كتب – أحمد صبحي
القطع الجائر للأشجار وحرائق الغابات والصيد الجائر وتدمير الموطن الطبيعي… كل ذلك ساهم في ندرة أعداد النمور في كل أنحاء العالم.
وفي سومطرة أكدت دراسة جديدة أجرتها منظمة غرينبيس أن أشجار الرامن (نوع من نباتات الغابات المطرية) يتم اقتطاعها في الغابات المطرية الإندونيسية وإرسالها إلى المصانع لانتزاع اللب منها وتحويلها إلى ورق، حيث يعد قطع هذه الأشجار فعلاً غير قانوني بحسب قانون إندونيسي يعود تاريخه إلى عام 2001 لكونها أنواعاً لنباتات مهددة بالانقراض.
وتبلغ مساحة الغابات المطيرة في إندونيسيا 90 مليون هكتار، وهي تعتبر من البلاد التي تملك أكبر مساحات من تلك الغابات في العالم. ولكن ثلثي تلك المساحة، تصنف ضمن غابات إنتاج الأخشاب. ونتيجة لذلك تأتي إندونيسيا في الترتيب الثالث على النطاق العالمي في ما يتعلق بحجم انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، لذلك فإن الغابات المطيرة في إندونيسيا أصبحت هدفها للشركات من أجل صناعة المناديل والورق المستخدم لتغليف المنتجات الاستهلاكية في الغرب.
وفي الولايات المتحدة فإن النمر الأميركي معرض أيضاً للانقراض الفعلي، ما جعل الكثير من المعاهد التي تعمل على حماية حياة الحيوانات تطلق الإنذار تلو الآخر، فأكد المسؤولون في المركز الوطني لحماية الحيوانات المفترسة والثدييات في العاصمة البرازيلية أن فقدان المساحات التي يجب أن تتوافر لهذه الحيوانات له كي تعيش وتتجول إضافة إلى الصيد غير القانوني الذي يتم دون رقيب، وخصوصاً تجار الحيوانات الثمينة.. كل هذا يؤدى إلى ندرة هذه الأنواع من الحيوانات؛ لذلك حرص المركز على العمل في مشروع لإنشاء ممر لحماية النمر الأميركي وحيوانات أخرى كي تجد طريقها إلى مناطق نصف جافة؛ لأن النمر يحتاج إلى مساحات واسعة للعيش والبقاء على قيد الحياة.
وفي الهند وقبل قرن من الآن كان يعيش في الهند أكثر من مائة ألف نمر يجوبون غاباتها بكل حرية ودون مضايقة، لكن اليوم تقلص عددها بشكل ينذر بالخطر إلى 1706 نمر تقريباً هي كل ما تبقى في الغابات الهندية على اتساع مساحتها. وأغلب هذه النمور يعيش في المحميات المخصصة لهم.
ففي عام 2007 عندما أُجري آخر إحصاء رسمي لعدد النمور الهندية اكتشف أن عددها الإجمالي في كل أنحاء البلاد لا يتعدى 1411 نمراً، لذا اتُخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير العاجلة قامت بها جمعيات مدافعة عن النمر الهندي وبعض الجهات الرسمية للحفاظ على الحيوان وحمايته من التناقص ثم الانقراض، وفرضت السلطات المحلية لمراقبة الغابات والصيادين غير القانونيين قوانين صارمة لمعاقبة كل من يمد يده بسوء إلى النمور المحمية، والنتيجة كانت تزايد أعداد النمور بنحو 20 في المائة على امتداد المناطق الهندية المختلفة.
ولكن مازالت المشكلة الأكبر، التي يواجهها المختصون في حماية النمور هي تقلص المساحات الطبيعية التي يعيشون فيها على حساب زحف العمران البشري، وتغلغل المستوطنات والمساكن في قلب المحميات الطبيعية ما يهدد حياة النمور الطبيعية.
ومن أجل ذلك تتوافر في الهند حالياً على 45 ألف كيلومتر مربع من الغابات تضم 39 محمية خصصتها الحكومة للحفاظ على النمور الهندية التي تخضع لحماية القانون ويحظر اصطياده. على الرغم من التخوف من قيام دول مثل الصين التي تستخدم بعض أجزاء النمور لصناعة الأدوية التقليدية ذائعة الانتشار في الصين وغيرها من البلدان، وهو ما يشجع بعض العناصر الهندية على اصطياد النمور وتهريبها إلى الخارج للحصول على المال.