طهران ــ وكالات
كشفت مواقع إخبارية إيرانية عن تحطم صاروخين من أصل 6 صواريخ باليستية أطلقها الحرس الثوري الإيراني فجر امس الاثنين، باتجاه سوريا لاستهداف مواقع تابعة للمعارضة المسلحة.
وذكر موقع آمد نيوز الإصلاحي، أن صاروخين من أصل 6 صواريخ، تحطما بعد لحظات من إطلاقهما باتجاه مدينة البوكمال السورية، من قاعدة شهداء في ضواحي مدينة كرمنشاه غرب إيران
وتؤكد هذه المعلومات التي أوردها الموقع، فشل القوة الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني في تحديد الإصابات.
في سياق متصل، قال التلفزيون الإيراني إن الوحدة الصاروخية التابعة للحرس الثوري، أطلقت صواريخ باليستية على مواقع مسؤولين عن هجوم استهدف عرضا عسكريا في الأهواز السبت الماضي.
وتناقل رواد موقع التواصل الاجتماعي في إيران صورًا ولقطات تظهر سقوط صاروخي الحرس على مناطق إيرانية، وسط سخرية لاذعة ضمن هاشتاغ انتشر بشكل واسع تحت وسم #افتضاح_موشکی.
كما تظهر المقاطع سقوط أحد الصواريخ في قرية سراب ياوري، وأدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية والبساتين.
وقال حساب “باباك تاغفي” على تويتر إن إيران أطلقت 5 صواريخ “قيام 1″ و”ذو الفقار” باتجاه الأراضي السورية فجر الاثنين، إلا أن إحدى الصواريخ سقط في الأراضي الإيرانية.
وأضاف الحساب أن الحرس الثوري الإيراني استولى على المليارات من ميزانية الجيش تحت مزاعم تطوير المنظومة الصاروخية ولاسيما صواريخ “قيام 1″، إلا إنها ليست فعالة وتستمر في السقوط قبل الوصول إلى هدفها.
وأرفق “باباك تاغفي” التغريدة بالفيديو الذي قال إنه يوثق سقوط الصاروخ في منطقة كرمانشاه الإيرانية بعد لحظات قليلة على إطلاقه، معتبرا ذلك فضيحة جديدة تضرب القدرات العسكرية للحرس الثوري.
فيما دفعت المعلومات التي تداولها ناشطون بشأن فضيحة صاروخية جديدة لإيران، وسائل إعلام تابعة للنظام في طهران للتحرك، في محاولة لتغطية فشل جديد في عمل المنظومة الصاروخية.
وقال الحساب إن وكالة أنباء فارس، وفي محاولة لتغطية فشل الحرس الثوري الإيراني، نشرت فيديو توضيحي يزعم أن الجسم الذي سقط في إيران ليس إلا مستوعب الوقود المتصل بالصاروخ.
وتعرضت المنظومة الصاروخية الإيرانية والآلة الدعائية المرتبطة بها لفضائح عدة، كان آخرها في أغسطس الماضي، حين سخرت الولايات المتحدة من فيديو نشره الإعلام الإيراني، يرصد ما قالت طهران إنه تجربة للجيل الجديد من صاروخ “فاتح مبين” البالستي قصير المدى.
وفي 15 أغسطس، نشر فريق التواصل الإلكتروني في وزارة الخارجية الأميركية على حسابه في “تويتر”، الفيديو، مع شرح مفصل للأسباب التي استند إليها لدحض صحة التجربة الصاروخية.
وقال فريق التواصل: “نشرت وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني فيديو قالت إنه لتجربة الصاروخ الجديد فاتح مبين، يصور عملية الإطلاق، ثم تدعي أنه وصل إلى الهدف”.
وأضاف الحساب الناطق بالعربية: “لكن بنظرة فاحصة لا تجد صارخا قادما نحو الهدف، بل مجرد تفجير موضعي. النظام في إيران لا يكف عن سياسات الخداع، ويستمر في استعراضات مضحكة”.
في غضون ذلك أعلنت ألمانيا، امس “الاثنين”، موافقتها على تسليم بلجيكا دبلوماسيا إيرانيا على خلفية التجسس، والتخطيط لمؤامرة إرهابية نجحت أجهزة أمنية في دول أوروبية بإحباطها.
وكان الادعاء الألماني قد وجه الاتهام رسميا، في يوليو الماضي، إلى الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، كونه كلّف زوجين في بلجيكا لتنفيذ مخطط إرهابي كان يستهدف تجمعا ضخما للمعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس.
وأضاف الادعاء أنه يشتبه في إمداد أسدي الزوجين بجهاز يحتوي على 500 غرام من مادة “تي إيه تي بي” المتفجرة لتنفيذ المخطط.
وإلى جانب هؤلاء الثلاثة، اعتقل رجل من أصل إيراني في فرنسا على خلفية المؤامرة الإرهابية.
ونفذت الشرطة 5 عمليات مداهمة في بلجيكا ترتبط بهذه القضية، التي رفضت السلطات الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأنها.
وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض في وقت سابق من يوليو الجاري على أسدي، في مدينة أشافنبورغ الألمانية بناء على مذكرة توقيف أوروبية، وجاء توقيف الدبلوماسي بعد القبض على الزوجين في بلجيكا.
