلى هذا الدين.
وذكر أن كل فرقة اليوم ترى أنها الفرقة الناجية وغيرها لن يكون من الناجين، والسبب في ذلك هو التعصب، موضحاً أن ما يحدث في سوريا ليس خلافاً دينياً أو مذهبياً وإنما شعب مظلوم ثار ضد حاكم ظالم حكم البلاد هو ووالده نحو أربعين أو يزيد ثم تظاهر أكثر من خمسة أشهر سلمياً، إلا أن الرئيس السوري لم يتعامل معهم بالتي هي أحسن بالحوار والتفاهم وتحقيق بعض المطالب التي ثاروا من أجلها.
كما أكد – في حديثه لبرنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة – أن مطالب الثوار كانت بسيطة تتعلق برفع المظالم ولكن حدث الذي حدث واختار الرئيس السوري الحل الأمني ثم العسكري وتطورت الأحداث إلى المشهد المأساوي الذي تمر به سوريا اليوم، وهنا تدخلت المشاريع والقوى السياسية الإقليمية والدولية واستخدمت كل الأسلحة الفتاكة.
وأفاد بأن تطبيقات الوحدة ومظاهرها في التشريع الإسلامي هي مظاهر كثيرة، فأول أساس لوحدة المسلمين هو إيمانهم بإله واحد ورسول واحد وهذا الأساس يبني عليه كل ما جاء من تعاليم وتشريعات، فإذا سار المسلمون على هذا النهج فهموا الإسلام فهماً صحيحاً.
وأضاف أن الانتماء للدين لا يؤثر على الإطلاق على الانتماء للوطن، ولكن الانتماء للدين هو الأول والأساس ولكنه لا يتنافى مع الانتماء للوطن لأن الدين هو من يدفع المواطن إلى حب الوطن والدفاع عنه، مضيفاً أنه في أوائل القرن الماضي ذهبت المجاميع والأحزاب الوحدوية القومية على اختلاف توجهاتها إلى الاجتماع حول وحدة الأمة، وتلك الدعوة كانت تلاعب ضمائر الكثير من أبناء الأمة وتستهوي تطلعاتهم وآمالهم في أن تتوحد تلك الأمة يوماً ما ولكن فشلت تلك الدعوات لأن دعاتها ساروا على أفكار لم تكن نابعة من تراث هذه الأمة ولا من عقيدتها ولا من تاريخها، فلو كانت دعوتهم إلى الوحدة العربية مصحوبة بالعمل والفكر والموروث العربي لربما تحقق شيء من هذا الحلم أو على الأقل لوضعوا اللبنات الأساسية للوحدة العربية أو لوحدة الأمة.