ويحمل أسدي لقب المستشار الثالث في سفارة إيران بفيينا، وسارعت الأخيرة إلى نزع الصفة الدبلوماسية عنه.
وعقب إحباط المؤامرة الإرهابية، اتهمت المعارضة النظام الإيراني بالتخطيط لاستهداف مؤتمرها في باريس.
واستهدف المخطط تحديدا مؤتمرا نظمته جماعة مجاهدي خلق الإيرانية في ضاحية فيلبنت في باريس، حيث احتشد على مدار أيام عدة آلاف المناهضين للنظام الإيراني.
وحضر المؤتمر 25 ألف شخص، وشارك فيه أيضا اثنان من أقرب المقربين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.
الى ذلك أعلنت الإدارة الأمريكية عن استراتيجية جديد الى البقاء في سوريا حتى نهاية الحرب الأهلية تماما، في محاولة لوقف التوسع الإيراني عبر الشرق الأوسط.
وتشير الرؤية الأمريكية -التي تم تداولها الأسبوع الماضي بين مجموعة من كبار المسؤولين الأمريكيين- إلى تغير ملحوظ بعد 6 شهور من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وإنهاء التدخل الأمريكي، في الصراع الذي قتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص وأربك إدارتين أمريكيتين.
وهو ما أكده جيمس جيفري، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية في سوريا، في مؤتمر صحفي، حيث قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على تواجدها في سوريا وربما توسع مهمتها العسكرية هناك، حتى تسحب إيران جنودها والمليشيات التي تقودها، وهو ما يتوقع المسؤولون الأمريكيون حدوثه فقط إذا توصلت قوى العالم إلى اتفاق لإنهاء الحرب السورية.
وأضاف: “الأمر متعلق بالضغط السياسي، نتوقع أن الحكومة السورية الحالية أو أي حكومة سورية ستكون متواجدة بنهاية هذه العملية السياسية أو في نقطة ما منها، لن تعد تشعر في الحاجة إلى قوات إيرانية لدعمها، لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا، ولا نتوقع حتى أن يتمكن الروس من إجبارهم على الخروج”.
وجاءت تصريحات جيفري بعد أيام من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، التي قال فيها إن أمريكا لن تنسحب من سوريا طالما أن القوات الإيرانية موجودة على الحدود الإيرانية.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط التدخل الأمريكي في سوريا بتحدي إيران.وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تزيد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة من ركائز إدارة ترامب في سوريا، حيث ينبغي أن تمر بسلسلة من العقبات تتضمن أيضا الدعم الروسي للرئيس النظام السوري في وقت لا يحتمل فيه تخلي طهران عن موطئ قدمها في البحر المتوسط بهذه السهولة بعد ما حققته عقب الحرب التي بدأت في 2011.
وتجعل إدارة ترامب مواجهة شبكة إيران، من ميليشات الحرب بالوكالة في لبنان والعراق واليمن، أولوية لها في الشرق الأوسط. وفي سوريا يعتقد أن قوات الحرس الثوري الإيراني تقود ما لايقل عن 10 آلاف مقاتل من المليشيات الشيعية وجنود النظام، مشكلة العمود الفقري للقوة التي تساعد الأسد.
وبتغيير استراتيجتهم يكون المسؤولون الأمريكيون قد غيروا تصورهم حول بقاء القوات العسكرية الأمريكية، التي تضم 2000 جندي، وأرسلت إلى سوريا لمحاربة تنتظيم داعش الإرهابي، وإعلان استمرارها هناك وتحويل هدف المهمة إلى ترسيخ الأمن عبر سوريا وإنهاء الحرب.
وفي تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي الأسبوع الماضي، قال إن الجيش الأمريكي سيظل في سوريا حتى يتأكد من أن القوات المحلية يمكنها منع عودة الإرهابيين، مثل ذلك الذي وقع في العراق بعد انسحاب أمريكا عام 2011.
ويصر البنتاجون على أن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لم تتغير، فبحكم القانون هي مقتصرة على محاربة داعش فقط، لكن مواجهة إيران أصبح “مصلحة إضافية” مع تواجد القوات الأمريكية هناك، حسب مسوؤلين أمريكيين.
ويرى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن التغيير في الموقف الأمريكي يشير إلى رغبة إدارة ترامب في زيادة نفوذ الوجود العسكري في سوريا لعزل إيران، ويتفق المحللون السياسيون في أن الوجود المستمر للقوات الإيرانية وحزب الله ومليشيات شيعية أخرى في دولة أغلبيتها من السنة ربما يستمر في تأجيج التطرف والطائفية.
وينتاب كثير من المحللين والخبراء السياسيين الشكوك حول نجاح استراتيجية الولايات المتحدة ذات الهدفين، وحسب أحد الدبلوماسيين الغرب الذي رفض ذكر اسمه للصحيفة، أنفقت إيران عشرات مليارات الدولارات في سوريا، وفقدت آلاف المقاتلين دعما لنظام الأسد، وإذا احتفظت الولايات المتحدة بوجودها العسكري في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية فهذا قد يستغرق عقودا على أقل تقدير.